نجم العميد إبراهيم حيدان، خلال أحداث ومواجهات يناير 2018، بين القوات الحكومية الشرعية وبين القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي،حين كان يشغل قائد اللواء الثالث حماية رئاسية.
غير أن جذوره العسكرية وتعمق العميد حيدان في سلك القوات المسلحة، تعود إلى عهد دولة جنوب اليمن، فهو أحد الرجال الذين تتلمذوا على يد الفقيد الراحل العميد محمد الغفوري رئيس هيئة أركان القوات البحرية والدفاع الساحلي في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، كما أنه أحد طلاب الكلية البحرية التي تم تأسيسها في الحديدة عقب تحقيق الوحدة اليمنية 1990.
وتولى العديد من المناصب في المجال العسكري، منذ تخرجه من المدرسة البحرية- الكلية البحرية- حتى صار كبير المعلمين في الكلية، وتحمل.مسؤولية الكلية، واستطاع نقل كل الطلبة إلى ميناء الصليف بمحافظة الحديدة؛ لإتمام الامتحانات، بهدف التخرج، وكانت تلك هي الدفعة الأخيرة ما قبل الحرب، بعد أن تم إغلاق الكلية من قبل مليشيات الحوثيين ومن يناصرونهم.
تحول حاسم في المعارك بمارب (حصاد الساعات الأخيرة)
ورد الآن.... تصريح ناري ((للمقدشي))
الحكومه تعلن إقتراب نقطة النهاية في ملف الأزمة اليمنيه
وكان قبل إغلاق الكلية البحرية قد تدرج هناك في المناصب القيادية، وتحمل الكثير من المسئوليات الوطنية العسكرية حتى استحق شرف اللقب الذي ناله، وهو كبير مساعدي الكلية الحربية.
فهو كغيره من القادة العسكريين الجنوبيين الذين ولجوا عالم القوات.المسلحة على علم ودراية ودراسة ممنهجة، كما أنه تدرج في العمل القيادي العسكري وفي أحد المجالات الحيوية والهامة، وهي القوات المسلحة البحرية.
دوره في تحرير عدن وبناء الجيش
دفعت الخبرات العسكرية التي يمتلكها شخص مثل العميد إبراهيم حيدان، كأحد أبرز القيادات في القوات المسلحة، إلى إشراكه في عملية التحرير الملحمية لمدينة عدن، من سيطرة المليشيات الانقلابية الحوثية، في خريف 2015.
ولم يقتصر دوره ومشاركته عند هذا الحد، بل مضى مساهماً في الإعداد والترتيب لتأسيس جيش وطني بعيد عن الولاءات العائلية والسلالية والقبلية الضيقة، التي كان الجيش اليمني مبني عليها منذ عقود، غير أن مهمة حيدان
لم تكن سهلة.
حيث تحمل العميد حيدان مسؤولية إعادة تأهيل اللواء الثالث حماية رئاسية.في ظل إمكانيات تكاد تكون معدومة، ولم تكن هذه هي الصعوبة الوحيدة أمامه، بل أنه هوجم من جميع الخصوم السياسيين في مرحلة تأسيس جيش وطني ما بعد تحرير عدن، قُدّر لها ألا تستمر كثيراً، وأن تحل محلها المليشيات.
وبناءً على مهامه تلك، يُرجّح مراقبون أن يكون العميد حيدان حورب في فترة من الفترات اللاحقة خلال 2018؛ نظراً لأعماله ودوره الوطني في تحرير عدن ومساهمته في بناء وتأسيس جيش وطني، وهو ما تعرض له جميع من ساهموا في مثل هذه الأعمال من المنتمين للحكومة اليمنية الشرعية، وفقاً لمراقبين.
خبرة عسكرية.. هل ستنجح؟
تدرج العميد إبراهيم حيدان في العديد من المناصب والمسئوليات العسكرية الكبرى، حيث كان قائداً للواء الثالث حماية رئاسية، في محافظة عدن.
كما عُيّن نائباً لمدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهذا المنصب تحديداً يجعله قريباً من الرئيس هادي، باعتبار أن هذا الأخير هو القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ويبدو أن هذا التقارب، والذي سبقه إشغال حيدان لمنصب قيادي في ألوية الحماية الرئاسة، وتفانيه خلال الكثير من الأحداث والمواجهات مع خصوم الشرعية، دفعت الرئيس اليمني إلى طرح اسمه بديلا للميسري على رأس وزارة
الداخلية.
غير أن محللين لا ينكرون وجود عنصر مفاجئ في ترشيح العميد حيدان، وهو ما يتعلق بكون الرجل قيادي عسكري بحت، ولم يسبق له الدخول في عالم الأمن الداخلي.
