ممثلو روسيا وأوكرانيا سيتفاوضون عند نقطة التفتيش الحدودية في منطقة غوميل لمناقشة ، على وجه الخصوص ، وقف إطلاق النار
العملية الروسية لم تتوقف ، كما حصل أثناء انتظار المفاوضات في أول مرة حاصرت القوات الروسية خيرسون وبيرديانسك ، وسيطرت على جينيشيسك ومطار تشيرنوبايفكا بالقرب من خيرسون ضمن العسكريين الروس يوجد قتلى وجرحى ، لكن أقل بكثير من أعداد القتلة والجرحى لدى القوميين في الجيش الأوكراني ، وفقا لوزراة الدفاع الروسية أعلنت الإدارة العسكرية الروسية أنها وثقت من خلال التسجيل جميع المتورطين في انتهاكات ضد الجيش الروسي وأنهم سيتحملون حتما مسؤولية جسيمة وفقا لوزارة الدفاع الروسية ، بدأ الجيش الأوكراني الاستخدام المكثف للذخيرة المملوءة بالفوسفور في ضواحي كييف بالقرب من مطار غوستوميل .
لفت بوتين الانتباه إلى حقيقة أن ممثلين عن عدد من دول الناتو الرئيسية يدلون بتصريحات عدوانية ضد روسيا ، وأمر بنقل قوات الردع الروسية إلى حالة التأهب القصوى .
هنري كيسنجر عن أوكرانيا : كيف تنتهي أزمة أوكرانيا " ؟ " نشر الموضوع عام 2014 ترجمة : عبد الحميد فحام بقلم : هنري كيسنجر في حياتي ، رأيت أربع حروب بدأت بحماس كبير وتأييد شعبي كبير ، لم نكن نعرف كيف تنتهي ، وانسحبنا منها من جانب واحد . إن اختبار السياسة هو كيف تنتهي وليس كيف تبدأ . ففي كثير من الأحيان يتم طرح القضية الأوكرانية على أنها مواجهة : فيما إذا كانت أوكرانيا ستنضم إلى الشرق أو الغرب .
ولكن إذا كان لأوكرانيا أن تعيش وتزدهر ، فلا يجب أن تكون نقطة استيطانية لأي من الجانبين ضد الآخر ، بل يجب أن تعمل كجسر للوصل بينهما . يجب أن تقبل روسيا أن محاولة إجبار أوكرانيا على أن تكون تحت إمرتها ، وبالتالي نقل حدود روسيا مرة أخرى ، من شأنه أن يحكم على موسكو بتكرار تاريخها من حلقات الضغوط المتبادلة مع أوروبا والولايات.
يجب على الغرب أن يفهم أنه بالنسبة لروسيا ، لا يمكن لأوكرانيا أن تكون مجرد دولة أجنبية . بدأ التاريخ الروسي فيما كان يسمى “ كييف - روس ” . ومن هناك انتشرت الديانة الروسية . كانت أوكرانيا جزءاً من روسيا لعدة قرون ، وكان تاريخها متشابكاً معها قبل ذلك . وقد خاضت بعض أهم المعارك من أجل الحرية الروسية ، بدءاً من معركة “ بولتافا ” عام 1709 ، على الأراضي الأوكرانية .
إن أسطول البحر الأسود -وهو وسيلة روسيا لإبراز قوتها في البحر الأبيض المتوسط- يستند إلى عقد إيجار طويل الأجل في “ سيفاستوبول " ، في شبه جزيرة القرم . أي محاولة من جانب أحد أجنحة أوكرانيا للهيمنة على الآخر -كما كان النمط سائداً- ستؤدي في النهاية إلى حرب أهلية أو تفكك . إن التعامل مع أوكرانيا كجزء من المواجهة بين الشرق والغرب من شأنه أن يفسد لعقود أي احتمال لجلب روسيا والغرب -وخاصة روسيا وأوروبا- إلى نظام دولي تعاوني .
