عندما سيطرت جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء كانت القيادات الإصلاحية يمسكون على قلوبهم خشية وقوع الشيخ عبدالمجيد الزنداني في يد الحوثيين ، لأنه لا يعلم الا الله ماذا كانوا سيفلعون به لو وقع في قبضتهم ، لكن من حسن حظ الشيخ انه لاذ بالفرار من بطش الحوثيين و وصل الى الأراضي السعودية حيث لقي الحفاوة والتكريم ، وهیئت له المملكة كل وسائل الراحة وترك له حق اختيار المكان الذي يريد ان يعيش فيه .
الشيخ عبد المجيد رفض التوجه مع أفراد عائلته الى تركيا وفضل البقاء في السعودية ، لأنه يدرك حق الادراك انه مهما احتفت به السلطات التركية ، فلن يكون عشر معشار ما هیئته له السلطات السعودية من امن وامان وسكينة وكل وسائل الراحة والطمأنينة ، إضافة إلى ذلك فإنه اختار العيش في اطهر بقعة على وجه الأرض " مكة المكرمة " ، وعندما سرت شائعات ان الشيخ تحت الإقامة الجبرية اعلن نجله من تركيا ان ذلك غير صحيح وان والده يعيش مكرما معززا وموفر له كل سبل الراحة والأمان وانه يستطيع التحرك إلى أي مكان في المملكة.
الصغير قبل الكبير يعرف ان وصول الشيخ الى تركيا كان تحت سمع وبصر السلطات السعودية ، فليست المملكة من تلك الدول الهزيلة التي لا تعرف من يدخل اليها او يغادرها ، ولذلك لم تمنعه السلطات السعودية من السفر الى تركيا ، اذ انها تدرك أن هذا أمر شخصي يقرره الشيخ نفسه ، فإن أراد البقاء فسوف يكون معززا مكرما ، أما اذا أراد المغادرة فله مطلق الحرية في ذلك ، وهو ما حدث ووصل الى تركيا .
الشيخ عبد المجيد ارتكب خطأ قاتل وفضح رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي الذي كان قد اعلن رسميا ان الحزب لا ينتمي إلى جماعة الاخوان المسلمين ، ولكن قيادي بارز في جماعة الإخوان المسلمين بمصر ، كشف هذه الكذبة ، فكان هو اول من اعلن مغادرة الشيخ عبدالمجيد الزنداني ، السعودية إلى تركيا ، وهذا يؤكد الارتباط الوثيق لحزب الإصلاح مع جماعة الاخوان .
أمر اخر وهو ان الشيخ الزنداني لا يتحمل وزر التغريدة التي نشرها القيادي الاخواني المصري المقيم في تركيا ، محمد صغیر ، على حسابه في تويتر ولكنها كانت تغريدة مستفزة أعطت الانطباع بأن الزنداني كان في جحيم وليس في نعيم وراحة ، وقال صغير في تغريدته " بعد معاناة طويلة تمكن الشيخ عبدالمجيد الزنداني من مغادرة السعودية ووصل إلى تركيا بفضل الله تعالی "