الوضع يخرج عن السيطره .. صراع عتاولة الأنقلاب الذي يخترق جهاز المخابرات

قبل 3 سنة | الأخبار | اخبار الوطن

لم تعد صراعات أجنحة مليشيا الحوثي الإرهابية داخل الغرف المظلمة، لكنها اخترقت مؤخرا الدائرة المغلقة لجهاز المخابرات اليمنية.

وبث ناشطون محسوبون على أجنحة المليشيات المدرجة بلوائح الإرهاب تسجيلات مصورة اليومين الماضيين كشفت جانبا من الصراع الشرس بين كبار قيادات جناحي صعدة وصنعاء عبر الأذرع الأمنية النافذة في تراتبية التنظيم الهرمي الحوثي الإرهابي.

ويقف كلا من القيادي الحوثي النافذ، اللواء يحيى الشامي، والقيادي الأبرز علي العماد في تمثيل كبار أذرع جناح صنعاء من جهة، يقابله شقيق زعيم المليشيا عبدالخالق الحوثي والذراع الطولى بصنعاء أحمد حامد، من جناح صعدة من جهة آخرى.

كما امتد الخلاف ليشمل محافظة إب، وسط اليمن، عقب تمحور الصراع بين جناحي صنعاء وصعدة والذي يعد هو الأخطر والأكثر حضورا في خلافات عتاولة الإجرام الكبيرة في الدوائر المغلقة لمليشيات الحوثي والذي دبرت الانقلاب في 21 سبتمبر 2014.

مدرب ليفربول يتحدث عن مستقبل صلاح ويحدد موقفه من مشاركته في لقاء مانشستر الليلة

ضجة واسعة في المملكة بعد صدور هذا القرار المفاجئ .. تفاصيل

عاجل.. صدور تعيينات في مناصب رفيعه (الاسم + المنصب)

 

ويعد عبدالخالق الحوثي هو القيادي الـ3 المشمول بعقوبات الإدارة الأمريكية بشكل خاص قبل أيام، فيما يعرف اللواء يحيى محمد الشامي بـ"الشخصية الغامضة" لقدرته في إخفاء قناعته ويعد المطلوب رقم 11 في قائمة الـ40 مطلوبا للتحالف ورصد لمن يدلي تفاصيل عنه أو يحدد موقعه 20 مليون دولار أمريكي.

تهديدات غير مباشرة

كشف الناشط الحوثي عيسى العذري في فيديو بثه من صنعاء عن وصول الصراع الى داخل أجهزة المخابرات الحوثية، إذ تحدث عن إرغامه من قبل عناصر المخابرات على بث تسجيلات على حساباته "فيس بوك" و"يوتيوب" لمهاجمة القيادي الحوثي يحيى القاسم ذراع زعيم المليشيات المكلفة بإدارة محافظة إب.

وظهر العذري وهو يبكي يتوسل زعيم المليشيا الإرهابي عبد الملك الحوثي إنقاذه وتأمين حياته من تهديدات المخابرات وإرغامه من قيادات كبيرة تنتمي لمحافظات صنعاء على مهاجمة بعض القيادات التي تنتمي الى محافظة صعدة وتتواجد بعضها في محافظة إب.

وأشار العذري إلى أنه تم استدعاءه إلى ما يعرف بـ جهاز "الأمن والمخابرات" وأجبر على اتهام القيادي الحوثي محمد العماد مالك شبكة الهوية الإعلامية بتحريضه على مهاجمة القيادات الحوثية التى تنتمي الى محافظة صعدة وعلى رأسها مشرف إب يحيى القاسمي.

وأعلن العذري الحوثي إغلاق كل حساباته على مواقع التواصل الإجتماعي وقناته على يوتيوب، لافتا إلى أنه يريد أن يعيش بأمان وانه مهدد بالموت حال رفض الانصياع لأوامر اطراف داخل المخابرات وأنه لم يعد قادرا على لعب هذا الدور وأن يكون أداة بأيدي طرف الصراع الحوثي في جناح صنعاء.

