2020/03/31
إسرائيل تنفق ٪٦ من ميزانيتها على التعليم ماذا ينفق العرب .

تعتمدُ إسرائيل باقتصادها على البحث العلمي، حيثُ تُعدُّ جامعاتها من أقوى جامعات العالم في البحث العلمي. توفر هذه الجامعات كل ما يحتاجه الباحثون من أموال إما بتمويل حكومي سخي، أو بواسطة الدعم الغير محدود من منظمات خارجية، أضف إلى ذلك تمويل الحكومة الإسرائيلية لميزانية مخصصة لأبحاثها المشتركة مع الدول الأوروبية.

ومع هذا الدعم السّخي للباحثين، تشكو اسرائيل من هجرة الأدمغة، وثمةَ مطالب لتوسيع الإنفاق للحد دون هجرة الباحثين إلى الخارج. إذن الإنفاق ضئيل، أو هكذا يقولون؛ تُرى كم يُنفق العرب على البحث العلمي؟ وهل ما تزال الأدمغة العربية لا تهاجر؟! لنرَ حجم الإنفاق إذن!

تُنفق إسرائيل منفردةً ما يُقارب 6% من ميزانيتها لدعم البحث العلمي في جامعاتها. أتدرون كم ينفق العرب مجتمعين؟! نحن ننفق ما لا يصل إلى 1% فقط. الوطن العربي ككل.. أي أن الإنفاق على البحث العلمي يساوي صفر للأسف.

ماذا عن الأدمغة العربية، إلى أين تذهب؟ أم أنه ليس هناك أدمغة بالمرّة؟! بالتأكيد هناك أدمغة وكوادر عربية نادرة، لكنها للأسف تذهب إلى الخارج طلباً للقمة عيشٍ استعصتْ عليهم في أوطانٍ لا تعمل، لا تبتكر. يذهبون إلى حيث تُستثمر الأدمغة ويُستفاد منها إلى أقصى حد. يهجرون أوطانهم خشية توظيف عقولهم في إثارة الحروب وتصدير التخلّف. يهاجرُ ما نسبته 15% من الكوادر العربية للعمل في أوروبا وأمريكا. يحظون بالتقدير لعقولهم، بينما يكسبون الرزق ليقتاتون. يحصلون على الدعم السخي، ويبدعون بكل جميل لكن تحت رايات من يبحث عن الإبداع ويبذلُ لقاءه.

حتى من يُبتعثون للدراسة إلى الخارج، يُفضلون عدم العودة إلى أوطانهم؛ تراودهم كوابيس البطالة والتهميش الممنهج للكوادر المؤهلة. هل تعلمون أن ما نسبته 45% من الطلاب الدارسين في الخارج لا يعودون؟! حقيقة صادمة ومؤلمة للغاية. إذن المشكلة لا تكمن بالعقول والكوادر، المشكلة تتعلق بسياسات حكوماتنا المتحجرة المتخمة بالجهل. 

للأسف الشديد، تُغذي الحكومات العربية الجهل والتخلّف؛ تُغذي الصراعات الدينية والحزبية، بدلاً من صرف تلك المبالغ المهولة على تطوير التعليم وتفعيل البحث العلمي. يصرفون مبالغ طائلة لزعزعة استقرار بعضها البعض والاستفراد بالغباء. يبذلون أموالَ الشعوب لتأمين كراسيهم المتهرئة بافتعال الفتن والصراعات الداخلية وإغراق شعوبهم في الفوضى. يُنفقون المليارات لالتقاط الصور مع المشاهير وحضور مباريات الدوريات العالمية، حتى يصبح معنى الحياة لشبابهم لا يتعدى امتلاك الأموال وصرفها لأغراض البذخ والترفيه..

 يا أمةَ اقرأ .. لا تُفلحُ أمةٌ لا تقرأ!!

الخبر التالي:

 

تم طباعة هذه الخبر من موقع يمني بوست https://yemenipost.net - رابط الخبر: https://yemenipost.net/news1655.html