نشرت مجلة “ديفينس نيوز” الأمريكية، مقالا للمحلل العسكري الأمريكي، هانز بيننديك، الخبير في المجلس الشرق أوسطي، طرح فيه سلسلة من نقاط الضعف لدى القوات الحكومية التابعة لشرعية الرئيس هادي المعترف به دولياً والمدعوم من قبل قوات التحالف العربي بقيادة السعودية.
ونقلت “المجلة ” الأمريكية عن المحلل العسكري ، هانز بيننديك ، أن مقاتلي القوات الحكومية تنقصهم المهارات الضرورية لهزيمة شراسة مقاتلي جماعة الحوثي في حال قرر الحوثيون مهاجمة محافظة مأرب النفطية ووقوع اشتباكات بين القوتين داخل أروقة المدينة التي تعج بالمواطنين وتسيطر عليها الشرعية منذ العام 2015م .
وفي هذا السياق قال الخبير العسكري الأمريكي إن مدينة مأرب (المعقل العسكري للشرعية) والتي يزداد عليها الضغط العسكري من قبل المسلحين الحوثيين، القابعين على تخومها، تتضاءل فرص نجاتها من اجتياح وشيك.
لافتاً إلى أنه ورغم حجم القوات الحكومية الكبيرة التي تتحصن بداخلها إلا أنها أصبحت مكشوفة أمام الحوثيين الذين حققوا تقدمًا واضحا في الجبهات الغربية لمدينة مأرب منذ أواخر ديسمبر من العام الفائت.
وأكد ” هانز بيننديك ” أنه في حال قرر الحوثيون التقدم صوب مأرب (وهو ما أصبح واردًا الى حد بعيد)، فإن حتمية سقوط المحافظة الصحراوية محسومة سلفًا، نظرًا لهشاشة مناعتها الدفاعية، وفقًا للاعتبارات الجيوعسكرية، وهو ما يدركه الطرفان جيدًا، خصوصًا الحوثيين، الذين يستعدون جيدًا لهذه المنازلة التي من شأنها أن تغير مسار الحرب كليا، كما يقول قادة وسياسيو الحركة.
وأشار إلى أن هناك شبه إجماع لدى المراقبين، في التأكيد على حقيقة أن طبيعة مأرب الجغرافية لا تساعدها مطلقًا على خوض معركة طويلة الأجل مع الحوثيين، حيث لا تتعدى احتمالية صمودها 10%، رغم وجود الزخم البشري داخلها، المتمثل في قوات الجيش الوطني الذي يتجاوز عدد أفراده 200 ألف عسكري، بحسب مسؤولين في الشرعية.
وأضاف الخبير العسكري ” بالنظر إلى حيثيات الواقع الميداني، تفتقر مأرب إلى وجود تحصينات طبيعية، الأمر الذي يجعل حدودها مجالا مفتوحًا للعدو (الحوثيين) الذي يصعب التكهن بالثغرة التي سوف يستغلها عسكريًا، وهو ما يضعف مناعتها الدفاعية، أو يقلل من قدرتها على المناورة، أو على الأقل تأخير تقدم العدو.
ورغم أن هذا السيناريو هو الأقرب في الوقت الحالي، إلا أنه قد يأخذ الصراع بعدًا آخر، في حال قرر الطرفان الانخراط في تسوية سياسية تدرأ عن المدينة ويلات الحرب، مع العلم أن الحوثي لن يقبل بأقل من تسليم المحافظة طواعية، خصوصًا بعد أن أصبح الحَلَقة الأقوى في المعادلة الميدانية التي تجعل سقفه التفاوضي عاليًا.