قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الدكتور فايز الدويري إن منظومة الدفاع الجوي السعودي تعاني من ضعف ووهن لأسباب عديدة، أبرزها عدم كفاءة الفرق المشغّلة لها، وطبيعة الجغرافيا السعودية الصعبة.
وأضاف في حديثه أن منظومات الدفاع الجوي السعودي مرت بمراحل تطور عديدة منذ ستينيات القرن الماضي، منها مشروعات درع السلام واليمامة والمظلة وغيرها، مشيرا إلى إنفاق مليارات الدولارات على هذه المنظومات، إلا أنها ما زالت تمتلئ بنقاط ضعف ووهن لا يمكن معالجتها.
وكانت صحيفة الإندبندنت كشفت عن أن بريطانيا نشرت بصورة سرية قوات لحماية حقول النفط السعودية منذ فبراير/شباط الماضي. وأوضحت الصحيفة أن نشر القوات في السعودية جاء من دون إبلاغ مجلس العموم.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية قوله إن لحقول النفط أهمية حيوية بالغة. وأشار إلى أن الوحدة العسكرية التي نُشرت في السعودية تضم أجهزة رادار وأنظمة دفاع جوي قصيرة المدى مضادة للطائرات المسيرة.
إقرأ أيضاً ؛
عاجل.. تصريح هام للعميد طارق صالح
عاجل....إسرائيل تحاول إغتال ((حسن نصرالله)) في لبنان .. الكشف عن مصيره
بايدن وطهران.. نحو مقاربة تجمع بين "الاحتواء" و"الضغوط غير القصوى"
من جانبه، أرجع أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان في جامعة "حمد بن خليفة" محمد مختار الشنقيطي حاجة السعودية إلى الاستعانة بقوات حماية بريطانية إلى ما أسماه "نقص الحكمة السياسية والحاسة الإستراتيجية".
وأضاف الشنقيطي أن السعودية تعيش أزمة على مستوى ملف اليمن عبر استخدام ردود أفعال انفعالية لا تغني في التعامل مع قضية معقدة، معتبرا أن هذا جزء من أزمة التموقع الإستراتيجي التي تعانيها المملكة، على حد قوله.
وفي مراسلات كتابية للصحيفة ، أكد وزير القوات المسلحة جيمس هيبي أن « أفراد الدفاع البريطاني رافقوا نشر رادارات « الزرافة » في الرياض » .
وقال إن الانتشار « دفاعي بحت بطبيعته ، ويساعد السعودية في مواجهة التهديدات الحقيقية التي تواجهها » .
وأضاف الوزير أن نشر القوات لا يزال مستمرا ، حتى أواخر نوفمبر ، وقد كلف دافعي الضرائب في المملكة المتحدة 840 ألفا و 360 جنيها إسترلينيا ( مليون و 120 ألفا و 36 دولار ) حتى الآن .
وأشارت الصحيفة إلى أن نشر القوات البريطانية وإرسال العتاد العسكري في فبراير الماضي تزامنا مع حظر تصدير المعدات العسكرية إلى ما وصفتها بدكتاتورية الشرق الأوسط .
وأضافت إندبندنت أنه حتى يوليو الماضي منعت محكمة الاستئناف الوزراء من التوقيع على الصادرات العسكرية الأسباب تتعلق بالمخاوف من أن القوات السعودية كانت ترتكب جرائم حرب في صراعها مع الحوثيين باليمن المجاور .
ونقلت الصحيفة عن وزراء أن القوات المسلحة البريطانية قدمت لنظيرتها السعودية 42 عملية تدريب منذ عام 2018 ، بما في ذلك الحرب الجوية وتدريب الضباط والحرب الإلكترونية وفقا لتحقيق أجراه موقع « دیکلاسیفاید یو کی » ( Declassified UK ) .
أما المتحدثة باسم الشؤون الخارجية لحزب الديمقراطيين الأحرار لیلی موران فقالت للصحيفة إن « التقارير التي تفيد بأن الحكومة تنشر قوات سرا في المملكة العربية السعودية صادمة » .
وأضافت أن « الحكومة البريطانية لا تبيع السعودية أسلحة لاستخدامها ضد المدنيين في اليمن وحسب ، بل إن نشر القوات للدفاع عن حقول النفط السعودية يكشف تماما عن مدى غياب البوصلة الأخلاقية لهذه الحكومة حقا » .
وقال وزير الدفاع في حكومة الظل لحزب العمال المعارض ستيفن مورجان إن الحكومة تتهرب من مسؤوليتها » في إبقاء البرلمان والجمهور على اطلاع على العملية .
وقال « يجب إطلاع البرلمان على العمليات غير السرية مثل هذه لضمان التدقيق البرلماني الملائم والشفافية » .
من جهة ثانية، أشارت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إلى إمكانية أن يكون اللقاء السري الذي جمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحضور وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو تطرق إلى إبرام صفقة تسليح كبيرة بين واشنطن والرياض.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان أعلن عن مثل هذه الصفقة بداية ولايته، من دون أن يتمكن من إتمامها.