استغل الحوثيون رفع الحكومة سعر المشتقات النفطية في العام ٢٠١٤، فرفعوا شعار مكافحة الفساد وانقضوا تحت هذا الشعار على مفاصل الدولة بقوة السلاح ، فهل تستغل الشرعية وتحالف دعمها هذه الأوضاع وتخريجها من صنعاء بنفس الطريقة التي دخلت بها ، خاصة بعد أن تركت الشعب بلا مرتبات وبلا خدمات وبلا بترول وديزل وغاز وبلا كهرباء والتهمت كل مقدرات المجتمع اليمني وجعلت صنعاء غير صالحة للحياة ؟
الأجواء مهيأة والناس يتميزون من الغيض ، وكافة المؤشرات تسير في اتجاه لفظ هذه العصابة التي لم تترك خطيئة إلا وارتكبتها ولا فساد إلا ومارسته ، أغلقت أبواب الحياة وفتحت أبواب الموت وأوصلته إلى كل بيت ووسعت من المقابر واعتنت ببنائها وأوقفت بناء المدارس والمستشفيات ، وخلال الثمان السنوات خسرت هذه المليشيا نفسها وأخفقت في إدارة المجتمع باستثناء قبضتها الأمنية .
هل نتوقع إفاقة من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومعالجة الخطأ الذي وقع فيه حينما اعتمد على فريق من الفاسدين أعاقوا الشرعية اليمنية وأخفقوا في تمكين القوات المسلحة اليمنية من الوصول بقدراتها إلى المستوى الكفيل بردع الحوثيين وجعلوا الشرعية غير قادرة على ضمان أمنها واستقرارها في المناطق المحررة .
سأذكر محمد بن سلمان بعبارة ونستون تشرشل الشهيرة : "من النادر في التاريخ البشري أن حدث هذا الكم الهائل من التضحيات الغالية والنفيسة لتحقيق ذلك القدر الهزيل من النتائج " ، فخلال هذه الحرب لم يحقق التحالف نصرا عسكريا ولم ينجز أهدافا استراتيجية من حرب كلفت اليمن مئات الآلاف من القتلى والجرحى .
لقد تحرك الناس في صنعاء ، فهل تتحرك الشرعية والتحالف نحو صنعاء وصعدة والبيضاء والجوف والحديدة ، أم أنهم سيتركون هذه العصابة تمارس بطشها ، وإذا لم تتحرك الشرعية والتحالف ، فهل سيتحرك رأس المال الوطني لدعم الناس كي ينتفضوا على هذه العصابة التي أوصلت الشعب اليمني إلى مشارف المجاعة الحقيقية ؟