الرئيس الروسي بوتين

قرار روسي عاجل ومفاجئ بشأن أوكرانيا.. تراجع علني عن الحرب

قبل 2 سنة | الأخبار | الاخبار العربية والعالمية

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء أن روسيا قررت خفض عملياتها القتالية على محوري كييف وتشيرنيغوف بشمال أوكرانيا، وذلك لتهيئة ظروف مواتية لمواصلة المفاوضات السلمية.

وقال نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين، في تصريح للصحفيين في ختام جولة اليوم من المفاوضات الروسية الأوكرانية في اسطنبول: “نظرا إلى أن المفاوضات حول إعداد اتفاق بشأن الوضع الحيادي وغير النووي لأوكرانيا، وكذلك بشأن توفير ضمانات أمنية لأوكرانيا، تنتقل إلى المجال العملي، وأخذا في الاعتبار المبادئ التي نوقشت خلال اجتماع اليوم، قررت وزارة الدفاع الروسية.. تقليص بشكل جذري أي تخيف، العمليات العسكرية على محوري كييف وتشيرنيغوف”.

وأوضح فومين أن هذا القرار يهدف إلى “تعزيز الثقة المتبادلة وتهيئة الظروف اللازمة لمواصلة المفاوضات وتحقيق الهدف النهائي المتمثل في الاتفاق على توقيع الاتفاقية المذكورة”.

بدورها، قالت السفارة الأوكرانية في تركيا، اليوم الثلاثاء، إن اجتماعاً بين المفاوضين الأوكرانيين والروس في إسطنبول انتهى.

واستمرت المحادثات نحو أربع ساعات مع فترات راحة من حين لآخر.

وقال وفد التفاوض الأوكراني “سنوافق على وضع الحياد بشرط وجود ضمانات أمنية”، مشيرا إلى أن إسرائيل وتركيا وبولندا وكندا قد تكون من الدول الضامنة.

وأكد رئيس وفد التفاوض الأوكراني أن المحادثات مع الجانب الروسي ستتواصل خلال الفترة المقبلة.

بدوره، دعا وفد التفاوض الروسي كييف إلى معاقبة من ارتكب جرائم تعذيب بحق الأسرى الروس، مشيرا الى أن “محادثات اليوم مع أوكرانيا كانت بناءة”.

وكانت المفاوضات بين الوفدين انطلقت صباح اليوم الثلاثاء لبحث سبل التوصل إلى توافق سياسي، على أمل أن تتوصل المشاورات للتوافق المطلوب لوضع حد للحرب الدائرة بالأراضي الأوكرانية منذ 24 فبراير الماضي، فيما أفادت أنباء أوكرانية بأنه “لم تحدث مصافحة” بين الوفدين.

وتوجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الوفدين الروسي والأوكراني في اسطنبول بالقول إن “للطرفين مخاوف مشروعة”، داعيا الجانبين إلى “وضع حد لهذه المأساة”.

وشدد أردوغان على أن “توسع الصراع ليس في مصلحة أحد”، مشيراً إلى أن إن إحراز تقدم في الاجتماع سيمهد الطريق لعقد اجتماع بين زعيمي البلدين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وتعقد المحادثات بين الوفدين في قصر دولما بخشة في إسطنبول حيث توجد مكاتب للرئاسة التركية. وذكرت وكالة “رويترز” أن رجل الأعمال الروسي رومان إبراموفيتش يحضر المفاوضات مع أوكرانيا في إسطنبول.

وهذه المرة الأولى التي يلتقي فيها وفدا البلدين اللذين وصلا في اليوم السابق إلى تركيا، بعد جولات عدة من المحادثات عبر الفيديو.

وذكر التلفزيون الأوكراني أن المحادثات مع روسيا بدأت دون أن يتصافح أعضاء الوفدين. وقال مراسل أوكراني: “كان هناك ترحيب بارد ولم تكن هناك مصافحة”، دون أن يوضح ما إذا كان قد شهد اجتماع الوفود أو أن المسؤولين أبلغوه بذلك.

وقال ميخائيلو بودولياك المستشار السياسي للرئيس فولوديمير زيلينسكي على “تويتر” إن الوفود ستبحث “البنود الأساسية لعملية التفاوض. تعمل الوفود بشكل متواز على مناقشة مجموعة كاملة من القضايا الخلافية”.

وسبق أن استضافت تركيا في العاشر من مارس في أنطاليا (جنوب تركيا) أول لقاء عُقد بين وزيرَي الخارجية الروسي والأوكراني منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير.

واليوم الثلاثاء، تدخل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الـ34، فيما يواصل الجيش الروسي استهداف المواقع والتجمعات العسكرية الأوكرانية.

وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أعلن، أمس الاثنين، أن أكثر ما تطمح إليه بلاده في محادثات تجريها مع روسيا في تركيا هذا الأسبوع هو الاتفاق على وقف لإطلاق النار.

وقال في تصريحات للتلفزيون لدى سؤاله عن النطاق المتوقع لأحدث جولة من مفاوضات السلام والتي من المزمع أن تبدأ اليوم: “الحد الأدنى سيكون المسألة الإنسانية، أما الحد الأقصى فهو التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار”.

وكان المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، أبدى في وقت سابق اليوم، تشاؤما إلى حد بعيد من احتمال أن تتوصل الجولة الجديدة من المفاوضات التي يرتقب أن تعقد غداً في تركيا أي اختراقات.

وقال للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف اليوم “لا نستطيع التحدث عن تقدم في المحادثات، على الرغم من أن عقدها وجها لوجه مهم جدا بالطبع”.

كما أشار إلى أن فكرة عقد اجتماع محتمل بين بوتين وزيلينسكي مستبعدة في الوقت الحالي.

وكانت جلسات طويلة امتدت لأكثر من أسبوعين عقدت سابقا بين الجانبين عبر الفيديو، سبقتها جلسة مباشرة على الحدود البيلاروسية، وأخرى على حدود بولندا.

إلا أن أيا من تلك الجلسات التي انطلقت بعد 4 أيام على العملية العسكرية الروسية (28 فبراير) والتي وصفت بالصعبة والمعقدة، لم تتوصل حتى الآن إلى تسوية تنهي النزاع الذي دخل شهره الثاني.

ففيما تتمسك موسكو بـ”حياد” الجارة الغربية، ونزع سلاحها النووي أو الذي يشكل تهديدا لها، فضلا عن عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، تواصل كييف المطالبة بسيادتها على أراضيها، وبضمانات أمنية تحول دون وقوع نزاع أو هجوم روسي في المستقبل.