كشف محلل سياسي عن خسارة كبيرة للمليشيات الحوثية، وضربة وشيكة للمشروع الإيراني في اليمن، ستُخرج محافظة جديدة عن سيطرة المليشيات بالكامل، ويمكن عبرها الوصول إلى صنعاء.
وقال المحلل السياسي اليمني، عبدالسلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراجية، في مقال له تحت عنوان (محيط حرض وميدي الجيوسياسي والديموغرافي) ‘‘إذا كانت ميدي هي المنفذ الوحيد لمحافظة حجة على البحر الأحمر، فإن حرض هي المدينة الأكثر أهمية في المحافظة من ناحية الدخل القومي، حيث يوجد بها منفذ حرض الحدودي مع السعودية ، ومع قرب حسم المعركة فيها تصبح محافظة حجة عمليا خارج سيطرة الحوثيين، فلا أهمية اقتصادية لبقية مديرياتها’’.
وأضاف المحلل السياسي: ‘‘يمكن القول أن الحركة الحوثية والحرس الثوري الإيراني سيخسرون باستعادة الشرعية بدعم التحالف مدينة حرض خسارة كبيرة ، فقبل تفكيرهم التوجه إلى صنعاء حاولوا السيطرة على الشق التهامي من محافظة حجة والاستفادة من ميناء ميدي كمنفذ بحري لتهريب السلاح والحشيش وبناء مركز دعم لوجستي للميلشيات’’.
وأشار إلى أن ‘‘حرض تبعد عن ميدي حوالي 30 كم وعن عمران حوالي 120كم وعن صنعاء 170 كم’’. لا فتًا إلى أن هذه الحسابات قد تكون ليست ذات أهمية عند الحديث عن هذه المسافات في ظل حرب تفوقت فيها جماعة الحوثي خلال العامين الماضيين’’.
وأوضح رئيس مركز أبعاد، أن ‘‘الجيش التابع للشرعية وحلفائها أظهر تفوقا في معارك يناير هذا العام بمجرد حصوله على دعم جاد من التحالف وهاهو يطوق مدينة تبعد عن تمركز قواته أقل من سدس المسافة عن العاصمة صنعاء’’.
وأكد أن ‘‘خسارة حلفاء إيران لحرض وميدي هي خسارة استراتيجية لأنهما إلى جانب أهميتهما الجيوسياسية والاقتصادية، يمثلان حالة إلهام ل3 دوائر مهمة ديموغرافيا، الدائرة الأولى أبناء تهامة التي سعت الإمامة وامتداداتها إلى نهب أراضيهم وحصارهم في مربع الفقر، وهؤلاء سيعيدون ربط مصالحهم بمدنهم’’.
ولفت الباحث إلى أن ‘‘الدائرة الثانية وهي القبائل الشرسة والقوية المحيطة بالشريط الساحلي والمستقرة في الجبال بين خط عمران صنعاء وتهامة مثل قبائل حجور الشام وقفل شمر والمفتاح والكعيدنة،وهذه المناطق سعت الإمامة بصورها في النظام السابق إلى تجهيلها وعرقلة التعليم فيها، وهذه الدائرة ستتحرك بدافع الانتقام’’.
أما ‘‘الدائرة الثالثة بؤر الهاشمية الإمامية في الشاهل والمحابشة وهذه الدائرة ستصبح عمليا في وضعية الحصار التي كانت مرتكز الحركة الحوثية، وكانت اليد الطولى للإمامة التي تثير النعرات والثارات والحروب بين القبائل، وكان الرئيس السابق سلم عمليا إدارة هذه المحافظة ليحي المتوكل وعبد الوهاب الشهاري وعلي الكحلاني وشقيقه’’ بحسب المحلل السياسي.
وأضاف الكاتب: ‘‘تأتي أهمية حرض وعبس كعاصمة لدويلة الحلم الإيراني في إنشاء منطقة تصدر للخليج الموت وتشكل خزانا بشريا للتجنيد ونافذة على البحر لاستمرار تدفق السلاح وموردا ماليا واقتصاديا، والسيطرة عليهما إلى جانب الجوف هو سيطرة فعلية على الحدود مع السعودية’’.
واختتم الباحث السياسي، عبدالسلام محمد، حديثه بالقول: ‘‘في المجمل خروج حرض وميدي من يد الحوثيين ولاحقا ربما الجوف ستشكل ضربة لمشروع إيران في اليمن لأن احتواء هذه الجغرافيا وقبائلها سيسهل من الوصول إلى صنعاء بأقل الخسائر ، فبإمكان الجيش التحرك من المنطقة الخامسة في الساحل والمنطقة السادسة في الجوف ويلتقيان في عمران المجاورة لصنعاء’’.