تلقى الشيخ العلامة محمد بن إسماعيل العمراني سؤال عن مدى صحة الحديث المنسوب لرسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا كثرت الفتن فعليكم باليمن»
فكان جوابه التالي
“اعلم بأن الحديث المذكور في السؤال قد روي في بعض كتب التاريخ اليمني مثل كتاب الدرر المنثور في فضائل اليمن الميمون المنسوب إلى لعلامة محمد الأهدل، وقد ذكره الملا علي القاري بلفظ: «إذا كثرت الفتن فعليكم باليمن» وذكره المحقق المقبلي رحمه الله في كتابه الأرواح النوافح، ولكنه جعل محور كلامه هو حول ترجيح الرواية التي بلفظ: «إذا كثرت الفتن فعليكم باليمن» على الرواية التي بلفظ: «إذا كثرت الفتن فعليكم بأطراف اليمن» .
وأضاف ” الواقع بأن هذا الحديث غير موجود في كتب السنة المطهرة المعروفة ولم نعرف من الذي رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الذي أخرجه من أهل الأمهات أو الصحاح أو السنن أو المسندات أو المعاجم، وقد ذكره العلامة بن عراق الكنائي في كتابه تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة ناقلاً عن الحافظ ابن تيمية أنه قال عن هذا الحديث بأنه بهذا اللفظ لا يعرف، ولقد كنت بحثت عنه قديماً ووجدته في كتاب أحاديث القصاص لابن تيمية، ولقد قال عنه هذا اللفظ لا يعرف، ولكني الذي في السنن أنه صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله ابن جوالة لما قال: «لما أنكم ستجندون اخباراً جنداً في الشام وجند باليمن وجنداً بالعراق. فقال بن جوالة: يا رسول الله! اختر لي.
فقال: عليك بالشام؛ فإنه خيرة الله من أرضه يجتبي إليه خيرته من عباده، فمن أبى فليحق بيمنة وليسقي من غدرة، فإن الله تكفل لي بالشام وأهله» وقد علق عليه العلامة محمد الصبان بأن رواية سنن أبي داود مخالفة شيئاً ما، وهي سيعيد الأمر إلى أن تكونوا جنوداً مجندة جنداً بالشام وجنداً باليمن وجنداً بالعراق فقال بن جوالة: «خولي يا رسول الله إن أدركت ذلك. فقال: عليك بالشام؛ فإنها خيرة الله من أرضه يجتبي إليها خيرته من عباده، فإن أبيتم فعليكم بيمنكم واسقوا من غدركم، فإن الله توكل لي بالشام وأهله» وأورده الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في تخريج أحاديث كتاب فضائل الشام ودمشق وقال حديث صحيح حباً فإن له أربع طرق وسرد طرقه هناك وبهذا تعرف حديث «إذا هاجت الفتن أو إذا كثرت الفتن فعليكم باليمن أو بأطراف اليمن» لا وجود له، ولكن قد ورد حديث آخر جاء في سنن أبي داود بسند صحيح: «فإن أبيتم أي بالالتحاق بجند الشام فعليكم بيمنكم» فهو شاهد للحديث المسئول عنه والذي لم يقف عليه ابن تيمية ولا عرفه…”