الرئيس السابق علي عبدالله صالح عفاش، جوقة اعلامه وناشطي تلميعه، الذين سبق أن قال لهم قبل وفاته بأشهر “لا تصفقوا لي فقد صفقتهم وطبلتم كثيرا طوال 33 عاما”، عبر وثيقة كتبها بخط يده، تتضمن معلومات تؤكد منهجية الكذب لإعلام المؤتمر الشعبي جناح عفاش، وفي مقدمتها قناته التي تبث من العاصمة المصرية.
وفي حين عمدت وسائل اعلام المؤتمر الشعبي، جناح الرئيس السابق علي عفاش، إلى الاحتفاء بما سمته “اليوم الخالد” في اشارة إلى ما تزعم أنه يوافق ذكرى مولد علي صالح عفاش، الذي اعتمدت تاريخه 21 مارس من كل عام، كشفت وثيقة رسمية، جرى تسريبها وتداولها على منصات التواصل، أنه لم يولد في هذا التاريخ.
جاء ذلك في استمارة طلب الترشح لأول جولات الانتخابات الرئاسية في البلاد عام 1999م، والتي ترشح فيها علي صالح عفاش، عن المؤتمر الشعبي العام وحزب التجمع اليمني للإصلاح، ولم ينافسه فيها سوى مرشح واحد من قيادات المؤتمر، هو الراحل نجيب قحطان الشعبي، نجل أول رؤساء النظام الجمهوري في جنوبي البلاد.
وعمد اعلام عفاش وانصاره في السنوات الأخيرة من حكمه إلى ابتكار تاريخ لميلاد الرجل، والإحتفاء به في حياته بتاريخ 21 مارس، المناسبة العالمية لعيد الأم، في مسعى لتصويره ابا لجميع اليمنيين وله حنان الام على اليمنيين في آخر سنوات حكمه، محاكاة لبعض الرؤساء العرب.
ومازال اعلام عفاش، يعزف على هذا الوتر حتى اليوم. لكن الوثيقة الرسمية التي جرى تسريبها وتداولها بالتزامن مع احتفاء اعلام عفاش بذكرى تاريخ مولده المزيف، تظهر أن عفاش كان قد اختار لنفسه أن يكون تاريخ ميلاده في 15 يوليو 1942، ورغم الشك بمعرفة صالح نفسه بتاريخ ميلاده حيث نشأ لعائلة فلاحية في مجتمع يكاد يكون أميا بالكامل مطلع العقد الرابع من القرن الماضي.
وبالإضافة إلى تاريخ الميلاد، تكشف الوثيقة المكتوبة بخط يد عفاش والتي يعود تاريخها كما يرد فيها إلى 29 ربيع الأول 1420 هجرية وهو اليوم الذي يوافق 13 يوليو 1999م، ونشرت مؤخرا على بعض الحسابات على “تويتر” و”فيس بوك”، تفاصيل ظلت في حكم الاسرار غير المعروفة عن خصوصيات حياته بما فيها اسم والدته وإحدى زوجاته.
حسب وثيقة تقدم عفاش إلى مجلس النواب، بطلب الترشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات الرئاسية الاولى التي خاضها في سبتمبر 1999م مرشحا باسم المؤتمر الشعبي وتجمع الاصلاح، ونافسه فيها نجيب قحطان الشعبي (حاز 141481 من الأصوات) فإن اسم والدة علي عفاش، رفاهية أحمد صلاح مقصع، وإسم إحدى زوجاته، أمة السلام عبدالله الحجري.
ورغم الفترة الطويلة التي قضاها علي صالح عفاش، على رأس حكم البلاد وهي الأطول بين حكام اليمن خلال قرن (1978-2012م)، فقد ظلت الحياة العائلية للرجل بعيدا عن الأعين والاهتمام الشعبي باستثناء الحادثة الغامضة التي أدت إلى وفاة زوجته الأولى (أم نجله الاكبر: أحمد) في طريق “صنعاء-الحديدة” أوائل الثمانينيات من القرن الماضي.
كما تتضمن الوثيقة في خانة المؤهل العلمي، تدوين علي عفاش، في تحديد مستواه التعليمي، حصوله على درجة الماجستير في العلوم العسكرية. على الرغم من ان الثابت أن عفاش لم يلتحق بأي تعليم رسمي، عدا دورات عسكرية في بداية التحاقه بالجيش.
حسب ما يصرح هو بذلك في غير لقاء، بأنه “صحيح أني لم اتلق تعليما لكن الحياة مدرسة وعلمتني الكثير”. وتفصح الوثيقة، عن اعتماد جوقة اعلام صالح وسياسيي وناشطي تلميعه، منهجية الكذب والزيف، حتى في الامور التي سبق أن حسمها “الزعيم” كما يصرون على تلقيب علي صالح عفاش، الذي لقي مصرعه في ثاني ايام انتفاضته على الحوثيين، شركائه في الانقلاب على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني، بموجهات معهم في الرابع من ديسمبر 2017م.
يشار إلى أن علي صالح عفاش، اشتهر باجادة المراوغة والمناورة، والكذب “المُقنع” واللعب على جميع الحبال، والغدر بحلفائه، وضرب خصومه بعضها ببعض، حتى اطلق عليه سياسيون لقب “الراقص على رؤوس الثعابين”.
لكنه في اخر رقصاته ومحاولته ضرب جماعة الحوثي بتجمع الاصلاح، للعودة إلى الحكم عبر نجله احمد علي، تعرض للدغة مميتة، اردته قتيلا.