اثبتت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي حنكتها السياسية الفائقة، ورغم حداثة عمرها السياسي إلا انها تمكنت من إدارة المرحلة سياسياً بشكل أبهر الصديق قبل العدو، والمتابع لخط السير الذي انتهجه الإنتقالي سيرى انه اجتاز طريق مليئ بالأشواك والأفخاخ والتي راهن الجميع انه سيقع عند كلاً منها، إلا انه ينجح في الآخر بشكل يفاجئ الجميع، حتى ان البعض ذهب لنسب هذه النجاحات باعتبارها مجرد اقدار تتحقق نظراً لعدالة القضية التي يحملها واحقيتها ومظلوميتها.
https://yemenipost.net/news17123.html
لقد كانت المرحلة الماضية من اهم واخطر المراحل وكان الجميع يضع اليد على الصدر خوفاً من ضياع كل شيئ، لكن كانت الأقدار دائما تقف الى جانبنا ونرى قيادة المجلس تتخذ القرار الصحيح في الوقت المناسب لنخرج من جو التوجس مبتهلين.
لاتزال امام قيادة الإنتقالي تحديات وعقبات كؤودة ستواجهها اثناء وبعد مرحلة "الرئاسي"، ابرزها تتمثل في كيفية الموائمة بين ماتتطلبه المرحلة الانية في القبول بالشراكة ضمن "الرئاسي" وبين الحفاظ على خط سير المجلس الذي بدأه وهو مانراه على واقع الارض هذه الايام، وايضاً التساؤل الذي يطرح من قبل العامة عن ماذا بعد المجلس السياسي في حال فشل او نجح، لكن هذا التساؤل قد اجيب عليه خلال مشاورات الرياض لاشك من خلال الضمانات التي حصل عليها المجلس والتي ابرزها ادراج القضية الجنوبية في مفاوضات الحل النهائي باليمن والتي ستكون برعاية اقليمية ودولية.
ماحققه المجلس الإنتقالي الجنوبي من مكاسب سياسية للقضية الجنوبية خلال الخمس سنوات الماضية يعتبر انجازاً كبيراً رغم الحرب التي شُنت وتُشن ضده من قبل القوى المعادية والمناهضة، وسر كل هذا النجاح هو انه بقي محافظاً على علاقته بالأشقاء في التحالف العربي ولم ينجر للصدام معهم كما كانت تدفع به تلك القوى وتتمناه.