بلغت موجة الغضب الشعبي المتنامية في العاصمة صنعاء ومحافظات ومناطق سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية، ذروتها، السبت، لتشهد احتجاجات واسعة اصدرت بيانا ناريا شديد اللهجة لخص المطالب الشعبية العاجلة في اطلاق سراح سفن المشتقات النفطية المحتجزة من التحالف والسماح بدخولها ميناء عدن قبل وقوع ما سمته “كارثة انسانية كبرى”. وسقوط وفيات بالآلاف بين المدنيين جراء توقف عمل القطاع الطبي والقطاع الخدمي وقطاع النقل والمواصلات.
وخرج المئات من الاطباء والكادر الصحي في مستشفيات العاصمة صنعاء، بمسيرة احتجاجات غاضبة انتهت امام مكتب الامم المتحدة شمالي العاصمة صنعاء، نددت بما سمته “الصمت الدولي والاممي تجاه ازمة الوقود الخانقة لقرابة 25 مليون يمني ويمنية من المدنيين باتوا مهددين بالموت جراء توقف عمل المستشفيات ومؤسسات المياه والكهرباء والنظافة وحركة وسائل النقل والمواصلات”.
وفقا لبيان صادر عن كوادر ومنتسبي وزارة الصحة في وقفتهم الاحتجاجية التي نفذوها مع موظفي وكوادر شركة النفط اليمنية بصنعاء، فإن “استمرار التحالف في احتجاز سفن المشتقات النفطية وإغلاق مطار صنعاء الدولي وفي الحرب وارتكاب الجرائم بحق المدنيين والمرافق والتجمعات المدنية، ينذر بتفاقم الازمة الانسانية إلى كارثة انسانية كبرى تحصد ارواح عشرات وربما مئات الآلاف”.
ولفت البيان إلى أن “التحالف بحربه المتواصلة للسنة السابعة على التوالي وحصاره المستمر، تسبب في آثار كارثية على مختلف المستويات في اليمن، وخلف اوضاعا انسانية صعبة طالت جميع اليمنيين دون استثناء، علاوة على تسبب التحالف في سقوط أكثر من 43 ألف و68 بين شهيد وجريح منهم 3100 شهيد و4352 جريح من الأطفال، و1823 شهيدة و3166 جريحة من النساء”.
موضحا أن “هذه الاعتداءات المستمرة والممارسات التعسفية من جانب التحالف ستؤدي إلى توقف المستشفيات العامة والخاصة والمرافق والمراكز التخصصية ومراكز الغسيل الكلوي ومصانع الأكسجين والمختبرات الطبية وبنوك الدم والعنايات المركزة والطوارئ التوليدية والوليدية وسيارات الإسعاف، وخروجها عن الخدمة خلال الساعات القادمة، ما يعرض عشرات الآلاف من المدنيين لخطر الموت المحقق”.
وأدان البيان ما وصفه “الصمت المعيب للأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية”. متهما الامم المتحدة وهيئات المجتمع الدولي ومنظماته بأنها “أتاحت المجال أمام التحالف للتمادي في انتهاكاته الجسيمة لحقوق الانسان والقانونين الدوليين الانساني والجنائي وارتكاب مزيد من الجرائم في اليمن وتشديد حصاره الجوي والبحري والبري على اليمنيين وتهديد المقومات الاساسية للعيش وبقائهم احياء”.
مجددا دعوة “أحرار العالم والشعوب الحرة والمنظمات الانسانية والحقوقية حول العالم إلى التضامن مع الشعب اليمني والضغط لإيقاف الحرب والعدوان ومجازره ورفع الحصار وفتح مطار صنعاء الدولي والموانئ والسماح بدخول سفن المشتقات النفطية وبصورة عاجلة لتلبية احتياج القطاع الصحي والقطاعات الحيوية المختلفة، قبل حدوث كارثة انسانية كبرى، تشمل الملايين من اليمنيين المدنيين الابرياء”.
ويعاني عشرات الملايين في العاصمة صنعاء ومحافظات ومناطق سيطرة الحوثيين من ازمة خانقة في الوقود والغاز المنزلي، وصل معها سعر اللتر البنزين في السوق السوداء إلى 1400 ريالا (28 الف ريال للصفيحة 20 لترا) واسطوانة الغاز إلى 20 ألف ريال. بعد رفض شركة النفط في عدن تعبئة قاطرات تابعة للقطاع الخاص، إثر سماح الحوثيين بدخولها مناطق سيطرتهم، حسب متحدث شركة النفط بصنعاء.
وكانت شركة النفط بصنعاء، أعلنت الاربعاء على لسان متحدثها عن انفراجة وشيكة في أزمة المشتقات النفطية، قائلا في تغريدة بموقع :توتير”: إنه “بعد سلسلة من الاجراءات سفينة البنزين الاسعافية “قيصر” تحصل على تصريح الدخول إلى ميناء الحديدة بعد تفتيشها من قبل لجنة UNVIM الأممية”. لكن وبعدما كان متحدث الشركة توقع “وصول السفينة ميناء الحديدة خلال 24 ساعة” عاد ليعلن احتجازها.
يشار إلى أن تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية يبرر احتجازه سفن المشتقات النفطية قبالة ميناء جازان (جيزان) ومنع دخولها ميناء الحديدة بمبرر “عدم اتفاق الحكومة والحوثيين على الية تحصيل الايرادات الضريبية والعائدات الجمركية لسفن المشتقات النفطية، وإيداعها بحساب مرتبات موظفي الدولة، بموجب اتفاق السويد”. وسط اتهامات متبادلة بين جانبي الاتفاق بالتنصل عن الالتزامات.