شهدت محافظة لحج، تحديدا بمديرية لعبوس، يوم الثلاثاء، إغتيال أكبر رجال الأعمال في اليمن، ومالك أكبر سوق تجارية في لحج افتتح عام 2009، وعربياً يملك عشرات المولات في عدة دول.
ويمتلك رجل الأعمال الشيخ محسن علي الرشيدي، عشرات المولات والمحلات التجارية في كلٍّ من تركيا، والإمارات، والمملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، وجمهورية الصين الشعبية.
وتعرض الشيخ الرشيدي، مع نجله واثنين من عمال السوق، لعملية إغتيال بوابل من رصاصات السلاح الآلي للشاب عُباد علي صالح السيلاني أمام "المحمل مول" الواقع في سوق أكتوبر في تمام الساعة الحادية عشرة صباحًا.
https://yemenipost.net/news18725.html
ويقطن رجل الأعمال الرشيدي في منطقة لقمر آل الرشيدي، ولديه سبعة من الأبناء ينتشرون في أكثر من دولة، لإدارة أعمالهم، وابنه الأوسط "علي" هو القائم بالأعمال التجارية في جنوب اليمن، يافع على وجه التحديد، بينما يسكن أبناء السيلاني في قرية مسجد النور، ويفصل سوق أكتوبر بين هاتين القريتين.
وبدأت القصة في عام 2020م، عندما قام عدد من أبناء علي صالح السيلاني بالهجوم على سور سوق المحمل مول وهدم أجزاء منه، وإطلاق الرصاص على السوق، بدعوى أن التاجر الرشيدي يقوم بتوسيع سوق المحمل في أرض، جعلها جد أبناء السيلاني قديمًا سبيلًا ووقفًا مخصصًا للمقبرة.
وقامت شرطة لعبوس حينها بسجن الشاب ياسر علي صالح السيلاني، الأخ الأكبر لمنفذ جريمة القتل الجماعية بحق التاجر الرشيدي، عباد السيلاني لمدة أربعة أشهر بسجن أمن المديرية.
فيما يقول محمد قاسم- وهو مصدر مقرب من أسرة الرشيدي، وأحد العاملين في إدارة المحمل مول- إن مشكلة الأرض قد حُلّت تمامًا، بعد أن اشترى الرشيدي أرضاً أخرى بمساحة الأرض التي تُعد وقفًا، وجعلها وقفًا بدلًا عنها، بناءً على فتوى لأحد مشايخ المديرية. فيما تفيد مصادر غير مؤكدة بأن الرشيدي قام بشراء الأرض من الأوقاف.
استمرت عملية توسيع المحمل مول التجاري، في المديرية، وبناء فندقين كبيرين بجوار المحمل خلال العامين الأخيرة ، ومع كل عملية توسع يحتج أبناء السيلاني، وتتدخل الشرطة، ما جعل حِدة الخصومة والعداوة تتصاعد بين الأسرتين.
وبينما كان نجل الرشيدي الأوسط "علي" يقود سيارته الشاص برفقة محسن صالح الرشيدي واحد من أبناء عمومته، والعامل بالمول عارف الأشول، على بعد عشرين مترًا من بوابة المحمل حيث اعتاد رجل الأعمال الأب محسن الرشيدي، الجلوس على كرسيه بشكل دائم، ويومي.
وقام عباد علي السيلاني (22 عامًا)، بإطلاق وابل من الرصاص من سلاحه الألي من خلف السيارة باتجاه رؤوس الثلاثة. وبحسب موظفين في المحمل، فإن المستهدف الأول كان علي الرشيدي، بصفته القائم بالأعمال التجارية كاملة، وتلقى خمس عشرة طلقة أكثرها في الرأس.
وبعد الانتهاء من العملية الأولى اتجه "عباد" إلى بوابة المحمل حيث اعتاد الرشيدي أن يجلس معظم الوقت، وباشره بإطلاق النار وأرداه قتيلًا، وأصاب حارس البوابة الذي كان قريبًا منه، بالإضافة إلى شخص آخر لم نتمكن من الحصول على معلومات عنه حتى اللحظة.
تمكن "عباد" من القيام بجريمته، واستطاع أن يلوذ بالفرار باتجاه قريته؛ إلا أن قوات أمنية في قطاع يافع، قامت بتطويق القرية كاملة، وإيقاف الحركة في سوق أكتوبر بشكل نهائي، وتمكنت خلال ساعات من إلقاء القبض على المتهم بارتكاب الجريمة، واقتياده إلى الحجز، فيما تقوم الأجهزة الأمنية باتخاذ الإجراءات القانونية لينال جزاءه الرادع.