يستعد الرئيس هادي للإطاحة بثلاثة من الوزراء المشاركين في الحكومة الجديدة ، واستبعادهم من التشكيل الحكومي بعد ان اظهروا جبانة وتململ والبحث عن اعذار لمغادرة عدن كونها عاصمة غير آمنة ولا يمكن العيش فيها ...
هذا ما أكده لي احد مستشارين الرئيس هادي في اتصال هاتفي واقسم ایمانا مغلظة ان هادي كان في غاية الانفعال حين اطلعه رئيس الوزراء معين عبد الملك ان 3 من الوزراء بدأو يذرفون دموع التماسيح للتهرب من واجبهم الوطني واتخذوا من التفجيرات عذرا للفرار ومغادرة العاصمة المؤقتة عدن ، ولم يخبرني المستشار من هم أولئك الوزراء الجبناء ، لكنه أكد لي أن قرارات الرئيس جاهزة وان فخامته ابلغ رئيس الوزراء بمنحهم مهلة قدرها 72 ساعة وبعد ذلك عليه قبول استقالتهم وتجريدهم من كل الصلاحيات والامتيازات ويمنحون جوازات عادية يسافرون بها حتى الى جهنم باعتبارهم مواطنين عاديين ولا يمتلكون أي صلاحيات.
(ياسين سعيد نعمان) يعلق على حادث تفجير مطار عدن الدولي
مصادر تقطع الشك باليقين وتكشف بالدليل القاطع عن العقل المدبر للهجوم على مطار عدن
خبر هام وعاجل بثته ((قناة المسيره)) قبل قليل
المستشار المحترم لم يكن بحاجة لحلف اليمين لأني اثق بسلوكه النظيف والشريف ، فهو يكره الفساد والفاسدين ومن انزه المستشارين الذين عرفتهم ، وما اسعدني اكثر هو انه تقبل بروح رياضية عالية وبرحابة صدر انتقاداتي عبر الهاتف ، فقد قلت له ان الرئيس هادي ليس من حقه ان يغضب من الوزراء ، ولا يحق له أيضا أن يصفهم بالجبناء ، لأنه هو نفسه خائف ومذعور ورفض العودة الى ارضه للعيش بين شعبة المنكوب ، على الأقل يشعرون أن الرئيس يشاركهم معاناتهم وما يمرون به من ظروف قاسية ومؤلمة ، وبالتالي ليس عليه ان يفرض على الاخرين امر لا يطبقه هو .
أمر اخر تقبله المستشار الرائع بروح رياضية عالية حين قلت له بأن فخامته ليس بحاجة الى جيش عرمرم من المستشارين لأنه لا يستمع اليهم ولا يلتقي بهم الا فيما ندر ، وكذلك المستشارين لا يقدمون له اية مشورة الا مشورة واحدة وهي عدم تأخر مستحقاتهم بالعملة الصعبة ، وطلبت منه ان يبلغ فخامة رئيس الجمهورية ان تقليص عدد الوزراء والوكلاء والسفراء ، سيوفر کم هائل من الأموال التي يمكن استثمارها في تحقيق قدر ولو يسير من الخدمات لأبناء المناطق المحررة المحرومين من ابسط الأمور ، كما أن تلك الأموال التي تصرف بطريقة مخزية للمسؤولين يمكن أن تتحول الى امر رائع اذا صرفت للجنود الذين يقدمون ارواحهم في مختلف الجبهات ، ثم لا يجدون ما يأكلون ، ولا يستطيعون اعالة افراد اسرهم ، كون الراتب منقطع عنهم لسنوات .
المستشار في ختام اتصاله أكد لي امر واحد ، وهو ان فخامة الرئيس لن يسمح بالمهزلة السابقة بحيث يمنح مرتبات عالية وامتيازات كبيرة لأي مسؤول يتسربت في الفنادق ويتنقل بين العواصم ، ولن يتساهل مع أي وزير يخل بواجبه ، ولا يقوم بخدمة أبناء المناطق المحررة سواء في الجنوب او في الشمال ، أما أروع ما اخبرني به ( المستشار ، فقد كان ان العهد السابق ذهب الى غير رجعة ، وان فخامته لن يسمح بالمهزلة السابقة التي تمنح المسؤولين رواتب عالية بينما لا يقدمون أي شيء ، وبالنسبة لوزراء الحكومة المتواجدين في عدن ، فمن يرغب بالمغادرة فلن يقف ضده ، لكنه سيجرده من كل ، شيء حتى من الجواز الديبلوماسي وسيمنحه جواز عادي ، وسيكون كل ريال ينفقه على حسابه الشخصي ، ولن تتحمل الحكومة الشرعية فلسا واحدا ، فهذا الامر جعل الشرعية عرضة للانتقادات الكبيرة محليا وإقليميا ودوليا ، فكيف لا تصرف للجنود مرتباتهم البسيطة بينما تمنح المسؤولين في الفنادق والعواصم مرتبات بالعملة الصعبة يسيل لها اللعاب وقد افرحني هذا الامر واثلج صدري ، وأتمنى أن يتحول من اقوال الى أفعال ، حتی تنال الشرعية احترامها من الأعداء قبل الأصدقاء .
(المشهد اليمني )