وافق مجلس النواب الأميركي، الجمعة، على حزمة قيمتها 2.2 تريليون دولار - الأضخم في تاريخ الولايات المتحدة - لمساعدة الأفراد والشركات في مواجهة التباطؤ الاقتصادي الناتج عن تفشي فيروس كورونا، وسارع الرئيس دونالد ترمب إلى توقيعها كي تصبح قانونا ساريا.
كانت الحزمة نالت موافقة مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الجمهورية بالإجماع تقريبا يوم الأربعاء. ويسلط الدعم النادر من كلا الحزبين في الكونغرس للإجراء الضوء على مدى الجدية التي يتعامل بها المشرعون مع الجائحة العالمية في الوقت الذي يعاني فيه الأميركيون ويواجه فيه نظام الرعاية الصحية خطر الانهيار.
100 ألف جهاز تنفس خلال 100 يوم
وقال ترمب خلال مؤتمر صحفي عقب التوقيع إن شركة جنرال موتورز ستبدأ توقيع عقود إنتاج أجهزة التنفس، مشيرا إلى أن بلاده قامت ببناء شراكة مع القطاع الخاص لمواجهة هذا الوباء، وأنه يريد تسريع عجلة تصنيع أجهزة التنفس لمواجهة فيروس كورونا.
وأعرب ترمب عن أمله في الحصول على آلاف أجهزة التنفس خلال المئة يوم المقبلة، لافتا إلى أنه سيتم تصنيع مئة ألف جهاز تنفس خلال هذه الفترة.
وكان ترمب قد أعلن الجمعة، على تويتر، شراء عدد من أجهزة التنفس الصناعي من شركات سيعلن عنها لاحقا.
وطالب ترمب، جنرال موتورز وفورد بتصنيع أجهزة التنفس ملوحا بقانون الطوارئ المعلن.
وفي وقت سابق، أعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن الرئيس الأميركي ترمب والرئيس الصيني شي جينبينغ، اتفقا هاتفياً على هزيمة فيروس كورونا المستجد.
ومن جانبه، أكد الرئيس الصيني جينبينغ، الجمعة، في اتصال مع نظيره الأميركي ترمب أنه على بكين وواشنطن "الاتحاد لمكافحة فيروس" كورونا، بحسب ما نقل عنه التلفزيون الرسمي.
الرئيس الصيني أعرب عن استعداده للعمل بشأن فيروس كورونا مع جميع الأطراف بما فيها واشنطن، مؤكداً أن التعاون مع الولايات المتحدة بشأن كورونا هو الخيار الصحيح الوحيد.
وشدد على أن العلاقات مع الولايات المتحدة تمر بمنعطف مهم.
من جانبه، قال الرئيس ترمب إنه تحدث مع نظيره الصيني وناقشا "بتفصيل كبير" وباء فيروس كورونا الذي أودى حتى الآن بحياة أكثر من 24 ألف شخص على مستوى العالم.
وذكر ترمب على تويتر: "لقد مرت الصين بالكثير وأصبحت على دراية كبيرة بالفيروس.. نحن نعمل معا بشكل وثيق".
ويشكل هذا الإعلان بادرة تهدئة بعد أيام من تبادل الاتهامات بين واشنطن وبكين حول المسألة. وأكد شي أيضاً وفق قناة "سي سي تي في" العامة أن "الصين مستعدة لمواصلة تبادل المعلومات والخبرات مع الولايات المتحدة بدون تحفظ".
وكان ترمب أعلن، الاثنين الماضي، أنه "مستاء قليلاً" من موقف الصين حيال انتشار فيروس كورونا المستجد، متّهماً بكين مجددا بعدم مشاركة معلومات مهمة حول الوباء.
وشدّد ترمب على أن السلطات الصينية "كان ينبغي أن تُعلمنا"، مُكرّراً عبارة "الفيروس الصيني" التي تزعج النظام الصيني بشدّة.
وعلى الرغم من أنّه بدا وكأنّه يُحمّل السلطات الصينيّة بعض المسؤوليّة عن انتشار الفيروس الذي اكتُشف للمرّة الأولى في ديسمبر في مدينة ووهان الصينيّة، فإن ترمب أكّد أن علاقته جيّدة للغاية مع نظيره الصيني شي جينبينغ.
وأعلنت الصين، الجمعة، تسجيل 55 إصابة بوباء كوفيد-19 بينها 54 "مستوردة" من الخارج، في وقت تستعد فيه البلاد إلى إغلاق حدودها مؤقتاً وخفض عدد رحلاتها الدولية بشكل كبير. وسجلت الصين 67 حالة جديدة في اليوم السابق.
يأتي ذلك فيما أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" New York Times، الجمعة، أن الولايات المتحدة تملك الآن أعلى عدد من الإصابات المؤكّدة بفيروس كورونا المستجدّ في العالم، وفق إحصاء خاص يستند إلى بيانات جمعتها الصحيفة.
وسجّلت الولايات المتحدة التي يبلغ عدد سكانها 300 مليون نسمة ،81,321 إصابة، متجاوزةً بهذه النتيجة عدد الإصابات في الصين وإيطاليا.