خاطب قائد بارز في المليشيات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، يحمل اسم اشهر قادة ثورة 14 اكتوبر؛ بريطانيا، ممتدحا في تصريح علني حقبة احتلالها لمدينة وميناء عدن وجنوب اليمن، وداعيا بريطانيا إلى العودة للعاصمة المؤقتة عدن.
وقال قائد معسكر رأس عباس، العميد عبود العقوري، في تصريح صحفي، تداولته مواقع اخبارية جنوبية: “أدعوا المسؤولين في بريطانيا العودة إلى عدن، وإعادة ترميم ما قدموه لهذه المدينة لكي لا يتم طمس هذا التاريخ”.
مضيفا: إن “المنجزات التي شيدتها بريطانيا في عدن آيلة للاندثار لأن كل ما قدمته بريطانيا لم يتم الاهتمام به أو ترميمه أو تطويره منذ خروجهم من عدن حتى هذه اللحظة في عامنا ٢٠٢٢م”. حسب تعبيره.
وتابع : إن “كل ما حدث من بعد خروج بريطانيا هو الإهمال لهذه المنجزات العظيمة التي قدمتها”. مشيرا إلى أنه وجه بشكل مباشر ضباطا وجنودا بالاهتمام بالمقبرة البريطانية بصلاح الدين” غرب مدينة عدن.
موضحا أنه وجه جنودا تابعين للواء الذي يقوده “بحراسة المقبرة خلال نوبات تبادل على مدى ال ٢٤ ساعة حفاظاً عليها من العابثين فيها، كما وجه بتنظيفها دائماً ليبرز المظهر الجمالي لها”. حد وصفه.
وقال: “إن هذه التوجيهات والاهتمام بالمقبرة عرفانا منه لما قدمته هذه الدولة خلال تواجدها بعدن من تشييد وبناء المستشفيات والمعسكرات والمصفاة والمباني السكنية التي لازالت حتى اللحظة متواجدة”.
يأتي هذا بعدما كان العميد عبود العقوري ظهر في أخبار سابقة وهو يلقي التحية إلى ملكة بريطانيا اليزابيت، معلقا بأن “هذه التحية عرفانا بهذه الدولة العظيمة والمنجزات التي قدمتها لعدن والذي لا يستطيع أحد إنكارها أو طمسها من خلال إهمالها”.
ولم تشيد سلطات الاحتلال البريطاني لعدن وجنوب اليمن في عدن طوال 128 عاما من الاحتلال سوى مستشفى واحد هو مستشفى اليزابيث (الجمهوري حاليا) بجانب مستشفى تابع لقواتها، و20 مدرسة، فيما تولى تجار تشييد المباني السكنية ومعظم المدارس.
قرنت سلطات الاحتلال البريطاني اي منشآة تشيدها في عدن كمحطة تحلية المياه ومصافي عدن ومحطة الكهرباء بنظام استثماري يستعيد نفقاتها مع ارباح مجزية من ريع بيع أو تأجير خدماتها، التي كرست لمسؤوليها وضباط وجنود قواتها، والجاليات الاجنبية.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال البريطاني اجبرت على مغادرة عدن وجنوب اليمن، تحت نيران ثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963م، دون أن تشيد مصنعا واحدا في عدن، التي تعاملت معها كمحطة ترانزيت وقاعدة عسكرية جوية وبحرية، في ابشع صور الاستغلال.