كشف مصادر حزبية في صنعاء عن أزمة مشتعلة حاليا بين الحوثيين وقيادات مؤتمر صنعاء تأتي على خلفية مواقف معارضة لأسلوب وسياسة الجماعة الإقصائية والانتقامية، والتي كان آخرها نفي القيادي صادق أمين أبو راس في اجتماع عقد قبل أيام صلة حزبه بالسلطة في صنعاء، وتحميله الحوثيين مسؤولية النجاح والفشل، فضلا عن سخريته من مزاعم التحالف والشراكة معهم.
وأوضحت المصادر أن قيادات حوثية بارزة وجهت وسائل إعلام الجماعة وناشطيها بمهاجمة أبو راس ومؤتمر صنعاء على خلفية البيان الأخير لقيادات الحزب الذي عارض فيه إعلان طارق صالح نجل شقيق الرئيس الراحل تشكيل ذراع سياسية لقواته الموجودة في الساحل الغربي ووصف الجماعة للبيان بأنه "مهادن وغير جدي ويشير إلى وجود تبادل للأدوار".
وتحدثت المصادر عن إجراء قيادات حوثية قبل أيام اتصالات مع قيادات في مؤتمر صنعاء من بينهم يحيى الراعي ومحمد حسين العيدروس تضمنت إساءات إلى أبو راس، وقيادات أخرى في الحزب واتهامات لهم بالنفاق وهي التهمة التي عادة ما تطلقها الجماعة على معارضيها تمهيدا للانتقام منهم أو تصفيتهم، وفقا للشرق الأوسط.
وقالت المصادر إن القيادي في حزب، مؤتمر صنعاء، حسين حازب الذي تسعى الجماعة لتنصيبه رئيسا للحزب بدلا عن أبو راس نظرا لتقربه من زعيم الجماعة، اقترح عقد اجتماع جديد لقيادات المؤتمر الأسبوع المقبل لإصدار بيان يلبي مطالب الجماعة، وهو الأمر الذي رفضه أبو رأس، مؤكدا أن تصريحاته لم تكن خطأ وأن حزب المؤتمر الموالي للجماعة مجرد ديكور في الحكومة الانقلابية ولا يملك أي قرار.
وكان صادق أبو راس المعين اعترف في كلمة له خلال اجتماع لقيادات حزبه أن مؤتمر صنعاء فقد كل مناصبه وقراراته بسلطة الانقلاب لصالح الحوثيين وحدهم بعد 4 سنوات من اتفاق الطرفين لتقاسم السلطة المنهوبة.
وقال أبو راس في كلمته إن الحكم والسلطة صارا حصرا وحكرا بيد الحوثيين وإن كل شيء يحسب لهم أو عليهم. وتطرق خلال كلمته إلى موضوع الرواتب. مؤكدا أهمية صرفها من الجبايات وحقوق الشعب اليمني، في إشارة منه إلى الجبايات التي تفرضها جماعة الحوثي وتجني من ورائها مليارات الريالات.
وفي ظل استمرار التصعيد الحوثي وحملات التخوين الموجهة ضد شركاء الجماعة الصوريين، أرجعت مصادر مؤتمرية في صنعاء أسباب ذلك إلى عدم قناعة الحوثيين بالأدوار التي يقدمها جناح المؤتمر في صنعاء ورئيسه والتي تأتي بحسبهم متعارضة مع الموجهات المحددة له مسبقا من قبل الجماعة.
وأشارت المصادر إلى أن الجماعة كانت قد فرضت في وقت سابق قيودا للحد من تحركات وأنشطة الحزب التنظيمية والسياسية بصنعاء وصل البعض منها لدرجة أن الحزب لا يمكنه تنظيم أي فعالية دون أخذ إذن مسبق من قبلها.
وأكدت المصادر، أن قيادات حوثية كبيرة لا تزال غير مقتنعة على الإطلاق بالطريقة التي يدير بها أبو راس مؤتمر صنعاء وتحدثت عن وجود مساع حوثية لتنصيب القيادي المقرب من الجماعة حسين حازب، المنقطع عن حضور اجتماعات حزبه منذ فترة، رئيسا للحزب بدلا عن صادق أبو راس.
وتمسك الحوثيون - وفق المصادر - بـ"أبو راس" عقب اغتيالهم للرئيس السابق باعتباره ورقة لخداع اليمنيين حيث صورت لهم أنها تمنح الشراكة للجميع، بينما كان وجوده مجرد وجود شكلي وليس له أي أدوار إلى جانب كونه غير قادر على اتخاذ أي قرار.
وعلى خلفية تصريحات أبو رأس الأخيرة وإعلان رفضه لسياسة الاستحواذ الحوثية على السلطة والمال وانتهاج سياسة التهميش والإقصاء المتعمد بحق المنتسبين لحزبه، يتخوف مراقبون من أن يكون مصيره كما كان مصير من سبقوه من قيادات المؤتمر وفي مقدمهم الرئيس الراحل علي عبد الله صالح والقيادي عارف الزوكا.