((مقاله لماجد زايد ))
في تقرير تلفزيوني، ظهرت اليوم سلمى حسن زيد لتتحدث عن ذاكرتها وخيالها -يوم اغتيال والدها-، كانت الفتاة تعكس بهذا الحزن والأسى صورة واحدة عن آثار ما بعد الجرائم السياسية وأضرارها الواضحة على ملامح الأبناء، جرائم الحرب والسياسة وقد قتلت أباها وحياتها وقبلهما الكثير من الآباء والأبناء..
بلهجتها الصنعانية البريئة تحدثت عن مصيرها فيما بعد، وشبح الكابوس المتكرر كل يوم، كانت في طريقها لملعب الظرافي، كانت سائقة والدها بذلك اليوم الحزين، كانت سعيدة ونشيطة، وها هي اليوم تتذكر الكارثة، لم تصدق بعد ما جرى ذلك الصباح.. لا زالت تتذكر أصوات الرصاص، والأوجاع، وحاجز الأمان الذي حماها، صراخها أيضًا ، عجزها، الناس الهاربون والخائفون، المجرمون الملثمون، الكابوس ومحاولات الإفاقة من الحلم، صور كثيرة من الموت والدم والخوف..!
تبدو سلمى في حالة ما بعد الصدمة، تبدو مضطربة ومكسورة وحزينة، وفي ثنايا كلماتها حاولت الانتقام بعبارتين من القتلة، وهذا يعبر بالضرورة عن خطر لازالت تشعر به، خطر وانعدام للأمان، صور وعبارات وخيالات متلاحقة من يوم الحادث تشعرها بالخوف بالرغم من الأمان، سلمى تمر فعلًا بكرب شديد، وهو شعور يتكرر ويستمر لشهور وربما أكثر أذا لم يعالج بطريقة ذكية.. هذا النوع من الحالات يتعافى بالمراعاة النفسية الحساسة وبقية المخاوف تزول بفعل عوامل الزمن، مع بقاء بعض الذكريات..!
إعتنوا بالفتاة، ولا تتركوها بمفردها، دعوها تتحدث وتقول كل شيء، دعوها تواجه ما حدث، و أربطوها بإرادة روحية مع من ترتبط به الأن، مع ابوها الذي حماها لتبقى قوية، أخبروها كيف علمها وكيف يريدها بمثل هذه المواقف، دعوها تتخيل كل شيء كانه يراها، كأنه يشعر بها، لا تدعوها تغلق الأماكن على نفسها، وإن أضطررتم شاركوها البكاء وأشعروها بالأمان، الأمر بالغ الضرر لو ترك أو أهمل، ومثلها كل المتعرضين للصدمات، بذات الشكل والتعامل، كل من مات أبوه او أخوة أو والده ووالدته، كل من يعاني من هذه الحرب اللعينة..!
قفوا مع الضحايا..
لا تتركوهم ضحايا مجددًا..!