الأخطر من كورونا ...وباء قاتل يواصل نهش أجساد اليمنيين.

قبل 4 سنة | الأخبار | اخبار الوطن

في الوقت الذي عملت فيه المليشيات الحوثية على نشر الكثير من الأوبئة، فإنّ جهودًا دولية حاولت استئصال هذا الخطر المروع.

ويعتبر "الكوليرا" هو أحد الأمراض التي تسبّب الحوثيون في تفشيها على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014.

وبذلت الأمم المتحدة عبر منظماتها المختلفة جهودًا لتمكين السكان من التصدي للأوبئة الحوثية على مدار السنوات الماضية.

وكشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، عن استفادة أكثر من 41 ألف شخص في الأحياء الفقيرة بصنعاء من جهودها لمكافحة الكوليرا. وأوضحت المنظمة أنها تعمل على القضاء على الكوليرا عبر إطلاق حملات تنظيف وتوزيع مستلزمات نظافة على الأشخاص.

يعتبر مرض الكوليرا أحد الأوبئة التي أجادت المليشيات الحوثية غرس بذورها على مدار سنوات حربها العبثية، كما عملت على منع مكافحة هذا الوباء القاتل.

فللشهر الرابع على التوالي، رفضت مليشيا الحوثي الإرهابية صرف مستحقات الكادر الصحي والعاملين في مراكز معالجة الكوليرا في محافظة صنعاء.

وشكا عددٌ من العاملين في مراكز معالجة الكوليرا وزوايا الإرواء، أنّ المليشيات الحوثية رفضت صرف رواتب ومستحقات الكادر الصحي والعاملين في مراكز المعالجة للشهر الرابع على التوالي، وقالوا إن منظمة الصحة العالمية وردت المستحقات المالية لوزارة الصحة والسكان الخاضعة لسيطرة الحوثيين ومكتب الصحة بالأمانة، إلا أن القياديين طه المتوكل وزير الصحة ومطهر المروني مدير عام مكتب الصحة بالأمانة المعينين من قبل المليشيات يرفضون تسليم المستحقات والإيفاء بالتزاماتهما المالية تجاه الكادر الصحي والعاملين في مراكز معالجة الكوليرا وزوايا الارواء ويسعيان لمصادرة ونهب مستحقاتهم.

وناشد العاملون، منظمة الصحة العالمية بالضغط على قيادة المليشيات بوزارة الصحة ومكتبها بالأمانة لتسليم مستحقاتهم. دفع القطاع الصحي في اليمن أفدح الأثمان مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014، بسبب الجرائم العديدة التي ارتكبها هذا الفصيل الإرهابي الموالي لإيران، ويعتبر مرض الكوليرا هو أحد نتائج الحرب الحوثية، بعدما أنشأت المليشيات بيئة خصبة تقوم على تفشي الكثير من الأوبئة والأمراض التي تفتك بالمدنيين.

وفي وقتٍ سابق من مارس الجاري، قالت منظمة "أوكسفام" الدولية إنّ اليمن يعاني حاليًّا من أزمة كوليرا منسية، وحذّرت من ارتفاع عدد المُصابين بالمرض مع اقتراب موسم الأمطار في أبريل المقبل، بينما أنظمة الرعاية الصحية على وشك الانهيار.

وأضافت أنّ تفشي الوباء في العام الماضي يعتبر الثاني على الإطلاق على الصعيد العالمي، ولا تزال الحالات في تزايد، مشيرةً إلى إعلان ارتفاع معدل الكوليرا في صنعاء وحجة والحديدة وتعز وذمار مُنذ العام 2017.

وأوضحت المنظمة أنّه تمّ تسجيل أكثر من 56 ألف حالة مشتبه بإصابتها في الأسابيع السبعة الأولى من هذا العام، أي ما يعادل تقريبًا عدد الحالات المُسجلة العام الماضي.

وتابعت: "لقد كان عدد حالات الإصابة بالكوليرا في العام 2019 هو ثاني أكبر عدد يتم تسجيله على الإطلاق في بلد ما في عام واحد، لم يتم تسجيل عدد أكبر من ذلك سوى التفشي الذي سبقه في العام 2017، حيث كانت هناك أكثر من مليون حالة".

