لم يسجل اليمن، حتى الثلاثاء، أية إصابات بفيروس كورونا، سواءً بالمناطق الخاضعة للحكومة أو الواقعة تحت سيطرة جماعة "الحوثي".
وتحسبًا لأي جديد، أطلق ناشطون شباب مبادرة للتوعية بطرق الوقاية من الفيروس، في بلد يعاني من حرب مستمرة منذ 6 سنوات، دمرت القطاع الصحي، وتركت المواطنين فريسة لأوبئة عديدة.
ففي مدينة سيئون، ثاني أكبر مدن محافظة حضرموت (شرق)، شكل شباب مبادرة طوعية، تحت وسم "#تم_في_داركم" (ابق في منزلكم)، في إشارة إلى ضرورة التزام العزل المنزلي لمواجهة الفيروس.
ووصل آلاف اليمنيين، مؤخرًا، إلى حضرموت (بها أغلب المنافذ الجوية والبرية منذ اندلاع الحرب)، قادمين من الخارج، عبر منفذ الوديعة البري الوحيد حاليًا بين اليمن والسعودية، ومطار سيئون ومطار الريان.
ويقول رئيس مبادرة "تم في داركم"، أبو بكر حسان، للأناضول، إن المبادرة تهدف إلى التوعية بأهمية العزل المنزلي الاختياري، لمواجهة الوباء، والتقليل من التجمعات العامة.
ويضيف أن المتطوعين في المبادرة ينزلون إلى الشوارع والتجمعات، ويدعون الناس إلى مغادرة التجمعات، والبقاء في منازلهم، وثمة تفاعل كبير جدًا مع المبادرة.
ويوضح حسان، أن المبادرة تضم شبانًا من محافظات عديدة، ونفذت حملات إلكترونية، تحت وسوم متعددة، أبرزها "#تم_في_داركم (ابق في منزلكم) #قع_صمصوم_وتحذر (كن مؤدبًا وحذرًا)، و#قاعد_بالبيت، وغيرها.
ويرافق الحملات الإلكترونية منشورات وتصاميم وفيديوهات حول طرق الوقاية من الفيروس، وفق حسان.
ويوضح أن المبادرة نفذت حملة توعية واسعة بتوزيع أكثر من عشرة آلاف منشور في مناطق متفرقة بحضرموت، ووفرت سيارة تجوب الشوارع للتوعية عبر مكبرات الصوت، بجانب ملصقات في الشوارع.
كما عقدت المبادرة لقاءت مع مسؤولين محليين، وأكدت ضرورة توفير أماكن للحجر الصحي والمحاليل المخبرية والأجهزة الوقائية والعلاجية للطواقم العاملة في المنافذ والمستشفيات، وفق رئيس المبادرة.
ويشير أن المبادرة تنسق حاليًا لتأهيل وتدريب الكوادر الطبية على آليات التعامل مع حالات الاشتباه أو الإصابة، بالتنسيق مع مكاتب الصحة وعدد من منظمات المجتمع المدني.
ويناشد حسان الحكومة توجيه جميع إيراداتها لمواجهة الوباء، داعيًا التحالف العربي، بقيادة السعودية، إلى التدخل لتوفير جميع الأدوات والمستلزمات الوقائية.
كما دعا منظمات الأمم المتحدة والمجتمع المدني إلى الإسراع بتقديم الدعم وحملات التوعية، وحث التجار وأهل الخير على المشاركة.
ويعاني الوضع الصحي باليمن تدهورًا حادًا، بسبب الحرب، التي جعلت 80% من السكان بحاجة لمساعدات إنسانية، وبات الملايين على حافة المجاعة، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وتخضع حضرموت لسيطرة الحكومة، وظلت بعيدة عن الصراع بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثي.
وفي أول خطوة من نوعها باليمن، أعلنت السلطات المحلية بحضرموت، في بيان الإثنين، أنها قامت بإفراج مشروط (لم توضحه) عن 83 سجينًا، نتيجة لحسن سلوكهم، وتجنبًا لازدحام السجون في ظل انتشار الفيروس عالميًا.
وأوضحت أن المُفرج عنهم رهن المحاكمة، وبعضهم قيد التحقيق، إضافة إلى محكومين قضوا فترة من عقوبتهم.
وأفادت بأنه تم عرض النزلاء قبل الإفراج عنهم على المركز الصحي الخاص بإدارة التأهيل والإصلاح، للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس.
وحتى صباح الأربعاء، أصاب كورونا أكثر من 423 ألف شخص بالعالم، توفي منهم ما يزيد على 18 ألفا، فيما تعافى أكثر من 109 آلاف.
وأجبر انتشار الفيروس دولًا عديدة على إغلاق حدودها، تعليق الرحلات الجوية، فرض حظر التجول، تعطيل الدراسة، إلغاء فعاليات عديدة، منع التجمعات العامة، وإغلاق المساجد والكنائس.