اعضاء الحكومة اليمنية

"وول استريت" السعودية نجحت في جمع شتات اليمنيين بأنشاء مجلس حرب لخوض معركة الحسم و الخلاص من الحوثيين

قبل 2 سنة | الأخبار | اخبار الوطن

قالت صحيفة الوول ستريت جورنال الأمريكية إن  المملكة العربية السعودية نجحت في جمع شتات اليمنيين بعد سبع سنوات من التشرذم والضياع بإنشاء مجلس حرب عسكري ستكون مهمته الأولى توحيد كافة التشكيلات العسكرية اليمنية واعادة ترتيب صفوفها تحت قيادة موحدة استعداد لخوض معركة الخلاص من المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن.  

وأرجعت صحيفة الجورنال الأسباب الرئيسية التي دفعت الرياض لتشكيل هذا المجلس إلى تنامي قوة الحوثيين العسكرية وامتلاكهم اسلحة استراتيجية ونوعية تهدد المملكة ومنشآتها النفطية حسب تأكيد الصحيفة.  

وبحسب الصحيفة فإن خبراء عسكريون أكدوا للأمير الشاب محمد بن سلمان استحالة إيقاف الهجمات الحوثية على الأراضي السعودية واستهداف منشأتها الاقتصادية والحيوية لا سيما المنشآت النفطية مستشهدين بالهجوم الحوثي الاخير على منشأت ارامكو في جده إلا بالقضاء على الجماعة الحوثية وتدمير ترسانتها العسكرية من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وهذا لن يتم الا بتوحيد صفوف اليمنيين تحت قيادة موحدة تمهيدا لخوض معركة الحسم والخلاص من المتمردين.

وعن دلالات هذه الخطوة؟ وهل هي بداية لوضع نهاية للحرب عبر التفاوض مع الحوثيين الذين رفضوا الاعتراف بالمجلس؟ أم لحسم المعركة معهم؟ وهل هو مجلس تفاوضي أم مجلس حرب؟ اكدت الصحيفة في مقال للمحل السياسي والعسكري الامريكي "روبرت مالي" أحد أبرز الخبراء الأمريكيين في شؤون الشرق الأوسط أن التحالف العربي بقيادة السعودية والامارات بصدد الاعداد والترتيب لخوض معركة فاصلة وحاسمه ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين يسيطرون على صنعاء، عاصمة اليمن، وشمال غرب البلاد" منذ سبتمبر 2014.

والمح مالي إلى أن المعركة القادمة مع المتمردين الحوثيين ستكون فاصلة و شاملة لكل الجوانب العسكرية والاقتصادية والامنية بمسميات جديدة وتكتيك عسكري مختلف في حال لم تستجيب الجماعة الحوثية لدعوات السلام واصرت على موقفها المتشدد والرافض لكل المبادرات الاممية والدولية والاقليمة التي تطرح عليها من اجل احلال السلام وانهاء الحرب في اليمن.

  ويقول كبير المحللين الامريكيين إن " تشكيلة المجلس " المكون من ثمانية اعضاء أربعة من شمال اليمن وأربعة من جنوبه سبعة منهم قادة عسكريين ولديهم خلفية عسكرية وأمنية كبيرة ويمتلكون خبرات طويلة في مقارعة المتمردين حيث سبق لتلك القيادات خوض قتال مباشر مع الجماعة ".. وهذا يعد مؤشر واضح على أن هذا المجلس سيتحول بلا محاله إلى مجلس حربي لقتال الحوثيين " مؤكدا في الوقت ذاته أن هذه المؤشرات ستجعل الحوثيون منفتحين أكثر على اي عملية سياسية قادمة كما ستدفعهم لتقديم مزيدا من التنازلات خاصة بعد ضعف موقفهم.

وسيضطلع المجلس بمهام "إدارة الدولة سياسيا وعسكريا وأمنيا طوال المرحلة الانتقالية"وسيكون لرئيس المجلس تولي القيادة العليا للقوات المسلحة وتمثيل اليمن في الداخل والخارج وإعلان حالة الطوارئ والتعبئة العامة وفقا للدستور والقانون ما لم يرَ مجلس القيادة الرئاسي بأغلبية الثلثين عدم الإعلان بحسب قرار منصور هادي.

يترأس المجلس الرئاسي وزير الداخلية الأسبق ومستشار الرئيس اليمني، رشاد العليمي. والعليمي قيادي بارز في حزب المؤتمر  اكثر الاحزاب شعبية في اليمن، وهو التنظيم الذي لا تستسيغه الجماعة الحوثية لادراكها بالخطر الكبير الذي يمثله الحزب على مشروعها .

