أفادت مصادر عسكرية بأن مليشيات الحوثي حققت تقدما كبيرا على الأرض من خلال هجوم عسكري شنته على مدينة مأرب شمال شرقي اليمن، وسيطرت على أحد أكبر معسكرات الجيش الوطني، تزامنا مع إعلان حالة الطوارئ والاستنفار في المدينة.
وقالت المصادر في تصريح خاص لـ”الميدان اليمني”، أن مليشيات الحوثي حققت تقدم ميداني في مديرية صرواح غربي محافظة مأرب وسيطرت على معسكر كوفل وسط معارك عنيفة وضارية خلفت عشرات القتلى من الطرفين في الساعات الماضية.
من جهتها، أفادت مصادر ميدانية بأن مليشيا الحوثي سيطرت بشكل كامل على قرية الزور في مديرية صرواح بمأرب.
وأضافت أن معارك عنيفة لا زالت مستمرة بين المليشيات وقوات الجيش الوطني المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية قرب جبل البلق في صرواح في محافظة مأرب.
ولفتت إلى أن المليشيات الحوثية وصلت إلى سد مأرب التاريخي بعد سيطرتها على قرية الزور باتجاه الطلعة الحمراء بعد معارك عنيفة.
وأكدت المصادر أن المعارك الدائرة بين الحوثيين وقوات الجيش الوطني في مأرب شرقي البلاد، خلفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين خلال الساعات الأخيرة.
بينما ذكرت المصادر أن مئات القتلى والجرحى سقطوا من الجانبين جراء المعارك خلال الأيام الماضية، بينهم قائد اللواء 203 في الجيش الوطني العميد محمد العسودي وضباط آخرين.
وأفاد مسؤولان عسكريان على الأقل في قوات الجيش الوطني بأن الحوثيين دفعوا بـ”أعداد كبيرة” من المقاتلين، وشنوا هجمات من عدة جهات على مأرب الاستراتيجية والغنية بالنفط في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وتشهد مدينة مأرب حالة استنفار عام مع دعوة قوات الجيش الوطني القبائل لدعمها. بالتزامن مع دعوات أطلقها أئمة مساجد في المدينة القبائل للمشاركة في قتال الحوثيين.
بينما وجّه المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام رسالة إلى سكان المدينة مفادها أنّ قوات المتمردين “لن تقاتل إلا المنخرطين عسكرياً مع العدو الأجنبي”.
وتوجه لهم في تغريدة على تويتر مساء السبت قائلا “لأهلنا الكرام في مأرب أن يطمئنوا (…) وعليهم أن يعودوا لرشدهم ويدركوا أن تحالف العدوان يقاتل بهم لا لهم”.
وتشهد محافظة مأرب شمال اليمن، للأسبوع الثاني على التوالي معارك ضارية بين قوات الجيش الوطني ومليشيات الحوثي، وسط غارات مكثفة يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية في مسعى للحيلولة دون سقوط مأرب الغنية بالنفط.
وكشفت الحشود وسير المعارك أن الأوضاع هذه المرة تتجه للحسم لصالح أي من أطراف الصراع، حيث أن الحل السياسي ينتظر نتائج تلك المعركة.
ويسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة مع الحكومة الشرعية المعترف بها، خصوصا في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي.
وإذا ما سيطر الحوثيون على مأرب، سيصبح شمال اليمن بكامله تحت سيطرتهم، ما سيمثل ضربة موجعة للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية منذ آذار/ مارس 2015، خاصة وأن المدينة كان ينظر إليها كـ “محمية سعودية” استثمرت فيها المملكة بشكل كبير في محاولة لجعلها نقطة الاستقطاب الوحيدة للأعمال في البلد الغارق في الحرب.
كما ستخسر الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً جزءا كبيراً من صورتها كنظير مساوٍ للحوثيين في محادثات السلام، وفق مراقبين.
وأسفر النزاع منذ 2014 عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين، بحسب منظمات دولية، بينما بات ما يقرب من 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 29 مليونا يعتمدون على المساعدات، في أكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم.
وقد حذرت وكالات الأمم المتحدة الجمعة من أن نصف الأطفال دون سن الخامسة في اليمن سيعانون من سوء التغذية في العام 2021، وقد يموت مئات الآلاف منهم بسبب نقص المساعدات الإنسانية.
وكانت إدارة بايدن أعلنت سحب الدعم الأميركي للسعودية في اليمن وقرّرت شطب الحوثيين من القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية، رغم تصاعد القتال وهجمات بطائرات مسيرة استهدفت السعودية في الأسبوع الأخير.