تقلد ثلاثة قيادات عسكرية يمنية، دفة قيادة المنطقة العسكرية السادسة في اليمن، خلال عام واحد وشهرين تقريبا، وهي المنطقة التي تقع في محافظة مأرب الشمالية التي يتقاسم السيطرة عليها كل من حزب الاصلاح الجناح السياسي لجماعة الاخوان في اليمن، وميليشيا الحوثيين المدعومين من ايران.
اثنان من هذه القيادات العسكرية لم تعلن قرارات تعيينهما الرئاسية ولم تنشر في وكالة سبأ الرسمية، في حين اعلن قرار رئاسي واحد لاحد تلك القيادات الذين تناوبوا على المنطقة العسكرية السادسة في مأرب.
في منتصف اغسطس 2019 اصدر الرئيس اليمني قرارا بتعيين العميد احمد محمد الحبيشي قائدا للمنطقة السادسة خلفا للواء فيصل حسن، وينتمي الحبيشي لمحافظة إب.
وبعد اقل من عام وتحديدا في 19 يوليو 2020 صدر قرار غامض بتكليف اللواء ناصر الذيباني المنحذر من محافظة إب ايضا، قائدا للمنطقة السادسة خلفا للحبيشي، لم يصدر الرئيس هادي ذلك القرار، فيما يقال ان القرار صدر من نائب الرئيس علي محسن الاحمر.
وثارت وقتها انباء عن رفض رئيس هيئة الاركان في الجيش اللواء صغير بن عزيز ذلك القرار الصادر من الاحمر، واشارت ان هناك خلافات حادة نشبت بين الاحمر وعزيز بشأن هذا التكليف، لاسيما وان عزيز يبرر رفضه بفشل الذيباني في ادارة معركة نهم بصنعاء وتسليم مواقع للحوثيين فضلا عن كونه غير مؤهل لذلك المنصب، ومع ذلك استمر الذيباني قائد للمنطقة السادسة قرابة اربعة أشهر، شهدت فيها مأرب خلال هذه الفترة سقوط مواقع ومعسكرات عدة لصالح الحوثيين وسيطرتهم على اجزاء كثيرة منها، بالاضافة الى ازدياد عدد الضربات الجوية والقصف بالصواريخ على مواقع عسكرية واخرى مدنية في مأرب.
إقرأ أيضاً ؛
تركي يطلق قذيفة صاروخية لا تصد ولا ترد من مسافة 40 مترا !
إيقاف قاضيين فى السعودية بسبب الحلاقة والمعسل
عجز عن دفع رسوم دراسة أولاده بصنعاء.. فانتحر شنقا
وقبل بضعة ايام، طل علينا الموقع الرسمي للجيش اليمني بخبر يتحدث عن مراسيم تسليم واستلام تمت بين الذيباني و منصور ثوابه الذي تم تكليفه مؤخرا بقيادة المنطقة السادسة بقرار غامض وغير معلن ايضا، كما لم ينشر في وكالة الانباء الرسمية ولا في الموقع الخاص بقرارات الرئيس هادي.
ومنصور ثوابه المنحذر من محافظة الجوف، هو احد القيادات العسكرية التابعة لحزب الاصلاح الاخواني واحد اهم اذرعه في اليمن ومنطقة الوسط اليمني، بينما تتهمه اطراف يمنية اخرى بأنه كان مساهما في اسقاط مناطق في الجوف تحت سيطرة الحوثيين، كما تتهمه ايضا بأنه احد الاذرع الاخوانية المتشددة القريبة من افكار ومعتقدات تنظيم القاعدة، الا انها لم تقدم دلائل على تلك المزاعم التي تفتقر للدقة.
ثلاثة قيادات عسكرية تابعة ومقربة من حزب الاصلاح الاخواني في اليمن ، تسلمت دفة المنطقة السادسة في مأرب خلال عام ونحو شهرين فقط ــ من اصل ستة قيادات تعاقبوا على المنطقة منذ 2016 ــ وهي الفترة التي اتسمت بالسواد والغموض على محافظة مأرب والجوف، سقطت خلالها معسكرات ومواقع عدة في تلك المحافظتين من يد الشرعية وسيطر عليها الحوثيين في مشاهد توصف بالدراماتيكية السريعة، التي ادهشت الكثيرين من سرعتها وتتابعها فجأة وعلى حين غفلة، وهي المواقع والمحافظات التي ظلت لخمس سنوات تقريبا بيد الشرعية وظلت تتفاخر بسيطرتها على 85% من الاراضي اليمنية.
تلك القيادات العسكرية المتسارعة والمتتالية في قيادة دفة المنطقة السادسة وقرارات التعيين والتكليف المعلنة منها والغامضة، وما شاب تلك الفترة من غموض وسواد وتساقط المناطق وزيادة الضربات والقصف واستهداف المدنيين والعسكريين في مأرب والجوف، تثير تساؤلات عديدة، ربما الاجابات عنها تقود القارى الحصيف والمتابع الفطين والمحلل والمراقب السياسي المحنك الى فهم ابعاد اللعبة السياسية في اليمن وادراك اسباب اطالة امد الحرب وعدم الحسم العسكري في بلد دخل عامه السادس من المراوحة والتململ والمؤامرات الخطيرة والاجندات الخارجية التي بدأت تشق طريقها في محافظات يمنية.