خطف قرار زارة الخارجية الأردنية الأضواء تماما في منصات التواصل الاجتماعي في الأردن، عقب الإعلان عن السماح باستضافة عائلات أوكرانية دون قيود تأشيرات في المملكة الأردنية الهاشمية، لتشهد منصات التواصل حراك متفاعل بعنوان “اللجوء الأوكراني” أو الترحيب مع الحماس الرسمي الغريب رغم الجغرافيا الفاصلة بالمكون الأوكراني الجديد.
وأثارت عروستان من أوكرانيا ضجة واسعة النطاق في الشارع الأردني خلال الساعات الماضية، بالتوازي مع القرار النادر الذي اتخذته السلطات المحلية بعنوان استقبال المزيد من اللاجئين الأوكرانيين بصفة الإقامة المؤقتة.
وقالت مصادر أن وزارة الخارجية الأردنية أرسلت للسفارات في الخارج وتحديدا في أوروبا الشرقية ما يفيد بتسهيل الإجراءات والوثائق وبصفة فورية لأي عائلة أوكرانية ترغب بالإقامة في الأردن ودون حتى الرجوع للموافقات الأمنية وللقيود المدنية والأمنية المعتادة.
وتتضمن التوجيهات والتعليمات إصدار تأشيرات سفر مباشرة وسريعة وحسب الأصول، والنظر بطلبات زيارة الأردن من لاجئين أوكرانيين بسرعة، ومراسلة عمان عند حصول عائق.
الاتجاهات الدبلوماسية هنا كانت سريعة، والإشارة السياسية مقصود بها على الأرجح إظهار فعالية التجاوب الإنساني الأردني، خصوصا وأن الأمر يتعلق أيضا بعشرات الطلاب الأردنيين الفارين من المعركة العسكرية في أوكرانيا أو الذين علقوا في جغرافيا الصراع من مصاهري العائلات الأوكرانية المحلية.
في مسألة المصاهرة تحديدا، تريد الخارجية الأردنية التفاعل إيجابيا مع دول الاتحاد الأوروبي والمفوضية السامية وحتى ضغوط الإدارة الأمريكية ضمن خطتها لبقاء الأردن في المستوى السياسي الإنساني والدبلوماسي على الأقل، لأن دوره في الأزمة قليل أو حتى نادر، رغم أن المملكة صوتت لصالح الاتجاه الأمريكي في الجمعية العامة في الأمم المتحدة، خلافا لما فعلته صديقتها دولة الإمارات.
وبخصوص الطلاب الأردنيين الذين لديهم زوجات أوكرانيات وعائلات، فقد صدرت توجيهات عليا بتسهيل قدومهم للبلاد في حال تمكنهم من الفرار إلى دول الجوار الأوكراني. لكن عبر منصات التواصل الأردنية، تظهر كل مفارقات وأسئلة اللجوء مع العنصر المثير الجديد.
ويتضمن قرار الخارجية الأردنية السماح لمن يقيم من الأوكرانيين في الأردن بإحضار أفراد عائلتهم بدون قيود او تأشيرات ولأسباب إنسانية؛ لكن عزمي جعافرة اعتبر القرار بائس دبلوماسيا ويهدف للتجاوب مع ضغوط إسرائيلية وأمريكية فقط.
وكانت منصات حكومية قد أظهرت الجانب الإنساني في التجاوب الأردني الدبلوماسي عندما عقد قران أحد الشباب على زميلته الأوكرانية في مقر السفارة الأردنية في رومانيا وحظيت بإقامة فورية.
والأهم في حصة الضوء هنا، هو عقد قران سريع داخل مقر السفارة الأردنية في بوخارست بين شاب أردني وخطيبته الأوكرانية، واتخاذ كل ما يلزم وبسرعة لتأمين حضور العريسين معا إلى عمان، حيث لعبت السفارة دور “المأذون الشرعي”.
“يا هلا بالخميس” أغنية مألوفة جدا على منصات التواصل انتعشت بقوة أثناء البث المباشر لاستقبال عائلة أردنية لابنها الطبيب الذي تمكن من الفرار وأحضر معه زوجته الأوكرانية الشقراء الشابة وسط أهازيج الأهل.
وفي الأثناء، شهدت متصات التواصل الاجتماعي اهتمام كبير بذلك العناق الحيوي والحار بين سيدة أردنية استقبلت ابنها في المطار وهي تحتضن عروسته الأوكرانية. فالحماة في هذه الحالة احتضنت “كنّتها” أمام العدسات بحرارة والعائلة برمتها رحبت بالعروس الجديدة والانطباع على الأرجح متواصل بأن المزيد من زوجات الأبناء بزوجات أوكرانيات في الطريق بسبب الظرف الموضوعي إلى حضن عوائل النسب والمصاهرة الأردنية في عمان.
وأثار قرار استقبال المزيد من اللاجئين الأوكرانيين ضجة واسعة في الشارع الأردني مسلطا الضوء على قرار سابق أعلن فيه وزير الخارجية أيمن صفدي بأن بلاده لن تقبل استقبال المزيد من اللاجئين السوريين بعد الآن.
“فعلها ابو الصفدي”.. تلك كانت عبار التعليق من زياد محسين وهو يرحب ساخرا بطبيعة الحال بموجة اللجوء الاوكرانية الجديدة لان الحمى الاردني مضياف ولان مساحة كبيرة في المملكة غير مأهولة بعد.
أما مصطفى الفهمي فقد حذر من المنافسة القوية للأوكرانيات إذا ما حضرن لجبال عمان بكثافة.
وقالت مها دواس بأن إشارات متعفنة تظهر عند بعض المعلقين وهم يتعاملون بسخرية مع ما يجري في أوكرانيا.
وحاول الناشط الالكتروني حمدي غنام تذكير الحكومة الأردنية بالقيود التي فرضت على استقبال مواطنين فلسطينيين تاهت بهم الاقدار من العراق أو حملت وثائق سورية من الفلسطينيين مقابل حرارة الترحيب بنتائج الحرب في أوكرانيا.