ارتفعت الأسعار الآجلة لعصير البرتقال في الأسواق العالمية هذا الشهر بنسبة تتجاوز الـ 20 في المئة بينما يبحث المستهلكون عن منتجات صحية خلال انتشار وباء فيروس كورونا.
وفيما يزداد الطلب على عصير البرتقال، انخفض المعروض منه في الأسواق نظرا للصعوبات التي يواجهها المنتجون في إيصال العصير إلى الأسواق نتيجة القيود المفروضة على حركة النقل والمواصلات.
وأدى ذلك إلى ارتفاع الأسعار الآجلة لعصير البرتقال، وهي الأسعار التي سيباع بها هذا المنتج في الأشهر القادمة.
وتعد الأسعار الآجلة لعصير البرتقال أفضل الأصول أداء إلى الآن هذه السنة.
ويقول ستيفن إينس، خبير استراتيجيات الأسواق العالمية لدى دار أكسيكورب للصيرفة "ضرب انتشار وباء كوفيد-19 جانبي العرض والطلب على عصير البرتقال. فخصائص البرتقال في تعزيز جهاز المناعة تدفع المستهلكين إلى زيادة الطلب عليه، ولكن قلة القدرة الاستيعابية لخطوط النقل، نظرا لخفوت حركة الطيران، تعني أن الأسواق لا تستطيع الحصول على ما يكفي منها".
كما برزت صعوبات في عرض السلعة، إذ لم يعد هناك عدد كاف من العمال لجني محصول البرتقال نظرا لالتزام المزارع بقيود الوقاية من الوباء مثل الاحتفاظ بمسافة معينة بين العاملين. ويقول جاك سكوفيل من مجموعة Price Futures التجارية الأمريكية "يتساءل التجار إن كانت هناك أعداد كافية من العمال لتشغيل المزارع هنا في فلوريدا وفي البرازيل".
وتشهد الأسعار الآجلة لعصير البرتقال أكبر ارتفاع لها منذ تشرين الأول/أكتوبر 2015، وذلك في وقت تتلقى فيه البورصات العالمية ضربات متلاحقة. ففي لندن، انخفض مؤشر FTSI100 بأكثر من 13 في المئة في الشهر الأخير، بينما انخفض مؤشر داو جونز في نيويورك بأكثر من 16 في المئة.
أما فيما يخص احتمالات ارتفاع اسعار عصير البرتقال بالنسبة للمستهلكين، قال إينس "سترتفع الأسعار بسرعة، إذ يعمد المنتجون إلى نقل الأسعار المرتفعة إلى مراكز التسوق وغيرها".
يذكر أن الأسعار الآجلة لمعظم السلع تستخدم للبيع والشراء في أسواق التعامل مثل سوق انتركونتيننتال (ICE). وتساعد هذه الأسعار الشركات على حماية نفسها من أي ارتفاع مفاجئ للأسعار.
ويعد استخدام العقود الآجلة أمرا مألوفا بالنسبة للسلع "الهشة" مثل عصير البرتقال والحنطة، المعرضة بشكل خاص للارتفاعات المفاجئة في أسعارها نتيجة تضرر مواسم الحصاد والكوارث الطبيعية.