2020/04/10
برنامج الغذاء العالمي يقطع المساعدات الإنسانية عن المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين

قرر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة تخفيض المساعدات الإنسانية المقدمة إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن إلى النصف، معللا ذلك بوجود أزمة في التمويل.

وقالت الأمم المتحدة إن عددا من المانحين قد أوقف مساعداته بسبب مخاوف من أنقوات الحوثيينقد عرقلت توزيع بعض شحنات المساعدات.

وبدءا من منتصف شهر أبريل/نيسان، ستستلم عائلات يمنية المساعدات الإنسانية كل شهرين، بعد أن كان ذلك يتم على نحو شهري.

وتوصف الحرب في اليمن بأنها أسوأ كارثة إنسانية في العالم؛ وتقول تقارير إنه مات فيها أكثر من 100 ألف إنسان.

ويزود برنامج الغذاء العالمي أكثر من 12 مليون يمني بالطعام شهريا؛ يعيش 80 بالمئة منهم في مناطق تسيطر عليها قوات الحوثيين.

قبل نحو خمس سنوات، سيطر الحوثيون على معظم المناطق غربي البلاد؛ وانخرطوا في صراع ضد قوات تدعمها السعودية وثمان دول عربية أخرى. وأدى الصراع إلى واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم.

وقالت ليز غراند، أرفع ممثلة للأمم المتحدة في اليمن، لبي بي سي إن نقص التمويل سيؤثر على كل أجزاء المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة لليمن في أكبر عملية إغاثة إنسانية في العالم، وسط تصاعد التهديد الذي يمثله تفشي وباء فيروس كورونا المستجد.

وأضافت: "لم يكن لهذه (المشكلة) أن تأتي في وقت أسوأ من هذا التوقيت الذي يلوح فيه خطر فيروس كوفيد-19".

ولم تسجل أية إصابة بفيروس كورونا المستجد في اليمن حتى الآن؛ بيد أن وكالة رويترز للأنباء نقلت اليوم الجمعة عن تغريدة نشرت في صفحة اللجنة العليا للطوارئ في اليمن على تويتر إشارتها إلى رصد أول حالة إصابة بفيروس كورونا في محافظة حضرموت.

وثمة مخاوف متزايدة من أن النظام الصحي في اليمن قد يعجز عن التعامل مع تفشي وباء الفيروس؛ إذ إن أكثر من نصف مستشفيات البلاد وعياداتها الطبية قد دُمر خلال الحرب.

وقد قطع عدد من المانحين، من بينهم الولايات المتحدة، المساعدات زاعمين أن تبرعاتهم كانت تُعرقل ويجري تحويلها إلى مناطق خاضعة للحوثيين.

وقال آخرون إنهم واجهوا تأخيرات كثيرة في الحصول على الموافقات والتصريحات اللازمة لتوصيل المساعدات، كما أشاروا إلى أن موظفيهم قد تعرضوا للإساءة وللاعتقال.

لكن مسؤولين حوثيين اتهموا وكالات المساعدات الدولية، بما فيها برنامج الغذاء العالمي، بالفساد وسوء الإدارة.

وبعد أشهر من المفاوضات تم التوصل إلى عدد من التغييرات، لكن الوكالة الدولية تقول إن تلك التغييرات لم تكن كافية.

وقالت سلطانة بيجُم، من المجلس النرويجي للاجئين في اليمن: "ليس هذا الوقت المناسب لكي يقطع العالم مساعداته عن الناس المحتاجين في اليمن. هناك مشاكل مع الحوثيين، لكن ينبغي على العالم أن يُزيد من استجابته ليكون قادرا على التعامل مع فيروس كورونا المستجد".

وقال متحدث باسم مكتب المساعدات الخارجية البريطانية لبي بي سي إنهم لم يوقفوا الدعم، لكنهم "قلقون للغاية من أن تقييدات الحوثيين وتدخلهم في إيصال المساعدات الإنسانية قد أجبرت المانحين ووكالات الأمم المتحدة على خفض مساعداتهم في شمالي اليمن".

وبدأ يوم الخميس سريان هدنة لوقف إطلاق النار لمدة أسبوعين، من طرف واحد، دعا إليها التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في حرب اليمن. وقالت قوات التحالف إنها تريد دعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي ووقف تفشي فيروس كورونا المستجد.

وتعزز السلطات في صنعاء سيطرتها، خالقة مؤسسات جديدة معقدة وقواعد جديدة. ويتضمن ذلك توسيع شبكة القيود التي تحكم توزيع المساعدات ضمن أكبر عملية توزيع مساعدات إنسانية في العالم.

ويواجه العاملون في مجال المساعدات المجتمعية اليوم معضلة مخيفة: فهم يعلمون أن قطع الإمدادات سيزيد الخسارات في أرواح الناس وسيعمق المعاناة، لكنهم أيضا يقولون إن أشخاصا يموتون بالفعل عندما تمنع عنهم مساعدات إنسانية أساسية أو يُحول مسارها.

ويقول الطرفان إنهما يريدان إيجاد حل. لكل لكل واحد منهما خطوطه الحمراء. بيد أن الهجوم الشرس لفيروس كورونا القاتل إذا بدأ قد يغير كل شيء

تم طباعة هذه الخبر من موقع يمني بوست https://yemenipost.net - رابط الخبر: https://yemenipost.net/news2236.html