ردت جماعة الحوثي الانقلابية على طلب الأمم المتحدة رسميا، لمختلف أطراف الحرب في اليمن، تمديد الهدنة المعلنة مطلع ابريل الفائت لمدة شهرين قابلة للتجديد، والتي تشمل وقفاً للعمليات العسكرية واجراءات لمعالجة تداعيات الازمة الانسانية، بينها تسهيل دخول سفن الوقود لميناء الحديدة واستئناف الرحلات الجوية من مطار صنعاء وفتح الطرقات ومنافذ المدن.
وأعلنت جماعة الحوثي الانقلابية، عن تلقيها رسميا طلبا بتمديد الهدنة وقالت إنها احالت الطلب الى لجنة مختصة لدراسته. ساردة ملاحظات على سير تنفيذ اتفاق الهدنة المعلنة مطلع ابريل الفائت ومدى التزام الاطراف الاخرى بتنفيذ بنود الهدنة. واضعة شروطا للقبول بتمديد الهدنة.
جاء ذلك على لسان رئيس ما يسمى “المجلس السياسي الأعلى” لسلطات الحوثيين في صنعاء، القيادي البارز مهدي المشاط، معلنا تلقيه طلباَ رسمياً بتمديد الهدنة الأممية التي اعلن بدء سريانها في الثاني من ابريل الفائت لمدة شهرين، شارفت على الانتهاء مطلع يونيو المقبل.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التابعة لسلطات جماعة الحوثي، عن “المجلس السياسي” للجماعة إنه “أحال في اجتماعه اليوم برئاسة مهدي المشاط رئيس المجلس، طلب الامم المتحدة تمديد الهدنة للدراسة وفقاً لتقييم المرحلة الحالية للهدنة التي ستنتهي في الثاني من يونيو المقبل”.
موضحة أن “المجلس السياسي الاعلى أكد في اجتماعه أنه يأخذ في الاعتبار مدى التزام التحالف ببنود الهدنة الحالية مع وضع فتح طرق في محافظة تعز وغيرها من المحافظات وفقاً لبنود الهدنة ضمن الأولويات التي يجري العمل عليها لتخفيف معاناة المواطنين”. حسب تعبير الوكالة.
مشددا على “أهمية التزام الأمم المتحدة والتحالف المتحكم بثروات النفط والغاز وإيرادات الموانئ وعمليات البنك المركزي الذي نقلت وظائفه إلى عدن بصرف المرتبات المتأخرة لكافة موظفي الدولة وضمان استدامة صرفها كون ذلك يأتي ضمن الملف الانساني وفي إطار واجباتهم”.
وذكرت الوكالة أن “المجلس السياسي الاعلى عبر في اجتماعه عن الاستياء من عرقلة وصول سفن المشتقات النفطية لميناء الحديدة وتأخر تسيير رحلات الطيران وعدم فتح وجهة القاهرة حتى الآن وتهاون الأمم المتحدة عن الاضطلاع بواجبها كما ينبغي”، حد قوله.
متحدثا عن سفن المشتقات النفطية والرحلات الجوية التي مُنعت خلال ما مضى من فترة الهدنة، وحذر من “أن عدم تعويض عدد السفن والرحلات الجوية ووجهاتها يهدد فرص تمديد الهدنة التي يطالبون بها ويمس بمصداقية الأمم المتحدة ومبعوثها”، حسب وصفه.
وقالت الوكالة: إن المجلس السياسي للحوثيين “جدد التأكيد على الموقف الثابت للمجلس تجاه السلام العادل والمشرف الذي يعزّز السيادة والاستقلال لليمن”، حسب تعبيره. معتبرا “التعاطي الجاد مع الملف الانساني دون تجزئة هو المدخل السليم والصحيح للسلام”، حد قوله.
يأتي هذا عقب يوم على احاطة المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، الجديدة إلى مجلس الامن الدولي، ليل الثلاثاء، بشأن التطورات في اليمن، والتي أكد فيها تدارس قرار بتمديد اتفاق الهدنة، لتخفيف الازمة الانسانية وتهيئة الاجواء لاستئناف مفاوضات السلام.
وقال المبعوث الاممي غروندبرغ في مؤتمر صحفي، عقب جلسة مجلس الامن الدولي بشأن اليمن: إن “هدنة اليمن قابلة للتمديد إذا وافق جميع الأطراف”. مضيفاً: “نسعى لتمديد هدنة اليمن عبر التواصل مع جميع الأطراف”. حسب تأكيده.
داعيا في المقابل جميع أطراف الحرب في ايمن إلى “تقديم تنازلات لتمديد الهدنة” حسب تعبيره. كما دعا المبعوث الخاص لأمين عام الامم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ مجلس الأمن الدولي إلى “دعم تمديد الهدنة في اليمن”.
وقال غروندبرغ في احاطته المقدمة لمجلس الامن :”إنَّ اليمن لا يحتمل العودة إلى وضع ما قبل الهدنة من تصعيد عسكري وجمود سياسي مستمرين. سأستمر في التحاور مع الأطراف لتخطي التحديات القائمة وضمان تمديد الهدنة.”
مضيفا: “إنني من هنا، أدعو جميع الأطراف الى تقديم التنازلات من اجل ذلك”. لكنه أقر بأن الثقة بين مختلف اطراف الحرب في اليمن “تتطلب عملا أمميا دؤوبا”. مؤكداً “السعي لبدء عملية سياسية تفضي لحل نهائي في اليمن”.
وتابع غروندبرغ في احاطته الجديدة، الثلاثاء، امام مجلس الامن قائلا: إنه “شهد التزاما شبه كامل في تطبيق الهدنة الانسانية، وأنا على تواصل مع جميع الاطراف من اجل تمديدها والسعي لبدء عملية سياسية تفضي لحل نهائي في اليمن”.
مطالبا الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي بدعم جهود تمديد الهدنة التي قال انها “لا تزال صامدة مع انحسار العمليات القتالية، ودخول شحنات الوقود عبر ميناء الحديدة، واستئناف الرحلات التجارية من مطار صنعاء”.
ومن جانبهم، كشف سياسيون عن أن “تمديد الهدنة الانسانية، يحظى بقبول مبدئي من جميع اطراف الحرب تقريبا” . منوهين بأن “الفترة المقترحة لتمديد الهدنة حتى الان، هي نفسها، شهرين اضافيين، اي إلى ما بعد عيد الاضحى المقبل”.
يشار إلى أن الأمم المتحدة أعلنت مطلع أبريل الماضي، بدء سريان هدنة عسكرية وإنسانية في اليمن لمدة شهرين قابلة للتجديد، تشمل ايقاف العمليات الهجومية والسماح بدخول 18 سفينة مشتقات نفطية إلى ميناء الحديدة وتسيير 16 رحلة تجارية عبر مطار صنعاء الدولي، وفتح الطرقات ومنافذ المدن.