ويضم المجلس الجديد رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" أكثر القوى الجنوبية نفوذاً والمنادي بالانفصال، عيدروس الزبيدي، المقرب من الإمارات العضو في التحالف العسكري بقيادة السعودية وقائد معركة تحرير عدن والمحافظات الجنوبية من المتمردين الحوثيين في العام 2018.  

كما يضم العميد طارق صالح نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح الذي اغتاله الحوثيون في 2017 اكثر قائد عسكري يخاشاه المتمردون  لاسيما وانه يعرفهم جيدا كما يعرف  نقاط ضعفهم وقوتهم حيث سبق له وان قاتل الى جانبهم لنسوات قبل ان يعلن انضمامه للتحالف غداة احداث انتفاضة ديسمبر الذي يعد هو مهندسها الاول إذ سيطر في اول ايامها على كامل العاصمة صنعاء بل كاد ان يقضي على تواجد الجماعة في صنعاء وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها بقدرات عسكرية متواضعة وإمكانيات محدودة لولا تعرضه للخيانة من قبل القبائل.   

ويضم أيضاً محافظ مأرب، سلطان العرادة المحافظة الشمالية التي يحاول المتمردون الحوثيون منذ أكثر من عام التقدم نحو مركزها إلا أن كل محاولاتهم باءت بالفشل بعد أن تعرضوا لاكبر عملية استنزاف بشري في واحدة من اطول واكثر المعارك دموية في تاريخ اليمن.  

وكذلك عبد الرحمن أبو زرعة الذي لم يسبق له وأن هزم في أي معركة خاضها ضد المتمردين انتصر عليهم في واحدة من اشرس المعارك واكثرها دموية على الاطلاق تكللت بتحرير الساحل الغربي لليمن من قبضة المتمردين كما نجحت قواته في اخراج مقاتلي الجماعة من كامل تراب محافظة شبوة خلال عشرة ايام فقط إلى جانب عثمان حسين مجلي، الذي قاد حروب صعده السته ضد جماعة الحوثي وفي عقر دارها وفرج سالمين البحسني قائد المنطقة العسكرية الأولى وهي قوة عسكرية جبارة لا يستهان بها  إذ لم يسبق لها وان انخرطت في اي معركة ضد الحوثيين خلال سنوات الحرب الماضية. 

وقال روبرت مالي إن اللعبة في اليمن تغيرت تماما وَالمرحلة القادمة هي مرحلة الدولة الحقيقية سيتوقف على نجاح المجلس الجديد في حشد الدعم على الأرض واستعداده لخوض المعركة الحاسمة من خلال تفعيل القواعد العسكرية وتفعيل الطيران الحربي للجيش اليمني وشراء طائرات حربية حديثة ومتطورة جديدة الى جانب طائرات بيرقدار التركية التي ستكون حاضرة بقوة في المعركة القادمة وكذلك إستدعاء الطيارين اليمنيين وصولا الى  الإعتماد الذاتي بكل شيء في الحرب بعيدا عن مشاركة التحالف مشيرا الى انه وفي حال تم ذلك سيؤدي إلى إجبار الحوثي على السلام أو ستكون معركة يمنية يمنية بامتياز .

ولفت كبير المحللين العسكريين الامريكيين إلى أن  الهدنة المعلنة ما زالت "هشة" ما يؤكد حتميه استئتاف العمليات القتاليه بين الجيش اليمني و المتمردين الحوثيين في القريب العاجل مؤكدا أن تطبيق بنود هذا الهدنة سيكون "معقداً للغاية" نظرا لمعطيات الميدان.  

وذكرت الصحيفة أن فاتورة الحرب الباهظة وفارق التمويل والامكانيات بين التحالف والمتمردين اضافة لعامل الوقت والتسليح وطيلة مدة الحرب وعوامل اخرى أثرت بشكل واضح على قدرات الحوثيين بالإضافة إلى نتائج المعارك العسكرية على الأرض ومخاوف الجماعة الحوثية من الوصول لطريق مسدود في المعارك الميدانية على غرار ما تعرضت له من خسائر وانتكاسات على اسوار مأرب الى جانب الخوف من انهيار مفاجئ لقواتها المدعومة من ايران  في حربها ضد القوات الحكومية بمارب وجبهات أخرى قد تربك المشهد العسكري وتغير معادلة الحرب على المستويين الداخلي والدولي لصالح الجيش اليمني.

وفشل هادي في فرض سلطته على اليمن الذي يمر بأزمات متعاقبة، منذ انتخابه عام 2012 وحتى تسليمه السلطة للمجلس الرئاسي. ولطالما اتّهمه