مدينة قوم لوط

علماء يعثرون على مدينة قوم لوط ويكشفون سرها الغامض

قبل 2 سنة | الأخبار | منوعات

بدأ علماء الآثار قبل سنوات عدة بعمليات الحفر في مدينة تل الحمام القديمة (مدينة قوم لوط) التي تقع شمال شرق البحر الميت، (40 كيلومتراً عن العاصمة الأردنية عمان) والتي تعود إلى العصر البرونزي.

وعثر العلماء على إثباتات، تفيد بأن المدينة دمرت تماما في عام 1650 قبل الميلاد، نتيجة انفجار نيزك جليدي هائل فوقها.

وبعد مرور سنوات، استطاع العلماء اكتشاف طبقة سوداء سمكها حوالي 15 مترا، من فحم الخشب والرماد وطوب منصهر وأوان خزفية، عمرها 3600 عام، حسب ما ذكره الباحثون.

 

ويشير الاكتشاف، حسب تقرير لموقع عمون الإخباري، إلى أنها تعرضت لعاصفة نارية دمرتها تماماً، كالانفجار الذي حصل عام 1908 في منطقة بودكامنا تونجوسكا في روسيا، حسب ما ذكرته مجلة Scientific Reports، نقلاً عن الباحثين.

واعتقد العلماء في البداية أن أسباب الكارثة ربما ثوران بركان، زلزال، حريق، أو حرب.

ولكن جميع هذه العوامل لا تسبب ارتفاع درجات حرارة تصهر المعادن والطوب والأواني الخزفية، وأظهرت التجارب المخبرية أن هذا يحصل فقط في درجة حرارة 1500 درجة مئوية وما فوق.

وشارك في الدراسة الحالية علماء من الولايات المتحدة وكندا وجمهورية التشيك بينهم علماء الآثار والجيولوجيا والجيوكيمياء والجيومورفولوجيا وعلماء المعادن وعلماء النباتات القديمة وعلماء الرواسب وخبراء تأثير الفضاء والأطباء.

إلى ذلك، اكتشفوا أن المدينة دمرها انفجار نيزك جليدي كبير سقط فوقها، بنفس الآلية التي حدثت في منطقة تونجسكايا بروسيا.

ووفقا لحسابات الخبراء، تكونت الكرة النارية فوق المدينة على ارتفاع حوالي أربعة كيلومترات فوق سطح الأرض.

حيث كانت قوة الانفجار أعلى بألف مرة من قوة انفجار القنبلة الذرية في هيروشيما.

الأمر الذي أدى فوراً إلى اشتعال النيران في المدينة بكاملها، تبعتها موجة ضاربة دمرت جميع المباني وقضت على كافة الكائنات الحية فيها.

وبعد حوالي دقيقة وصلت الموجة الضاربة وألسنة اللهب إلى مدينة أريحا التي تبعد مسافة 22 كيلومترا غرب تل الحمام، ما تسبب في انهيار أسوارها واحتراقها بالكامل.

ولاستعادة صورة هذه الأحداث تطلب الأمر 15 عاما من عمليات الحفر، ليضع العلماء على ضوء نتائجها نموذجا حاسوبياً للانفجار.

إذ يعتمد على مؤشرات اصطدامات الأجسام الفضائية والانفجارات النووية. وحصل الباحثون على أدلية مادية تؤكد حصول هذا الانفجار، من بينها دقائق معدنية تنتج فقط عند الاصطدامات والضغوط العالية جداً.

على سبيل المثال الكوارتز الصدمي ، دياماندويدس (حبيبات من مادة تشبه الماس) ، وكرات صغيرة من المواد المنصهرة تتكون من الحديد المتبخر والرمل.

كما يعتقد الباحثون أن كارثة تل الحمام، هي أساس الرواية التوراتية عن تدمير مدينتي سدوم وعمورة، التي وفقا لوصف التوراة، سقطت عليها من السماء الحجارة والنار، وبسبب الحرائق تصاعد دخان كثيف ومات سكان المدينتين جميعاً.

ويرجع تاريخها للفترة بين 3500- 1540 قبل الميلاد ؛ مشيرة الى ان المدينة تم هجرها فجأة؛ وفق الابحاث المبدئية .

كما تشير أغلب الدلائل الى أن مدينة سدوم، وجزء من مدينة عمورة المذكورتين في سفر التكوين بالعهد القديم كانتا مملكتين واقعتين على نهر الأردن نحو الشمال من البحر الميت حاليا وأنها كانت فخمة وخضرة وماؤها عذب وفقاً للباحثين.