قال متحدث الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف إن الرئيس فلاديمير بوتين سيعقد اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن القومي الروسي اليوم الاثنين.
وأضاف بيسكوف في تصريحات صحفية أن الوضع شرقي أوكرانيا “متوتر للغاية”، معرباً عن قلق موسكو إزاء ما يجري هناك. وأوضح أنهم لا يلاحظون حتى الآن مؤشرات على تراجع التوتر شرقي أوكرانيا، معتبراً أن “الاستفزازات والقصف في تصاعد مستمر، وهذا مثير للقلق العميق بطبيعة الحال”.
من جانبه، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب مساء اليوم الاثنين، اعتراف روسيا الفوري باستقلال جمهوريتي دونتسك ولوغانيسك الشعبيتين عن أوكرانيا، ودعا البرلمان الروسي إلى التصديق على القرار.
وفور انتهاء الخطاب، وقع بوتين ووقع بوتين قرار الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، مؤكدا أن القرارات المتخذة لحفظ الأمن الروسي.
أما عن منطقة دونباس المتنازع عليها، قال بوتين، أن الأوضاع في منطقة دونباس وصلت إلى مرحلة حرجة وحادة، مبينًا أن “المنطقة سحبت من سيادة روسيا ونقلت إلى السيادة الأوكرانية”..
وأكد أن شرقي أوكرانيا “أرض روسية قديمة”. وأوضح أن أوكرانيا بشكلها الحالي شكلت من قبل روسيا بعد ثورة 1917 بالكامل، وأن ستالين هو الذي حرر أوكرانيا ومنحها بعض الأراضي لتشكيل دولتها، فيما أشار إلى أن لينين هو الذي خلق دولة أوكرانيا الحالية.
وأكد أن أوكرانيا كانت دائما تستفيد من التعاون مع روسيا دون أن تفي بأي التزامات من جانبها، مشيرًا إلى أن السلطات الأوكرانية تعمل لمصالحها، وأن كل ما يهم القيادة الأوكرانية هو حساباتها في البنوك وليس مصالح الشعب، بحسب تعبيره.
وأكمل بوتين: “أوكرانيا لم يكن لديها مطلقا تقاليد “دولة حقيقية”.. وهي الآن تعيش أزمة اقتصادية واجتماعية وإنسانية.. أوكرانيا أصبحت دولة فقيرة وذات اقتصاد منهار”. وخاطب بوتين الشعب الأوكراني: ” على الأوكرانيين أن يفهموا أن بلدهم تحت الاستعمار”. وتوقع بوتين أن تفرض القوى الغربية عقوبات على روسيا “بأي حال”، وأنها ستجد ذرائع لها.
كذلك اتهم بوتين أوكرانيا بسرقة الغاز الروسي في الماضي وباستخدام الطاقة لابتزاز روسيا. وأضاف “باتت السفارة الأوكرانية هي التي تتحكم في أوكرانيا ومؤسساتها بحجة محاربة الفساد المستشري”. وأضاف أن “الطائرات المسيرة الأميركية التي تحلق في أجواء أوكرانيا تتجسس دائما على روسيا، وأن العداء الأميركي لروسيا هو بسبب رفضهم وجود أي بلد قوي في العالم غيرهم”، مؤكدًا أن الولايات المتحدة تعتبر روسيا التهديد الأساسي لـ”الناتو”.
وأكد بوتين أنه إذا ما ظهرت أسلحة دمار شامل في أوكرانيا فإن الأوضاع في أوروبا ستتغير بشكل جذري، مضيفًا أن الدستور الأوكراني يمنع انتشار القواعد العسكرية الأجنبية في البلاد، إلا أن المسؤولين في أوكرانيا يتحايلون على ذلك.
وبين أن الولايات المتحدة و”الناتو” يستخدمان أوكرانيا كساحة عمليات خاصة بهما، مؤكدًا أن هناك توجها لضم أوكرانيا وجورجيا لـ”الناتو” رغم نفي قادة غربيين لذلك، وهو ما قال إنه يشكل خطرًا على روسيا. وقال إن مراكز تدريب حلف الأطلسي في أوكرانيا تصل إلى حد القواعد العسكرية للحلف، وأن توسع الحلف نحو الشرق هو مسألة وقت فقط. وكان الكرملين قد أعلن اليوم الإثنين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيعترف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا.
وأضاف الكرملين في بيان، أن بوتين أبلغ المستشار الألماني، أولاف شولتز، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال مكالمات هاتفية، أنه بصدد توقيع مرسوم يعترف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين قريبا. من جانبه، قال مكتب المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم الإثنين، إنه يستنكر تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن موسكو قد تعترف بمنطقتين انفصاليتين أوكرانيتين يدعمهما الكرملين.
وأضاف مكتب شولتز في بيان، أن المستشار الألماني أبلغ بوتين خلال مكالمة هاتفية بأن أي خطوة من هذا القبيل ستكون بمثابة “خرق من جانب واحد” لاتفاقيات مينسك التي تهدف إلى إنهاء الصراع الانفصالي في شرق أوكرانيا. كما حث شولتز بوتين على سحب القوات الروسية من الحدود الأوكرانية وتهدئة الوضع في شرق أوكرانيا. وقال مكتبه إنه سيتشاور مع القادة الأوكرانيين والفرنسيين بشأن الوضع في أوكرانيا.