وفي محاولة للتغطية على تصاعد حدة الصراع ووصوله إلى أروقة المخابرات، دفع جناح صعدة المتطرف بالناشط حسين الأملحي للظهور في تسجيل مصور يشير إلى أن العذري تم استدعاءه من قبل المخابرات لمعرفة من يقف خلفه وقد اعترف بذلك في إشارة إلى محمد العماد والأطراف التي تقف خلفه كاللواء الشامي.

وهدد الأملحي بكشف محتويات الصندوق الأسود للعماد واتباعه في إشارة إلى اللواء يحيى الشامي والقيادي الحوثي علي العماد الذي حاول الأملحي تلطيف حديثه عنه فى تهديد مبطن تضمن بعض الإشارات الموجهة.

ويعد الأملحي لسان جناح صعدة المتطرف داخل المليشيات ويرتبط مباشرة بالقياديين عبد الخالق الحوثي شقيق زعيم مليشيات الحوثي وأحمد حامد المكلف بحوثنة مفاصل الدولة، وتعبر تسجيلاته التي يبثها باستمرار عن توجهات الجناح الذي يعرف أيضا بجناح الصقور وهو الأكثر إلتصاقا بالحرس الثوري الإيراني ويستهدف إزاحة كل ممثلي الأسر السلالية داخل هيكل التنظيم الإرهابي.

تكتل أمني جديد

اشتد الصراع الحوثي في أعقاب خلافات عميقة بين جناحي صعدة وصنعاء تتمحور حول نشاط جهاز الرقابة والمحاسبة والذي نشر أكثر من مرة وثائق لفساد قيادات المليشيات، بالإضافة إلى تناول قناة الهوية والتي يتم تمويلها بعيدا عن طهران.

وقالت مصادر متطابقة، لـموقع"العين الإخبارية"، إن جناح صعدة يقود مخطط داخل مليشيات الحوثي للإطاحة بالقيادي الحوثي علي العماد مسؤل جهاز الرقابة والمحاسبة أحد كبار القيادات الممثلة لجناح صنعاء.

كما تخطط للإطاحة بشقيقه محمد العماد مالك شبكة الهوية الإعلامية والمكونة من قناة فضائية وإذاعة وصحيفة ومنصة إلكترونية بتهمة التحريض على قيادات حوثية تنتمي لصعدة.

وأضافت المصادر أن تلفيق تهمة التحريض على قيادات حوثية لـ"محمد العماد" يستهدف فرض قيادة جديده لشبكة  الهوية الإعلامية في مخطط لجناح صعدة لتجريد جناح صنعاء من أهم قياداته وأهم شبكة إعلامية خاصة تنسق خطابا مضادا لهيمنة القادمين من صعدة على قرار الجماعة الإرهابية.

وأوضحت المصادر أن القيادي الحوثي النافذ اللواء يحيى الشامي هو من يقف خلف تصعيد الهجوم الواسع على القيادات الحوثية المنتمية إلى صعدة، بالإضافة إلى مساندته شبكة الهوية الإعلامية.

وعمل الشامي والذي يعد نجله أيضا زكريا الشامي أبرز الأذرع العسكرية للمليشيا على تأييد تحركات العماد لكشف ملفات فساد كثير من قيادات جناح صعدة داخل المحتكر للقرار والنفوذ داخل تراتبية التنظيم الهرمي للمليشيات الحوثية الإرهابية.

ويعتبر وصول الصراع إلى داخل جهاز المخابرات التابع للمليشيات الحوثية تطورا لافتا في مسار معارك أجنحة المليشيات، حيث يذهب خبراء يمنيون إلى أن الأيام المقبلة سوف تكشف أسماء قيادات كبيرة منخرطة فى تشكيل تكتل أمني جديد مناهض لجناح صعدة داخل الدائرة الحوثية المغقة للمخابرات، بالإضافة إلى حكومة الانقلاب والتي تتصاعد فيها الخلافات على تقاسم المال والسلطة.