تختلف العادات والتقاليد مع اختلاف الشعوب ، ومع انتشار الشعوب حول العالم تتعدد العادات والتقاليد وكذلك شكل الحياة ، وبالطبع يحمل كل شعب صفات معينه يختلف بها عن باقي شعوب العالم ، وكانت العادات والتقاليد في قديم الزمان هي أهم ما يميز الشعوب ، ودائما ما تكون جزء هام من ثقافته وتاريخه ، وبالرغم من التقدم العلمي والحضاري الذي أصبح هو سمه العصر ، مازالت هناك بعض الشعوب تحتفظ بعاداتها وتقاليدها التي تعتبرها أرث الأجداد والتي لا يمكن تغيرها أبدا ،ولعل أبرز هذه الشعوب هو شعب ” الكلاشا ” الذي مازال يحتفظ بطريقه ونمط حياته القديمة والغريبة منذ ألاف السنين ، وفى هذا المقال سوف نتعرف على حياه شعب “الكلاشا “الغريب والعجيب .
شعب الكلاشا أو قبائل الكلاشا كما يطلق عليهم ، هم قبائل بدائيه تعيش في شمال باكستان فى أوديه شديدة الارتفاع ممتدة بين دولتى باكستان وأفغانستان ، ومنعزلون تماما عن العالم الخارجي ولا يعرفون أي شكل من أشكال التقدم أو التحضر ، ويظهر على حياتهم الشكل البدائي في كل شيء ، من حيث المعدات الأدوات التي يستخدموها أو شكل حياتهم الغريب ، الذي مازال يسير على النظم القديمة .
ويمتاز نساء الكالاشا بالجمال الباهر والبشرة البيضاء والعيون الملونة، إلى درجة يشيع لديهم الاعتقاد عبر أساطيرهم بأن المرأة نصفها حورية والنصف الآخر بشري ، بل يصنفهم البعض بأنهم أجمل نساء الأرض .
وبالنسبة للحياة داخل المجتمع ، فهناك ليس لديهم فصل بين الجنسين وأهم ما في حياتهم أن المرآة هي من تختار زوجها ومن حقها أن تغيره بكل سهولة إذا لم تقتنع به.
وقد استرعت هذه العادات والتقاليد الغريبة والبساطة الشديدة في نمط الحياة اهتمام الكثير من علماء الأنثروبولوجي بسبب الاختلاف في العادات والتقاليد وملامح الوجه عن المناطق المجاورة لهم لذا فقد شائع بأنهم ينحدرون من نسب أوربي يرجع إلى جنود الإسكندر الكبير، إلا ان الفحوص الوراثية أثبتت عدم وجود علاقة بينهم وبين سلاله الاسكندر الأكبر .
ومن أبرز عادات الزواج الغريبة داخل مجتمع الكلاشا ” أن الفتاه تتزوج وهى صغيره في السن ، وهى أيضا من تحدد قيمه المهر وكل شيء يتعلق بالزواج ، وهى أيضا من تختار وتحدد الرجل الذى سوف تتزوج منه ولذلك تعتبر المرأة داخل مجتمع الكلاشا لها دور بارز وهام داخل المجتمع .
ولكن ربما اغرب العادات المنتشرة داخل مجتمع الكلاشا ، أن المرأة أذا أعجبت برجل أخر وهى متزوجة فتستطيع أن تتزوجه على زوجها ، وإذا حدث خلاف أو شجار بين الزوجين ، في هذه الحالة لابد من تعويض الزوج الغاضب ودفع ضعف قيمه المهر الذي دفعه لها عند الزواج ، وتسير هذه العملية على حسب النظام المتبع داخل المجتمع ، وهى من الأمور الطبيعية والعادية .
بالطبع هي عادات غريبة وغير منطقية أيضا ، وربما كان السبب في استمرار هذه العادات حتى يومنا هذا ، هو ألعزلة التامة التي يعيش فيها شعب الكلاشا عن العالم الخارجي .