تتميز العمارة اليمنية الصنعانية بفنون الزخارف وتشكيل القمريات والنوافذ والشبابيك المتنوعة والفريدة من بين المدن العالمية القديمة كون الفن المعماري اليمني له طابع خاص من خلال التشكيل الهندسي والزخرفي في البناء المعماري الحضري للمجتمع اليمني وهناك تحول كبير في التشكيل الزخرفي في العمارة اليمنية القديمة الداخلية والخارجية ومن الملاحظ بأن هذه التشكيلات الزخرفية تتطور من وقت لأخر.
الوالد يحي محمد الطويل الذي حدثنا عن طبيعة الفن المعماري التاريخي الأصيل بالقول:
البناء الصنعاني يعتبر فريد من نوعه ويمتاز عن غيره من خلال الزخارف والقمريات والنوافذ والشبابيك والاحزمة المختلفة التي تفرق بين كل طابق واخر وتنوع الاحزمة من منزل الى اخر وبهذا الطابع المعماري الجميل أصبحت تنتشر وتتوسع في مختلف المحافظات.
وأضاف الطويل بأن الفن المعماري اليمني جميل في طابع وتشكيل البناء ومن الملاحظ ان الزائر الى مدينة صنعاء يعجب بطبيعة الفن المعماري اليمني وكانت تأتي أفواج سياحية من مختلف دول العالم لزيارة ومشاهدة مباني وشوارع صنعاء القديمة لما تحتويه من تراث وارث تاريخي في فن البناء اليمني الاصيل فكانت محط اعجاب الزائرين.
وقال عندما شاركنا في معرض اكسبو 2000في المانيا عن تراث البناء اليمني وتم في المعرض بناء منزل ذات الطابع اليمني أعجب الكثيرين ومنهم الرئيس الألماني اثناء زيارته للمعرض والذي ابدى اعجابه بالفن اليمني المتميز وحاز المعرض على المركز الأول وكان الاقبال للمعرض كبير جدا لا مثيل له.
وأشار الطويل بأن الزخارف في مباني صنعاء القديمة كثيرة ومتنوعة وهناك فرق كبير بين التشكيلات للقمريات الداخلية والخارجية فالداخلية تمتاز بالنقوش الجدارية الزخرفية او الكتابة اما الخارجية فلها منظر اخر وبعض القمريات يوضع لها الزجاج الملون الذي بدوره يعكس منظر جميل من الداخل خاصة الألوان الممزوجة بأشعة الشمس حيث تعطي جمالا فريدا للغرفة من الداخل خاصة وهي تتزين بزخارف جدارية وركنية وسقفيه بنقوش واحزمة وتشكيلات متعددة يعطي منظرا جميلا للغرفة.
وأضاف الطويل اما ما يخص وضع القمريات على المنازل فهي من اجل الزخارف التي توضع على البيوت القديمة او الحديثة فالقمريات مهمه جدا في البناء الصنعاني فهي تعطي ضوء ونهج للغرف من الداخل وجمال فائق الروعة من الخارج والقمريات أطلق عليها أهالي صنعاء بهذا الاسم لما لها من علاقة بالضوء فطلوع القمر في البداية مثل القمرية لذلك سميت بهذا الاسم كونها شبيهة بالقمر واعتقد بانه لا يوجد لها تاريخ محدد ولكنها ظهرت مع العمارة الصنعانيه فوضع القمريات في المنازل منذ القدم.
وقال بان وظيفة القمرية تعطي شكل جمالي للمبنى وإدخال الضوء للغرف فالقمريات على المنازل لها وضع خاص وطابع جميل لا يمكن الاستغناء عنها ولها دور كبير في انعكاس الضوء الخارجي الى الداخل وان أبناء صنعاء عند اشتداد البرد يتم اغلاق النوافذ مع المصاريع الخشبية بأحكام فينعكس الضوء من الخارج الى الداخل عبر القمريات.
ونوه بان للقمريات لها ابعاد واشكال مختلفة وبحسب نوعية المكان المعني اضاءته والقمريات أنواع:
القمرية الصغيرة التي بدورها تغطي الفتحات الصغيرة وتعلو المدخل الرئيسي او الفرعي للمبنى وتوضع القمريات الصغيرة لاماكن بيت الدرج او الواجهة الجزئية للمخزن او الحمام او المطبخ واشكالها مربعه او مستطيلة او معقودة
القمريه الكبيرة وتعد كبيرة وواسعه الفتحة وأكثر روعه في الشكل وأكثر اشكالها الشكل الدائري ووضع القمريات دائماً فوق النوافذ
وهناك قمريات مزدوجة من الداخل والخارج ولها جمال تشكيلي مميز من الداخل وجمال اخر من الخارج
فالقمريات كانت ولا زالت العنصر المعماري المتميز والمنفرد للطراز المعماري الصنعاني ويتم تجهيز القمريات بمادة الجص او الرخام وفيها يتم وضع الزجاج الشفاف او المحبب على الفتحات والتشكيلات التي تعطي نهج للغرف من الداخل والخارج وكان عبدالله ابو ريم والمرحوم علي شعبان وبيت الهمداني والكثير منهم متخصصين في عمل (قصاص المنازل والعقود).