أفادت وسائل إعلام محسوبة على جماعة الحوثي إن وفداً عمانياً رفيعاً وصل إلى العاصمة صنعاء، يوم الجمعة، لمتابعة وضع الهدنة السارية منذ 3 أسابيع، وإجراء مشاورات لوقف القتال.
ونقلت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين عن مصادر -لم تسمها- أن الوفد جاء لمتابعة الهدنة ومناقشة جهود وقف الحرب مع رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط.
وقالت المصادر إن الوفد العماني سيلتقي “المشاط” وكبار مسؤولي الحوثيين؛ لبحث موضوع الهدنة والمضي في خطوات جديدة لتثبيت الهدنة والدخول في مفاوضات الحل السياسي.
ووصل الوفد العماني برفقة وفد المفاوضين الحوثيين الذي مكث طويلاً في مسقط لإجراء المفاوضات التي ترعاها السلطنة بين أطراف النزاع بهدف التوصل إلى حل سلمي للأزمة.
في حين أفادت مصادر حوثية أن الوفد العماني يحمل رسالة من الرياض تتضمن مقترحات لعرضها على المسؤولين في صنعاء وسماع الردود حولها.
وتؤدي سلطنة عمان دوراً مهماً في المفاوضات الجارية لوقف الحرب المستمرة في اليمن منذ 8 سنوات، وقد أعربت مؤخراً عن أملها في أن يسهم المجلس الرئاسي الجديد الذي نقل إليه الرئيس عبد ربه منصور هادي صلاحياته، بداية لحل الأزمة.
وهذه هي المرة الثانية التي يصل فيها وفد عماني رسمي إلى صنعا بعد زيارة أجراها وفد آخر، في يونيو من العام الماضي، وكانت الأولى منذ بدء الحرب عام 2015.
ومطلع أبريل الجاري، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، موافقة أطراف الصراع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، بدأت في اليوم التالي، مع ترحيب سابق من التحالف الذي تقوده السعودية، والقوات الحكومية والحوثيين.
وتتضمن الهدنة إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة، والسماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء كل أسبوع، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
وفي 7 أبريل، نقل الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي صلاحياته إلى مجلس رئاسي من 8 أعضاء برئاسة رشاد العليمي، لإدارة المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب مع الحوثيين.
ويوم الثلاثاء الماضي، أدّى مجلس الرئاسة اليمين القانونية أمام مجلس النواب في العاصمة المؤقتة عدن جنوبي اليمن، بحضور المبعوث الأممي وسفراء دول الاتحاد الأوروبي.
وفي اليوم التالي أعلنت هيئة الطيران المدني والأرصاد، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، تشغيل أول رحلة تجارية إلى مطار صنعاء الدولي يوم الأحد المقبل.
ويشهد اليمن منذ نحو 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة الحوثي من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة الشرعية مدعوماً بتحالف عسكري، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 بالمئة منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.