مدير مكتب الجزيرة السابق، ومراسل بي بي سي عربي، أنور العنسي، عن كواليس أسر القائد العسكري، ثابت جواس، الذي اغتيل يوم أمس في عملية إرهابية في عدن.
وقال الصحفي العنسي، في نشره المشهد اليمني، إنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من مكتب الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، بضرورة مقابلة جواس الذي وقع أسيراً واقتيد إلى صنعاء بعد وقت قصيرٍ من اندلاع حرب العام 1994، التي انتهت بهزيمة الانفصاليين، حيث كان جواس أحد قادة المعسكر الاشتراكي الساعي للانفصال.
وأضاف العنسي، أن اللقاء الذي طلبه صالح، مع جواس كان يهدف لـ ‘‘إهانته وإضعاف معنويات مقاتلي الحزب الاشتراكي (الجنوبي) الذي يسعى لانفصال الشمال عن جنوبه!’’، بحسب تعبيره.
وتابع الكاتب: قلت لهذا المسؤول "إن الرئيس يعرف موقفي من الحرب منذ أن عدنا من الأردن عقب التوقيع على وثيقة العهد والاتفاق الفاشلة ، لكنني سأذهب للقاء جواس حتى أفهم كيف اشتعلت الحرب من معسكر (با صهيب) الذي كان يقوده في مدينتي ذمار".. مشيرًا إلى رد المسؤول في مكتب صالح، الذي أخبره بأن "هذه هي التعليمات التي لدي ، وعليك أن تعرف أن مخالفتها ونحن في حالة تعبئة وطنية لن تخدمك"! واستطرد الصحفي قائلًا: عندما وصلت إلى منزل مخصص لاعتقال جواس نزل إليَّ حليق الوجه ، مرتدياً ثيابه التقليدية قميصاً ومعوزاً ، ومشذباً لشاربيه .. لابد أن حضوري أثار ريبته بسبب شهرتي كمذيع ، لكنني حاولت تهدئة روعه بقدر ما استطعت.. قلت له بدايةً "اعتبرني صديقاً لك ، وقل لي بالتفصيل الممل ماذا حدث ، وأعدك أنني لن أسيئ استخدام حديثك".
وقال العنسي: أفادني (جواس) بتفاصيل كثيرة أبرزها ‘‘أن قراره بالانسحاب من ذمار كان للاحتفاظ بالأرواح بعدما اكتشف حجم القصف المزدوج على جنوده من مواقع عدة من ضواحي المدينة التي جرى تجهيزها من قبل الحرس الجمهوري وقوات مختلفة أخرى’’.
وأشار الكاتب إلى ‘‘أنه (جواس) عندما قرر مغادرة ذمار كان آخر المغادرين كما قال ، لكن قبيلةً في ضواحي ذمار أصرت على استضافته ريثما تتواصل مع السلطات في صنعاء لإرسال قوة خاصة لاعتقاله’’.
وأضاف: ثالث أمر ، وهو الأهم ، أنه عندما وصل إلى صنعاء وتمت مواجهته بالرئيس صالح ، قال له الأخير "أنت في وجهي ، ولا تقلق"! وأكد نور العنسي قائلًا: أتذكر حينها أن دمعةً كبيرةً فرَّت من عين جواس ، وأنا بطبعي لا أتحمل ضعف الأسود عندما تكون جريحة .. قمت على الفور ، ووضعت قبلةً على جبينه ، ففرت دمعة أخرى من عينه في حالة ضعف إنساني غريبة.
واختتم الكاتب شهادته بالقول: ‘‘خرجت من هذه المقابلة غاضباً ، وإتصلت بالرئيس صالح الذي عاد إلي بعد ساعات وقال لي "من قال لك إنني طلبت منك إهانته؟"! .. مضيفًا: ‘‘لم أجد جواباً ، شعرت أن الرئيس إما أنه يكذب ، أو أنه تعوّّد على أكل الثوم بأفواه الآخرين’’.
المقالة كاملة والمزيد من التفاصيل من واستشهد اللواء الركن ثابت جواس، يوم أمس الأربعاء 23 مارس 2022 إثر عملية إرهابية استهدفت سيارته شمال مدينة عدن، وتنسب إلى القائد العسكري عملية قتل مؤسس المليشيات الحوثية وزعيمها السابق حسين الحوثي، خلال حرب صعدة في 2004.