ويؤكد المحللون أن ثمة فرقا كبيرا بين العمل العسكري، والعمل في الأمن العام، تماماً كما تختلف مهام وزارة الداخلية ووزارة الدفاع واختصاصاتهما، وهو ما أعطى عنصر المفاجأة في ترشيح حيدان.
علاقة حيدان بالانتقالي
مثلت مواجهات يناير 2018 الدامية، أولى الأحداث والوقائع الضخمة بين القوات الحكومية والوحدات الموالية والتابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وشكلت ألوية الحماية الرئاسية التابعة للحكومة اليمنية الشرعية رأس الحربة في الدفاع عن المواقع الحكومية، فدخلت في مواجهات مباشرة مع القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، خلال تلك الأحداث والمواجهات الدامية.
تلك العلاقة غير المستقرة مع الانتقالي، وتاريخها الذي يعود إلى سنوات، ربما قد لا تسوق العميد حيدان إلى سدة وزارة الداخلية، في ظل استمرار التوتر الأمني والعسكري، وعدم انسحاب قوات وعناصر الانتقالي من معسكرات الدولة ومرافقها العسكرية والمدنية.
وهو ما يجعل الكثير من المحللين يتوقعون استمرار العلاقة في مستوياتها المتوترة، والتي ترشح الأمر إلى حدوث مزيد من الصراعات القادمة، في حالة موافقة الانتقالي على هذا الاسم المطروح من الرئيس هادي، بعد التشاور خلال مشاورات الرياض الحكومية.
فتجاوز مسألة المشاورات تمثل الصعوبة الأكبر في سير عملية التشكيل الحكومي، وتحقيق نجاحها من عدمه، يعتمد على التشاور بشأن الحقائب الوزارية مع المكونات اليمنية.
ويعتقد مراقبون أن تمرير الانتقالي لاسم حيدان حتى يخلف الميسري من الصعوبة بمكان، في ظل تاريخ الصراع والعلاقة المتوترة بين الانتقالي وشخص العميد حيدان الذي سبق وأن واجه القوات الموالية للانتقالي.
ولهذا يرجح كثيرون- في حالة تمرير اسم حيدان- أن تكون مهمته في إدارة شئون وزارة الداخلية محفوفة بالمخاطر وعدم الاستقرار.
حظوظ حيدان في الداخلية
يشير الكثير من المتابعين إلى أن العميد حيدان سيواجه الكثير من الصعوبات والمشكلات خلال أداء مهامه كوزير للداخلية، إذا تمت الموافقة على اسمه.
وذلك- بحسب متابعين- يعود إلى العديد من العوامل الإدارية والفنية المتعلقة بالخلفية العسكرية للرجل، فهناك الكثير مما يجب أن يواجهه العميد حيدان تجاه العمل الأمني الذي يختلف كثيراً عن العمل العسكري، حتى وإن تشابهت بعض التفاصيل.
فالخبرة العسكرية وحتى وإن كانت كبيرة وعميقة، تبقى مختلفة عن العمل الأمني الذي يرتبط إلى حد كبير بالمواطنين والحفاظ على أمنهم واستقرارهم، وهذه الخبرة الأمنية يفتقر إليها كثيراً العميد حيدان، وهو ما يجعل مهامه القادمة مهددة.
في المقابل، يؤكد المتابعون أن الرجل يمتلك خبرة إدارية عميقة، عطفاً على عمله في مكتب قيادة القوات المسلحة، وهو ما يحتاجه أي شخص لترتيب وتهيئة عمل مؤسسي قائم على أسس علمية صحيحة، كما أن ذلك مهم جداً لتأسيس عمل مؤسسي في المؤسسة الأمنية التي يعتريها الكثير من الانقسام والتشظي.
ولهذا السبب يعتقد محللون أن الرئيس هادي قام بترشيح العميد حيدان لهذا المنصب، فمهمة توحيد الوحدات والتشكيلات الأمنية المتشظية في عدن والمحافظات الجنوبية تحتاج إلى مجهود جبار يقوده خبير مؤسسي إداري.
وفي هذا الشأن من الممكن أن يستفيد العميد حيدان من خبرته السابقة في تأسيس الجيش الوطني وترتيبه في عدن والجنوب، خلال فترة ما بعد 2015.
وهو ما سيقوم به حيدان، خلال الفترة القادمة، في حالة الموافقة على ترشيحه لهذا المنصب، الذي ربما لن يحتاج فيه الرجل لأن يكون شبيهاً أو مماثلاً لخلفه الوزير الميسري في القوة بقدر قدراته واستطاعته على إحداث الفرق، والتأسيس لمؤسسة أمنية واحدة ومتماسكة، وإنهاء حالة الانفلات والفوضى الأمنية في عدن والجنوب برمته.
الفرق بين تعيين شخص له باع طويل في الجانب العسكري وشخص مثل الميسري حتى لم يدخل التجنيد.