أولى علمياتها القتالية.. الطائرات التركية تقتحم أجواء اليمن

قبل 3 سنة | الأخبار | اخبار الوطن

انتشر في الأيام الأخيرة الكثير من التقارير والتحليلات حول احتمالية حصول السعودية على دعم عسكري تركي لا سيما في مجال الطائرات المسيرة التركية الهجومية، في العمليات العسكرية للمملكة في اليمن، وتزامن ذلك مع التكهنات حول إمكانية حصول تقارب في العلاقات السياسية بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.

ونشر نشطاء وحسابات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات غير موثقة عن أن تركيا بدأت بتقديم دعم عسكري للسعودية في الحرب باليمن، وذهب آخرون لأبعد من ذلك بالحديث عن مشاركة طائرات مسيرة من طراز بيرقدار التركية والتي حققت نجاحات كبيرة في المعارك العسكرية في سوريا وليبيا وقره باغ مؤخراً.

وفي ظل عدم وجود أي تأكيد أو نفي رسمي من الجانبين التركي والسعودي، فإن المؤكد أن أي قرار تركي للقيام بعمليات عسكرية خارج البلاد يحتاج إلى إجراءات دستورية قطعية لا يمكن للحكومة على الإطلاق تجاوزها تحت أي ظرف من الظروف، ويمر ذلك من خلال استصدار طلب وزارة الدفاع من الرئاسة القيام بعمليات عسكرية في منطقة ما خارج البلاد قبيل قيام الرئاسة بتقديم طلب رسمي للبرلمان مع توضيح بمبررات هذا التدخل ويتم التصويت على الطلب في البرلمان الذي بيده قبول أو رفض طلب الرئيس.

وكما جرى في السنوات الأخيرة، تستصدر الرئاسة التركية أذونات متكررة من البرلمان تكون محددة بالمبررات وأعداد القوات ومدة العمليات وغيرها من التفاصيل. وطُبق ذلك في العمليات العسكرية التي قام ويقوم بها الجيش التركي في سوريا والعراق وليبيا وقره باغ والصومال وقطر وغيرها من المواقع التي ينتشر فيها الجيش التركي خارج البلاد.

هذا الأمر يعطي مؤشراً قطعياً على أنه من المبكر جداً الحديث عن وجود أي تدخل للجيش التركي في الحرب اليمنية سواء بشكل مباشر أو بتقديم الخدمات الاستشارية من داخل الأراضي السعودية، حيث لم تظهر أي مؤشرات على وجود طلب سعودي من تركيا أو طلب من الرئاسة التركية موجه للبرلمان في هذا الخصوص.

أما فيما يتعلق باحتمال مشاركة مسيرات تركية هجومية متقدمة في العمليات العسكرية، فإنه لم تظهر أي مؤشرات تدعم هذه التكهنات التي بنيت على إعلان الحوثيين إسقاط طائرة مسيرة سعودية من صناعة تركية، وهو ما دفع الكثيرين لنشر أخبار عن مشاركة مسيرات تركية من طراز بيرقدار أو أقنجي في العمليات العسكرية السعودية باليمن.

وقال المتحدث باسم قوات الحوثيين، العميد يحيى سريع، عبر “تويتر”: “الدفاعات الجوية تتمكن بفضل الله من إسقاط طائرة تجسسية مقاتلة من نوع كاريال تركية الصنع تابعة لسلاح الجو السعودي أثناء قيامها بمهام عدائية في أجواء منطقة المرازيق في محافظة الجوف”، موضحاً أن عملية استهداف الطائرة نفذت بواسطة “صاروخ مناسب لم يكشف عنه بعد”.

والمسيرة التي أسقطتها جماعة الحوثي باليمن هي من طراز “كاريال” صنعتها شركة “فيستال للصناعات الدفاعية التركية” وتعتبر من أول نماذج الطائرات المسيرة التركية، قبل أن تشتريها السعودية ضمن اتفاق أكبر للتعاون والإنتاج المشترك للطائرة بنسخة سعودية منها على أرض المملكة.

وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن السعودية تمتلك النسخة القديمة من الطائرة المخصصة لأغراض الاستطلاع فقط أي النسخة غير الهجومية، لكن السعودية بدأت حديثاً ومن خلال “شركة أنتيل” للصناعات الدفاعية السعودية بإنتاج النسخة الجديدة من الطائرة بالتعاون مع الشركة التركية الأم تحت اسم “هابوب” على أن تكون طائرة مسيرة استطلاعية وهجومية ويتم تزويدها بصواريخ تركية متطورة.

الإنتاج المشترك لـ”النسخة السعودية من الطائرة التركية” بدأ فعلياً بداية العام الجاري، بحيث من المخطط أن يتم انتاج 6 طائرات منها خلال العام الجاري، على أن يتم إنتاج قرابة 40 خلال السنوات الخمس المقبلة، كما تم الاتفاق على تزويدها بصواريخ تركية موجهة متطورة من طراز (MAM-L) وهي نفس الصواريخ التي تصنعها شركة “روكيتسان” وتستخدمها طائرات بيرقدار.

وبالتالي فإن إعلان الحوثيين عن إسقاط طائرة مسيرة سعودية من صناعة تركية لا يحمل أي جديد، كون أن امتلاك السعودية لهذا النوع من الطائرات هو معلن منذ سنوات ولا يحمل أي مؤشر أو اعتباره دليلاً على وجود دعم تركي جديد للحرب السعودية في اليمن.

فطائرة أقنجي المسيرة لم تدخل الخدمة فعلياً لدى الجيش التركي بعد، في حين أن طائرة بيرقدار متوفرة وتعمل بفعالية كبيرة لدى الجيش التركي وجرى استخدامها في سوريا والعراق وليبيا وقره باغ، كما تم بيعها إلى ليبيا وقطر وأذربيجان وأوكرانيا، لكن لا يوجد أي مؤشرات على أنه تم بيعها إلى السعودية خلال الفترة الماضية والتي شهدت ذروة تراجع العلاقات بين البلدين.

وشهدت الأشهر الماضية مؤشرات على احتمال حصول تقارب بين أنقرة والرياض، وتزايدت هذه المؤشرات في الأسابيع الأخيرة مع التصريحات التركية التصالحية مع مصر ودول الخليج بشكل عام، إلا أن حصول تقدم في العلاقات بين البلدين لا يعني على الإطلاق مشاركة تركيا بشكل مباشر في حرب اليمن أو بيع طائرات بيرقدار بسهولة للمملكة لاستخدامها في حرب اليمن التي تحمل في طياتها تعقيدات كبيرة تتعلق بالمأساة الإنسانية التي خلفتها الحرب ومستقبل العلاقات مع إيران وغيرها الكثير من التعقيدات.