العاجل

الحرب على الابواب .. مواجهات هي الأعنف وإشتباكات شرسة بين الحوثيين والقوات الأمريكية في البحر الأحمر وسقوط عشرات القتلى من الجنود الأمريكيين

قبل 2 سنة | الأخبار | اخبار الوطن

الحرب تقرع… مواجهات هي الأعنف وإشتباكات شرسة بين الحوثيين والقوات الأمريكية في البحر الأحمر وسقوط عشرات القتلى من الجنود الأمريكيين كشفت مصادر عسكرية اليوم الإثنين، عن مواجهات وصفت بالأعنف بين قوات الحوثيين والتحالف بقيادة الولايات المتحدة، وتعد الأولى من نوعها، ما ينذر بمعركة بحرية مرتقبة في ضوء التحشيدات هناك.

وأفادت مصادر عسكرية بأن اشتباكات اندلعت، بين دوريات عسكرية تابعة لقوات الحوثي وأخرى موالية للتحالف بالقرب من سواحل الحديدة على البحر الأحمر.

أكدت إنسحاب زوارق التحالف بعد إشتعال النيران في بعضها وسقوط عدداً من كانوا على متنها، ولم تعرف بعد حجم الخسائر. وتأتي المواجهات مع بدء الولايات المتحدة تسير دوريات في هذه المنطقة الإستراتيجية القريبة من أهم مضيق عالمي في باب المندب.

وفي وقت سابق اليوم،دعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى تأمين وقف شامل للقتال في اليمن عقب زيارات المبعوث الأمريكي لليمن إلى دول الخليج والأردن لمباحثة تهدف إلى تمهيد الطريق لحل دائم للحرب بعد انتهاء الهدنة.

في المقابل أتهم الحوثيون الولايات المتحدة الأمريكية بالتصعيد في البحر الأحمر عقب إعلانها تشكيل تحالف عسكري جديد في البحر الأحمر، مؤكدين أنه يناقض حديث واشنطن عن دعمها للهدنة.

من ناحية أخرى، كشف المحلل والخبير العسكري الاستراتيجي اليمني د.علي الذهب عن المخاوف والمخاطر التي يمثلها اعلان الولايات المتحدة الأمريكية تشكيل قوة مهام دولية جديدة تحت مبرر حماية الملاحة في البحر الاحمر.

وأشار الذهب إلى أن هناك خطورة من وجود هذه القوة”لأنه سيكون لها تدخل كبير في منطقة وصفت بأنها بحيرة عربية مغلقة وهي البحر الأحمر”.

وعن أبرز تلك التدخلات يقول: “تفتيش السفن التجارية بشكل سافر كما يحدث في الخليج العربي، وهذا كله يرجع إلى غياب القوات العربية التي تحمي هذا البحر بشكل مستديم، ووجود فجوة أمنية لحماية المنطقة من التهديدات وتهريب الأسلحة التي تحدث.

وإلى جانب ذلك يرى “الذهب” أن حديث المسؤول الأمريكي عن أن القوة ستكون مرابطة بشكلٍ دائم “فيه خطر”، موضحاً بقوله: “هذا الخطر على مصر لأنها تتحسس لهذا الموضوع بحيث ترى أنها هي المسؤولة عن معظم مناطق البحر الأحمر، ووجود قاعدة برنيس المصرية أيضاً”.

ويعتقد أن مصر ستتعامل بذكاء في هذا الجانب، بـ”حيث لن تسمح لأي سفن بالاقتراب من مياهها الإقليمية”، حسب قوله.

ويؤكد أن الأمريكان “يحاولون دغدغة مشاعر السعوديين واليمنيين أنها لمواجهة الحوثي والأعمال الإجرامية، لكن يبدو أنها مرتبط بالأساس بالخسائر الفادحة التي خلفتها الحرب الروسية مع أوكرانيا على الدول الاوروبية لاسيما فيما يخص مجال الطاقة وحاجة اوروبا لمصدر بديل للغاز والنفط الروسي.

ويرى الخبير العسكري في معرض حديثه لموقع ” الخليج أونلاين” أن الهدف الحقيقي من تأسيس هذا الحلف هو نهب النفط والغاز اليمني في محافظات شبوة وحضرموت وعدن ومارب لتتمكن إدارة بايدين من مواصلة حربها الاقتصادية ضد روسيا مؤكدا ان اليمن هي الارض الخصبة والبلد المناسب لتعوض نقص امدادات الطاقة العالمية من خلال نهب ثرواتها بضوء اخضر من دول عربية كالامارات والسعودية.

وفيما يتعلق بالدول التي ستشارك، يقول إنها لن تكون أمريكية فقط، “بل ربما تشارك فيها قوات مصرية وسعودية وربما يمنية بعدد من الزوارق؛ لكون الانتشار سيكون في منطقة البحر الأحمر المقابلة لليمن (أعالي البحار) في المياه الدولية”.