أوكرانيا مستقلة منذ 23 عاماً فقط ؛ كانت في السابق تحت نوع من الحكم الأجنبي منذ القرن الرابع عشر . ليس من المستغرب أن قادتها لم يتعلموا فن إبرام التسويات ، ولا حتى من المنظور التاريخي . توضح سياسات أوكرانيا ما بعد الاستقلال بوضوح أن جذر المشكلة يكمن في الجهود التي يبذلها السياسيون الأوكرانيون لفرض إرادتهم على أجزاء متمردة من البلاد ، أولاً من قبل فصيل ثم من قبل الآخر . هذا هو جوهر الصراع بين فيكتور يانوكوفيتش ومنافسته السياسية الرئيسية يوليا تيموشينكو .
إنهما يمثلان جناحي أوكرانيا ولم يكونا على استعداد لتقاسم السلطة . إن السياسة الأمريكية الحكيمة تجاه أوكرانيا سوف تسعى إلى إ يجاد طريقة يتعاون بها شطرا البلاد مع بعضهما بعضاً . ويجب أن نسعى للمصالحة وليس سيطرة فصيل على الآخر . لم تتصرف روسيا والغرب ، وعلى الأقل جميع الفصائل المختلفة في أوكرانيا ، وفقاً لهذا المبدأ . كل واحد جعل الوضع أسوأ . لن تكون روسيا قادرة على فرض حل عسكري دون عزل نفسها في وقت تكون فيه العديد من حدودها غير مستقرة بالفعل .
بالنسبة للغرب ، فإن شيطنة فلاديمير بوتين ليست سياسة . إنها حجة لغياب سياسة . يجب أن يدرك بوتين أنه ، مهما كانت مظلماته ، فإن سياسة الفرضيات العسكرية ستؤدي إلى حرب باردة أخرى . من جانبها ، تحتاج الولايات المتحدة إلى تجنّب معاملة روسيا على أنها شادة حتى يتم تعليمها بصبر قواعد السلوك التي وضعتها واشنطن .
بوتين هو إستراتيجي خطير ، بناءً على أساس التاريخ الروسي . ففهم قيم الولايات المتحدة وعلم النفس ليس أمراً مناسباً له كما لم يكن فهم التاريخ وعلم النفس الروسيين نقطة قوة لصانعي السياسة في الولايات المتحدة . يجب على القادة من جميع الأطراف العودة إلى فحص النتائج ، وليس التنافس في المواقف . إليكم مفهومي عن نتيجة متوافقة مع القيم والمصالح الأمنية لجميع الأطراف :
• يجب أن يكون لأوكرانيا الحق في أن تختار بحرية ارتباطاتها الاقتصادية والسياسية ، بما في ذلك مع أوروبا .
• لا ينبغي أن تنضم أوكرانيا إلى الناتو ، وهو الموقف الذي اتخذثه قبل سبع سنوات ، عندما تم طرحه آخر مرة .
• يجب أن تكون أوكرانيا خرة في إنشاء أي حكومة تتوافق مع الإرادة المعلنة لشعبها . سيختار القادة الأوكرانيون الحكماء سياسة المصالحة بين مختلف أجزاء بلدهم . على الصعيد الدولي ، يجب عليهم اتباع وضع مماثل لوضع فنلندا .
لا تترك تلك الأمة أدنى شك في استقلالها الشرس وتتعاون مع الغرب في معظم المجالات ، لكنها تتجنب بحرص العداء المؤسسي تجاه روسيا . يتعارض ضم روسيا لشبه جزيرة القرم مع قواعد النظام العالمي الحالي . لكن ينبغي أن يكون من الممكن وضع علاقة شبيهة بجزيرة القرم مع أوكرانيا على أساس أقل تشدداً .
ولهذه الغاية ، ستعترف روسيا بسيادة أوكرانيا على شبه جزيرة القرم . يتعين على أوكرانيا تعزيز الحكم الذاتي لشبه جزيرة القرم في الانتخابات التي تجري بحضور مراقبين دوليين . ستشمل العملية إزالة أي غموض حول وضع أسطول البحر الأسود في “ سيفاستوبول ” .
هذه مبادئو ليست وصفات ، وسيعرف الأشخاص المطلعون على المنطقة أنها لن تكون كلها مقبولة لجميع الأطراف . فالاختبار ليس الرضا المطلق بل عدم الرضا المتوازن . إذا لم يتم التوصل إلى حل قائم على هذه العناصر أو العناصر المماثلة ، فسوف يتسارع الانجراف نحو المواجهة . وسيأتي وقت ذلك قريباً بما فيه الكفاية # هنري كيسنجر وزير خارجية امريكا الاسبق