على المستوى العام وفي تقييم النتائج الايجابية التي أفضت إليها المرحلة منذ ٢٠١١م وحتى الاشهر القليلة السابقة من عمر نفوذ جماعة الإخوان على السلطة وإدارتهم للبلد لن نجد أبدًا ايجابية واحده أو إنجاز يمكن الإشادة به وهي نفس النتيجة الفاشلة لتجربة بعض الشعوب العربية مع نفوذ الإخوان على السلطة والحكم.

ويمكن الإشارة هنا للتجربة التي عاشتها كلا من تونس ومصر، وفيما الحقيقة أن كل الأيديولوجيات التي ولدت من رحم الإسلام السياسي هي ايديولوجيات ممنهجة تخدم مشاريع لصالح الهدف الإيراني بالدرجة الأولى، وهذه حقائق تاريخية أثبتتها تجارب واقعية ملموسة. فالفكرة التي تظهر لنا أن جماعة الإخوان في اليمن على سبيل المثال قد فشلت في أن تصبح دولة هي فكرة خاطئة، لأن الإخوان ك ايديولوجية وتنظيم، ليسوا على استعداد أبدًا لأن يصبحوا دولة بمفهومها الحقيقي مهما توفرت لهم الفرص، فالأنظمة، والقوانين، والدساتير التي تقوم عليها الدولة وهي المعايير المطلوبة للحديث عن دولة بمفهومها الحقيقي تتعارض إلى حدٍ كبير مع ايديولوجية التنظيم، وهي أقرب لواقع جماعة الحوثي التي تلغي قيمة ووجود القانون والنظام والدستور والمؤسسات وتستبدلهم بشعارات وهتافات وولائيات تدور حول فكرة الأب الواحد، وهي نفس الفكرة التي تعتمد عليها الولاية والخلافة ويسعيان لها ويمثلان النقيض للأنظمة للديمقراطية والجمهورية مهما مارسوا التقية في حديثهم وخطابهم الذي يهدف الى تسميم عقول المجتمعات، وصرفهم عن الحقائق وعن مرجعية التنظيمات الايديولوجية في اقامة السلطات والحكم، ويمكن الإشارة هنا إلى حديث القيادي والمؤسس في حزب التجمع اليمني للإصلاح (للإخوان) عبدالله أحمد العديني الذي تحدث قائلا أن الميثاق الذي أجتمع عليه هو وزملاءه (قيادات إخوانية) لتأسيس الحزب التجمع اليمني للإصلاح كان للوقوف أمام النظام الديمقراطي والجمهوري وضد ثورة ٢٦ سبتمبر، وهذا حديث يستحق التوقف أمامه لمعرفة الحقائق بعيد عن التقية التي يتم التسويق لها بكل الطرق بهدف تسميم عقول المجتمع اليمني وتحويلهم الى مجتمع ولائي أعمى وساذج.