ليس مستغربا التصعيد الحوثي الأخير الذي جاء ردا على دعوة مجلس التعاون لدول الخليج العربي، بشأن اجراء مشاورات شاملة تضم كافة القوى واطراف الصراع اليمني، المقررث نهاية الشهر الجاري
ليس تعبيرا عن رفض هذه الجماعة المصنفة دوليا واقليميا بأنها جماعة إرهابية للمشاورات، انما كهدف تكتيكي للضغط من أجل الموافقة على شروطها، وهو اسلوب معتاد دأبت على ممارسته ايران الداعم الرئيسي للجماعة الحوثية
في مختلف مراحل مفاوضاتها مع القوى الاقليمية والدولية، ومن ذلك المفاوضات بشأن الملف النووي والصاروخي.
ان الجماعة الحوثية تعمدت في كثير من المناسبات، تعطيل أي جهد الهدف منه انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن
، اذ تلجأ في كل مرة الى وضع الشروط التعجيزية، ومن ثم التصعيد في أكثر من جبهة، بهدف ابتزاز الاطراف الدولية والاقليمية والوطنية للقبول بشروطها، دون أي اعتبار لمعاناة الشعب والوطن من استمرار الحرب، ولا تهتم الا لتحقيق مصالح ايران، التي تسعى إلى خلق الفوضى في المنطقة.
مشاورات الرياض 2 تبقى مرهونة بمشاركة جماعة الحوثيين فيها، لأن الجماعة تمثل طرف أساسي في الصراع القائم، الا ان ذلك لا يجب أن يكون مجالا لتحقق فيه الجماعة ماتظنه مكاسب، فأي مكسب لا يصب في مصلحة ايقاف الحرب وانقاذ الوطن والشعب
من هذه الحرب، التي دمرت كل انجازات اليمن لن تكون الا في صالح الأعداء، الذين لا يهتمون لحاضر ومستقبل اليمن، فكل ماتهتم له ايران هو تحقيق أهدافها في توسيع دائرة الفوضى، وتمديد نفوذها في المنطقة العربية.
نأمل أن تنجح سلطنة عمان في اقناع قيادة جماعة الحوثيين، بالالتحاق بمشاورات الرياض، التي دعت اليها الأمانة العامة لمجلس تعاون دول الخليج العربي، باعتبارها فرصة جديدة لايقاف الحرب وانهاء معاناة اليمنيين، وأن احلال السلام يستحق أن تقدم الأطراف في سبيله التنازلات، كونها تنازلات للوطن ولا عيب في ذلك، بدلا من استمرار نزيف الدم اليمني والدمار، وأن ينخرط الجميع بعد ذلك في عملية اعادة البناء، ومن ثم الانطلاق لبناء اليمن الجديد، الذي سيعود كما كان دعامة وسندا لأمته.