تفتقت ذهنية كبار المسؤولين الحوثيين عن قرار غريب في معناه وغير واقعي في مضمونه ومحتواه، معتقدين ان ذلك سوف يسعد المغتربين اليمنيين في المملكة ودول الخليج.
المغتربين في السعودية ودول الخليج يعانون الامرين هم وعائلاتهم بسبب قلة الاعمال والرسوم ومختلف النفقات التي تثقل كاهلهم ، لكنهم صابرون ويحدوهم الامل ان تتغير الأوضاع الى الاحسن ويتمكنوا من مزاولة أعمالهم والعودة الى الحياة السابقة ، ويوفرون الحياة الكريمة لهم ولأفراد عائلاتهم في الحد الأدنى من المتطلبات المعيشية .
لكنهم يدركون في نفس الوقت ان قرار الحوثي ما هو الا فخ كبير وخدعة شيطانية من اجل ترك تلك البلدان وعودتهم للجحيم والحرمان حيث لا عمل ولا رواتب ولا شيء ، واذا كان الحوثي تسبب في بطالة اكثر من مليون عامل داخل البلاد ، فكيف سيحجز لهم وظيفتهم ، وهو الذي حرمهم حتى من لقمة العيش وأجبرهم على ترك البلاد .
القرار الذي تحدثت عنه مصادر مطلعة، هو أن مليشيا الحوثي منحت كافة المغتربين اليمنيين الموظفين الذين يعملون في السعودية ودول الخليج وأمريكا إجازة مفتوحة من كافة الوظائف التي يشغلونها.
وبحسب تلك المصادر فقد كشفت لــــ" المشهد اليمني " نص القرار الذي يجري تطبيقه بشكل سري، ويسمح للتربويين وأساتذة الجامعات والمهندسين والاطباء والعمالة الماهرة وبقية المهن الأخرى استند الى المادة السابعة من قانون رعاية المغتربين اليمنيين رقم (34) لسنة 2002م، والتي تنص على أن المغترب يتمتع أثناء فترة الاغتراب بعدة حقوق أولها؛ الحصول على إجازة مفتوحة بدون مرتب من جهة عمله، وفقاً لما ينص عليه قانون الخدمة المدنية، وكذلك استفادة المغترب الموظف، وكذا المغترب المقيم في الخارج من خدمات التأمينات الاجتماعية المعمول بها في القوانين النافذة داخل الوطن، في حالة اشتراكهم واستمرارهم فيها.
اذا كان المتحدث مجنون ، فعلى المستمع أن يكون عاقلا ، كيف يمكن لهذه الميليشيا ان تستغفل المغتربين ، وتضحك عليهم في الوقت الذي عجزت فيه المليشيا في صرف – ليس المرتب كاملا - بل وعحزت عن صرف نصف مرتب لموظفي الدولة، كان وعد مهدي المشاط بصرفها بشكل منتظم.
ومما زاد الطين بلة إن السلطات الحوثية كررت مرارا وتكرارا انه ليس من مهمة الدولة صرف الرواتب للموظفين وليست ملزمة بفعل ذلك ، وإن على الجميع التوجه لجبهات القتال بدلا عن البحث عن الرواتب، فكيف يأتي من يضحك على المغتربين في الخارج بأنهم في إجازة وإن وظائفهم ما زالت محفوظة ومسموح لهم العودة لممارسة أعمالهم ..طبعا يستطيعون العودة لممارسة أعمالهم لكن دون راتب ..يعني شغل بلوشي وبدون مقابل مادي يكفيهم ذل الحاجة وتوفير ما يكفي من القوت الضروري ليقي عائلاتهم من شبح الجوع القاتل.