وعن الهجمات الحوثية على السفن يقول إنها لن تتوقف، لأن هذا التحالف الجديد لايستطيع أن يمتلك كل الإمكانيات لوقفها، بسبب امتلاك الجماعات المسلحة وسائل عديدة كبيرة لتنفيذ هجماتها عبر قواتها المنتشرة في البر، والبحر وصولا لامتلاكها قدرات هجومية فعاله في المجال الجوي”.

ما بين التهديدات والمخاوف ولعل الخطوة الأمريكية قد جاءت رغم محاولات قوات التحالف وقف تلك الهجمات، غير أن ازدياد الهجمات الحوثية على دول التحالف واشتداد الازمة التي خلفتها الحرب الروسية على اوكرانيا دفع واشنطن لإعلانها، مع تزايد الصراع في مياه البحر الأحمر والخليج.

ولا تزال التهديدات البحرية مستمرة في مواجهة الأمن البحري الخليجي، والتي كان آخرها استهداف السفينة الإماراتية “روابي”، في يناير الماضي، واحتجازها، إضافة إلى إحباط التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن محاولات عدائية للهجوم على سفن تجارية سعودية.

وتتنافس قوى إقليمية ودولية على تأسيس نفوذ لها في البحر الأحمر لضمان مصالحها في منطقة تخلو من كيانات أو مؤسسات إقليمية تنظم العلاقات والتعاون بين البلدان المعنية. ولدى السعودية مصلحة إستراتيجية في الحفاظ على أمن البحر الأحمر وحمايته بما يمكنها من الوفاء بالتزامها أمام روسيا بعدم رفع انتاجاتها النفطية لتغطية العجز العالمي في سوق الطاقة ومحاولة تغطية ذلك بطريقة غير مباشرة من خلال نهب النفط والغاز اليمني.

بالتزامن مع ذلك أعلن قائد الاسطول الخامس الأمريكي الادميرال تشارلز براد كويبر تشكيل جديد لتحالف بحري يتكون من 34 دولة تحت مبررات حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر.

مشيرا الى ان القوات المشتركة ستعمل على تسيير دوريات دولية في البحر لحماية الملاحة الدولية ويتكون التحالف من القوات الامريكية والإسرائيلية والسعودية والاماراتية..  

ويأتي ذلك في ظل مساعي اسرائيلية امريكية للسيطرة على احد اهم طرق الملاحة الدولية من خلال احكام سيطرتها على مضيق باب المندب وذلك عبر بناء قواعد استخباراتية وعسكرية في جزيرة سقطرى وعدد من جزر الارخبيل بالتعاون مع الامارات.

ويقول معهد السلام الأمريكي إن واشنطن سعت وبقوة لتشكيل هذا التحالف تحت مبرر حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر إلا أن الهدف الحقيقي من وراء تاسيس هذا الحلف هو من اجل نهب النفط والغاز اليمني في محافظات شبوة وحضرموت وعدن ومارب لتتمكن إدارة بايدين من مواصلة حربها الاقتصادية ضد روسيا مؤكدا ان اليمن ستعوض نقص امدادات الطاقة العالمية وسيمثل مجلس القيادة غطاء قانوني لها لتسرق وتنهب خيرات اليمن.

وأشار المعهد في تقرير نشره على موقعه الرسمي إلى أن وخلال الاتصالات المكثفة التي جرت ما بين السفير الفرنسي في اليمن “جان ماري صفا” مع الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، أبلغت الشركات الأجنبية وعلى رأسها توتال برعاية من واشنطن، حكومة الـ “الشرعية” انهم ما زالوا ملتزمين بالأسعار المتفق عليها وهذا ما يعني انهم مستمرون بنهب النفط والغاز اليمني بمعدل سعر الطن 230$ بينما يقدر سعره عالمياً ما يقارب 2400$.

واكد المعهد أن اليمن خصوصاً وبلدان حوض البحر الأحمر عموماً أمام ثلاثة تحديات يتضخم تأثيرها في الممر الملاحي جنوب البحر الأحمر أبرزها أن القواعد العسكرية المتمركزة في محيط باب المندب والتي تعد بادرة لتطور الصراع التجاري بين روسيا والصين من جهة والولايات المتحدة الأمريكية من جهة اخرى لاسيما وأن واشنطن تسعى لامداد اوروبا بالنفط والغاز وتؤسس لبقاء دائم في المنطقة لحماية اساطيلها وحاملات النفط وتأمين إمدادات القارة الاوربية النفطية من البلدان العربية عوضا عن الغاز والنفط الروسي.

وجاء هذا الاعلان الامريكي بالتزامن مع اعلان الأمم المتحدة عن تقدمات في الهدنة المعلنة لحل الازمة اليمنية في الوقت الذي تشهد فيه المحافظات اليمنية الجنوبية والشمالية خاصة أزمة محروقات حادة نتج عنها توقف قصري للعديد من القطاعات الحيوية كالمستشفيات والإدارات العامة، نتيجة “استمرار احتجاز التحالف لسفن الوقود على الرغم من اعلان الهدنة الانسانية واستكمال كل الإجراءات القانونية” حسب بيان شركة النفط اليمنية التابعة لجماعة الحوثي في اليمن.