تُنسب مزايا مناعية عدّة لحليب الحمير في ألبانيا، ما يزيد الطلب على هذه المنتجات بصورة كبيرة في خضمّ الأزمة الصحية الناتجة عن فيروس كورونا ويشكّل فرصة لتحسين ظروف عيش هذه الحيوانات.
ويتوافد الكثير من الزبائن إلى مزرعة صغيرة في جنوب تيرانا في ألبانيا حيث يمضغ بعض الحمير العلف بهدوء تحت الأشجار.
ويقول إلتون كيكيا (37 عاما) الذي ترك قبل سنتين عمله في الصحافة ليتفرّغ لهذه المزرعة العائلية الصغيرة في بلدة بابر، إن "الطلب على حليب الأتان شهد ارتفاعا شديدا، خصوصا خلال الأشهر الأخيرة، في ظلّ ازدياد الإصابات" التي تخطّت 45 ألفا في ألبانيا.
ولا يزال إنتاج حليب الحمير هامشيا في هذا البلد الفقير الواقع في منطقة البلقان،وهو يقتصر على مزرعتين فيهما بضع عشرات الحمير.
وتعيش في ألبانيا نحو 50 ألف حمار وبغل، بحسب تقديرات صحفية، تُستخدم لنقل الحمولات أو جرّ العربات أو التنقّل في الريف حيث يقاسي القرويون المشقّات.
المشاط يطيح بوزير متهم بالفساد ويعين خلفاً له والحوثيين يتوعدونه بالرد
بشكل مفاجئ وصادم .. أول إستقالة بعد إعلان تشكيل حكومة الجديده
آخر تحديث لاسعار الريال اليمني مقابل العملات الاجنبيه اليوم الأحد 20ديسمبر2020
وغالبا ما تعاني الحمير من سوء معاملة "رغم أنها حيوانات حسّاسة جدّا، وبحاجة إلى عطف كبير" حسب قول كيكيا، الذي يملك أربع أتن حامل وأربع أخرى تنتج الحليب لكلّ منها صغير.
وقد يصل الإنتاج إلى ثلاثة ليترات في اليوم الواحد كحدّ أقصى، "لكنه غير كاف لتلبية الطلب" لكن المزارع، الذي ينوي توسيع مزرعته لتشمل نحو مئة حمار، يقول إن هذه المهمّة "ليست بالسهلة بتاتا في بلد تكاد الحمير تندثر فيه".
وبسبب التصحّر في الريف والتمدّد الحضري وتحديث الأنماط الزراعية، تتراجع أعداد الحمير بشدّة في البلد منذ سنوات، وفق معهد الإحصاءات.
تُنسب مزايا مناعية عدّة لحليب الحمير في ألبانيا(رويترز)
حماية على "الصعيد النفسي"
ويشكّل إنتاج الحليب فرصة لحماية هذا النوع، بحسب ما يقول المربّون، في حين تؤوي المزرعة حيوانات تعرّضت لسوء معاملة تشهد ندوبها على المعاناة التي قاستها سابقا.
ويقول رضا كيكيا والد إلتون، الذي يبلغ من العمر 71 عاما "نعالجها ونعيد تأهيلها على الصعيد النفسي أيضا".
وكانت جيني، وهي حمارة بيضاء، تعاني إصابة في أذنها عند وصولها إلى المزرعة وكانت الندوب تغطّي ظهرها، يقول إلتون "كانت ضعيفة وحزينة ولم تكن تريد البقاء مع الحيوانات الأخرى.. أما الآن، فهي تسرح وتأكل جيّدا وتنتج حليبا طيّبا".
حليب الحمير.. هل يساعد في الشفاء من كورونا؟
هل يعالج كورونا؟
ويلقى حليب الحمير إقبالا كبيرا بالرغم من سعره المرتفع عند50 يورو- 60 دولار تقريبا" لليتر الواحد في بلد بالكاد يبلغ متوسّط الأجر الشهري فيه 400 يورو (500 دولار تقريبا).
ولا يزعم أحد أن هذا الحليب يحمي من الإصابة بكوفيد-19، غير أن هذا المنتج القريب من لبن الأمّ غنّي بالفيتامينات وبمغذّيات تقوّي الجهاز المناعي.
أتت "كليا يميري" إلى بابر لشراء قارورتين صغيرتين من الحليب بغية مساعدة والديها على التعافي من مرض كوفيد-19. وتخبر هذه الطالبة التي تدرس الهندسة الزراعية المراعية للبيئة إن "هذا الحليب علاج طبيعي للجهاز التنفّسي".
أما "ريجينا بيكيري" فهي تستخدم الحليب المجمّد لتصنع صابونا ومستحضرات أخرى للعناية بالبشرة تبيعها في المزرعة وفي صيدليتها، وهي تؤكّد إن "الإقبال تزايد على مستحضرات التجميل هذه لأن الناس يمضون مزيدا من الوقت في المنزل ويتسنّى لهم الاعتناء ببشرتهم".
وتفتح المزرعة أبوابها لأطفال المنطقة كي يتنزّهوا على ظهر الحمير ويطعموا الحيوانات ويلامسونها.
ويقرّ "رضا" بأن "هذا الرابط بين الحيوانات والأطفال هو علاج بذاته، له مفعول سحري على سلوك الأولاد والحيوانات على السواء، وهي لحظات تجلب لي السعادة".