وأكّدت المنظمة أنّ المُعدلات المُستمرة والثابتة للحالات الجديدة على مدى الأشهر الـ14 الماضية تُظهر أنّ المرض ما زال مُتفشيًّا في اليمن. من جانبه، صرّح مُحسن صدّيقي مدير مكتب "أوكسفام" في اليمن: "التوقعات قاتمة بالنسبة للناس في اليمن، ما زالت حالات الكوليرا بمستويات مماثلة للعام الماضي، كما أن موسم الأمطار من المُحتمل أن يتسبب في آلاف الإصابات المحتملة".

وأضاف: "هذه أزمة صحية مُختبئة على مرأى ومسمع الجميع، إنه لأمر مروّع أن تحظى هذه الأزمة المستمرة بهذا القدر القليل من الاهتمام".

وتابع: "نحن بحاجة إلى تحرك عاجل من قبل المجتمع الدولي لضمان الوصول الآمن الذي لا تشوبه أي عوائق للمساعدات الإنسانية، وكذلك لجمع كافة الأطراف معاً من أجل الاتفاق على وقف لإطلاق النار على المستوى الوطني".

وأشار إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن الكوليرا انخفض في العام 2019 إلى 1,025، أي أقل من نصف عدد الوفيات في العام 2017، وأن الجهود المبذولة للتغلب نهائيا على المرض قد تقوضت بشكل كبير بسبب الحرب.

والكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال وتنجم عن تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة بضمات بكتيريا الكوليرا، وهي ما زالت تشكل تهديدًا عالمًّا للصحة العمومية ومؤشرًا على انعدام المساواة وانعدام التنمية الاجتماعية.

وتشير تقديرات الباحثين إلى وقوع عدد يتراوح تقريبًا بين 1,3 مليون و4 ملايين حالة إصابة بالكوليرا سنويًّا وإلى تسبب الكوليرا في وفيات يتراوح عددها بين 000 21 و000 143 وفاة بأنحاء العالم أجمع. الكوليرا مرض شديد الفوعة إلى أقصى حد، ويمكن أن يتسبب في الإصابة بإسهال مائي حاد، وهو يستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياه ملوثة2.

وتؤثر الكوليرا على كل من الأطفال والبالغين وبمقدورها أن تودي بحياتهم في غضون ساعات إن لم تُعالج. ولا تظهر أعراض الإصابة بعدوى ضمات بكتيريا الكوليرا على معظم المصابين بها، رغم وجود البكتريا في برازهم لمدة تتراوح بين يوم واحد و10 أيام عقب الإصابة بعدواها، وبهذا تُطلق عائدة إلى البيئة ويمكن أن تصيب بعدواها أشخاصًا آخرين.

ومعظم الذين يُصابون بعدوى المرض يبدون أعراضًا تتراوح بين الخفيفة أو المعتدلة، بينما تُصاب الغالبية بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد، ويمكن أن يتسبب ذلك في الوفاة إذا تُرك من دون علاج.

والكوليرا هو أحد الأمراض التي تسبَّبت فيها الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014، بعدما أهملت المليشيات القطاع الصحي بشكل كامل، على مدار سنوات حربها العبثية، وتسبَّبت في تفشي الكثير من الأمراض التي راح ضحيتها كثيرٌ من السكان. وتعمَّدت المليشيات الحوثية قطع جميع الخدمات الصحية سواء الخدمات الأساسية أو الثانوية، مكتفية بنهب مقدرات الدولة ومواردها وتسخيرها لخدمة المجهود الحربي وزيادة أرصدة الجماعة وقياداتها.

وهيمنت المليشيات الحوثية على القطاع الطبي عن طريق تهميش وفصل الكوادر والموظفين ممن لا يؤمنون بأفكارها الخمينية وتعيين أتباعها من محافظة صعدة حيث معقلها الرئيسي لتتفرغ بعدها لنهب ممتلكات المواطنين والتجار وفرض الإتاوات والضرائب وإقفال مشاريعهم وشركاتهم في حالة عدم التبرع للمجهود الحربي ورفد الجبهات.

 

الخبر التالي: