الوقت الذي تكافح فيه دول متقدمة مثل الولايات المتحدة والصين ومختلف دول أوروبا، تفشي فيروس كورونا، يحذر خبراء الصحة الدوليون وعمال الإغاثة بشكل متزايد من أن الفيروس يمكن أن يدمر الأشخاص الأكثر ضعفاً في العالم، ولاسيما أولئك الذين أجبروا على ترك منازلهم
وتمتلئ مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا بأشخاص يعانون من نقص التغذية ومحدودية الوصول إلى الرعاية والصرف الصحي، وهي مناطق خصبة لتكاثر العدوى.
ففي ملاجئ الهاربين من الحروب، تحتمي أسر بأكملها في خيم من القماش فقط، وفي أرضيات طينية.
وهناك في الملاجئ، غالبا ما ينقص الماء والصابون، وتكثر الأمراض التي تتراوح بين السعال البسيط إلى الأمراض الفتاكة، وكلها تبقى من دون علاج ولا رعاية طبية.
ويمكن للفيروس التاجي، الذي أصاب مئات آلاف الأشخاص حول العالم، أن يمزق هذه المخيمات بسرعة مدمرة، وفق مختصين.
الباحث في الصحة العامة بجامعة كامبريدج آدم كوتس، قال "إذا كنا نعتقد أن كورونا مشكلة كبيرة في الولايات المتحدة وأوروبا، فإننا لم نر شيئا بعد إذا دخل كوفيد- 19 بين اللاجئين" ثم أردف "هناك لا يستطيع الناس حتى غسل أطفالهم، ناهيك عن غسل أيديهم
وحتى الآن، فإن عدد حالات الإصابة بالفيروس التاجي المؤكدة بين اللاجئين منخفض، ولكن قد يكون ذلك نتيجة لعدم وجود اختبار. فالاختبارات محدود للغاية، ونادراً ما يكون اللاجئ مهتما بصحته.
توجه العديد من عيادات المخيمات جهودها لمواجهة تفشي أمراض مثل حمى الضنك والكوليرا، مما يجعلها بدون موارد لعلاج الحالات المزمنة، مثل مرض السكري أو أمراض القلب.
لذلك، حذر أفريل بينوا، المدير التنفيذي لمنظمة أطباء بلا حدود التي نشرت فرقًا للعمل مع اللاجئين حول العالم، بالقول: "نحن نستعد للأسوأ" ثم تابع "نحن نعلم أنه في الأماكن التي نعمل فيها لا يوجد لدينا عيب ونقص في الموظفين العجز في الأدوات ومراكز التكفل الصحية".
ومن بين المناطق التي لفت إليها خبراء الصحة باعتبارها بؤر محتملة للمرض، الدول التي تحتضن ملاجئ للهاربين من الحروب والجماعات المتطرفة. فيما يلي أهمها
في جيب محاصر في سوريا، رأى الأطباء مرضى يموتون بسبب ما يشبه الفيروس التاجي، لكنهم لم يكونوا قادرين على علاجهم لأن المخيم يفتقر إلى الأسرّة ومعدات الحماية والمهنيين الطبيين
مخيم اللاجئين في بنغلاديش مكتظ للغاية لدرجة أن كثافته السكانية تقارب أربعة أضعاف كثافة سكان مدينة نيويورك، ما يجعل تطبيق التباعد الاجتماعي مستحيلاً. كما تعاني العيادات في مخيم للاجئين في كينيا في الأوقات العادية مع ثمانية أطباء فقط لحوالي 200 ألف شخ
قال أحمدو يوسف، وهو شخصية بارزة في مخيم باكاسي في شمال شرق نيجيريا، والذي فر معظم سكانه من التنظيم المتطرف بوكو حرام: "إذا دخل الوباء المخيم، ستكون كارثة، سيكون مدمرا أكثر من التمرد الذي جلبهم إلى هنا."
كما أن التباعد الاجتماعي الذي توصي به منظمات الصحة بين الشعوب يبدو مستحيلاً بين اللاجئين، وفق يوسف.
تم بناء مخيم للاجئين في ليسبوس باليونان لثلاثة آلاف شخص، ولكنه الآن يضم 20 ألف شخص، ولا يوجد فيه أي صرف صحي تقريبًا.
المدير الإقليمي في آسيا لمنظمة " كير" للمساعدة الإنسانية، ديبمالا ماهلا قال "الشيء الوحيد الذي يشدد عليه الجميع في مكافحة الفيروس التاجي هو خلق مسافة اجتماعية، لكن هذا بالضبط ما هو مستحيل بالنسبة للاجئين" ثم تابع "أين تذهب لخلق مساحة؟ لا يوجد مكان."
في الأماكن الفقيرة والمزدحمة مثل غزة أو الأحياء الفقيرة في إندونيسيا، والهند، والتي بدأت أكبر إغلاق في العالم ردا على الفيروس هذا الأسبوع، من الصعب الابتعاد ستة أقدام عن الآخر.
في غزة لا توجد أنظمة صحية كافية، كما أن نفس الصراعات التي شردت أعدادًا كبيرة من الناس أدت إلى تدمير المرافق الطبية، أو أجبرت الناس على العيش في أماكن أخرى لا تتوفر على أدنى شروط الصحة.