فادت وسائل إعلام دولية نقلا عن مصادر عسكرية، بأن الجيش الوطني السوري وفصائل المعارضة المدعومة من تركيا؛ رفعت جاهزيتها القتالية إلى أقصى درجة، استعدادًا لشن هجوم عسكري على مواقع ميليشيات “قسد” شمال شرق سوريا.
ونقلت صحيفة “عربي 21” اللندنية عن مصادر عسكرية، أن الشمال السوري الخاضع لسيطرة فصائل المعارضة المدعومة تركياً، يشهد جولات واجتماعات ميدانية يجريها قادة الفصائل وضباط من “الجيش الوطني” على الجبهات الملاصقة لمناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” تحضيرا لشن عملية عسكرية جديدة، لردع الهجمات التي تتعرض القوات التركية في الشمال السوري.
وقال المستشار العسكري لـ”الجيش الوطني” العميد أحمد حماد: “إن الجيش الوطني رفع جاهزيته استعدادا لشن عملية عسكرية مرتقبة شمال سوريا”.
وأوضح “حمادة”؛ إن العملية العسكرية المرتقبة ستكون بهدف ردع قوات “قسد” وأذرعها، وإيقاف استهدافها المتعمد للقوات التركية وللمناطق المحررة التي تسيطر عليها المعارضة السورية.
وأضاف أن قوات “قسد” صعدت في الآونة الأخيرة من استهداف الجيش التركي، بحيث تم تسجيل 22 حادثة اعتداء من عناصرها في الآونة الأخيرة.
وذكر “حمادة” أن منطقة “تل رفعت” التي تتمركز فيها “قسد” تأتي في مقدمة المناطق المرجحة للهجوم، إذ تشكل هذه المنطقة خاصرة رخوة، وتتخذها “قسد” منطقة متقدمة لضرب الاستقرار في منطقتي “غصن الزيتون” و”درع الفرات”.
وأشار “حمادة” إلى وجود تنسيق وثيق وعلى مستويات عالية بين ميليشيات “قسد” المدعومة أمريكا والميليشيات الإيرانية المتمركزة في مدينتي نبل والزهراء.
وحول استعدادات الجيش الوطني المعارض للتحرك، أكد حمادة قيام الفصائل بالبدء بالاستعدادات للتحرك العسكري، بهدف حماية أمن المنطقة، بالتنسيق مع الجيش التركي.
من جانبه، أكد نائب المسؤول السياسي في “لواء السلام”، التابع لـ”الجيش الوطني”، هشام سكيف، أن التصريحات التركية الأخيرة تؤكد بشكل شبه قاطع اقتراب العمل العسكري.
ونقلت الصحيفة عن سكيف تأكيده بأن الجيش الوطني على أهبة الاستعداد وهو في انتظار غطاء سياسي لبدء العملية العسكرية ضد “قسد” في تل رفعت.
وأشار سكيف إلى إسقاط طائرة استطلاع روسية عند محيط مدينة مارع الأربعاء، وقال: “الواضح أن إسقاط الطائرة يؤشر إلى تسخين تركي”.
وقال؛ إن اتهام أنقرة لموسكو بدعم هجمات “قسد” يؤشر كذلك إلى ارتفاع منسوب التسخين العسكري، مستدركا القول: “بانتظار الحصول على غطاء سياسي للعملية العسكرية، لتحديد حجم العملية، حيث من الواضح أن تركيا قد حسمت أمر العملية العسكرية، غير أن حجمها يحدده نجاح تركيا في عقد توافق سياسي دولي عليها”.
وبحسب سكيف، فإن فصائل “الجيش الوطني” في حالة استنفار كامل، تأهبا لعملية عسكرية وشيكة، مشيرا إلى قيام الفصائل بالقصف المدفعي المتواصل لمناطق “قسد”.
وبما أن تل رفعت تعد المنطقة الأكثر تسجيلا للاعتداءات منها، يرجح سكيف أن تكون المحطة الأولى للعملية العسكرية، مشيرا كذلك إلى احتمالية أن تكون العملية في منطقة عين العرب (كوباني).
وقبل أيام تعرضت آليات عسكرية تركية لهجوم صاروخي الأحد في قرية الشيخ عيسى، مصدره عناصر “قسد” -ذراع العمال الكردستاني في سوريا- أدى إلى مقتل عنصرين من شرطة المهام الخاصة التركية في مدينة مارع.
وبعد الهجوم بيوم واحد، سقط عدد من القذائف الصاروخية جنوبي ولاية غازي عنتاب التركية، مصدرها الجانب السوري.
يشار إلى قادة الدولة التركية أطلقوا في الآونة الأخيرة عدة تصريحات شديدة اللهجة هددوا فيها بشن هجوم عسكري على مواقع ميليشيات “قسد” ما لم يتم إيجاد حل لهجماتها المستمرة على على المدنيين في شمال سوريا.
يذكر أن تركيا رفعت من حدة خطاباتها ضد ميليشيات “قسد” المدعومة أمريكيا بعد قمة أردوغان وبوتين الأخيرة في سوتشي حيث أكد الطرفان انهما متفقان على أغلب القضايا.