قرر ونفذ وحمل أمتعته من الرياض وبدأ رحلته مابين الجو والبر مجابهاً كل متاعب السفر وعناء التنقل قاصداً محافظة شبوة التي يزورها لأول مرة في حياته وذلك حرصا على حضور مهرجانها الثاني للتراث والفنون الشعبية المقام في عتق للفترة ٢٠- ٢٣- يناير الماضي . حطت به الرحال وسط مدينة عتق عاصمة المحافظة ،حينها ارتسمت على ملامحه مشاعر الفرح والسرور المعبرة عن ابتهاجه بتحقيق اُمنية لطالما راودته كثيراً (زيارة شبوة) كمايقول .
أيام وليالِ يلتقي هذا ويحدث ذك ويزور هذا ويجابر آخر ،كانت البشاشة تعلو محيأه والإبتسامة تتراقص على شفتيه في كل لحظة وحين ، وكأنه يوزعها على أبناء شبوة تعبيراً عن سعادته بوجوده بينهم وتجسيداً لما يخلج مشاعره من الإعجاب نظير ما شاهده ولمسه من حفاوة إستقبال وحسن الكرم والضيافة .
اُتيحت له الفرصة لتقديم الفعاليات المصاحبة لمهرجان التراث والفنون فكان نجماً ساطعاً في فضاء شبوة ووسط الزخم الجماهيري الحاشد . وكعادته كان متالقاً بإداءه الرائع وكان انيقاً بجمال روحه وحسن مظهره ، كان بهياً بخامة صوته الذهبي المتميز وهو يصدح بعبارات الإطراء من على منصة المركز الثقافي .
نعم ...هو طائر السندباد (سمير السمري ) الإعلامي السباق في زيارة شبوة ويعد من أوائل الضيوف الذين كسروا حواجز صنعتها الآلة الإعلامية الظالمة في فترة زمنية خلت والتي خلقت صورة مزيفة عن شبوة الارض والانسان في مخيلةوأذهان الآخرين وعملت على شيطنة مجتمعها زوراً وبهتاناً .
الزميل سمير السروري كان في ضيافتي قبيل مغادرته المحافظة حيث حدثني عن إنطباعاته خلال تواجده لأكثر من ثمان ايام فقال لي : لقد احتلت شبوة باناسها الطيبين مكانة عالية في قلبي ،وجدتهم جميعا يعيشون حياتهم ببساطة بدون تكلف مهما علت مراتبهم ، هم كرماء اسخياء ، هم اهل الأصالة والشهامة والنخوة والمرؤة والشجاعة، هم مثقفون من الطراز الاول .. اقولها بصدق انني وجدت شبوة اليوم تستعيد ارثها الحضاري ومجدها العظيم ...اهل شبوة هم اليوم وفي زمن العنف والصراعات والاقتتال اهل العلم والثقافة والحكمة والسلام والمحبة والوئام لاينافسهم احد .توقف قليلاً ثم مضى بالقول : (هذه زيارتي الأولى لشبوة ولكن لن تكون الاخيرة ...شبوة لايعرفها إلا من زارها..شبوة احببتها من اعماق قلبي ) .