حاولت السلطات التركية، مؤخرا، أن تصور إرسال مساعدات طبية إلى كل من إيطاليا وإسبانيا، بمثابة وقوف "إنساني" إلى جانب البلدين الأوروبيين، في ظل تضررهما بشكل بليغ من وباء كورونا، لكن استحواذ أنقرة على شحنة طبية في طريقها إلى مدريد، أبطل مفعول "الدعاية" التي مورست بتبجح.
وأعلنت تركيا أنها أرسلت مساعدات على متن طائرات من طراز "غي 400 إم" تابعة للقوات المسلحة في البلاد، وذكرت وزارة الدفاع أن الإعانات شملت معدات طبية مثل كمامات الوجه.
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الإسبانية، بشكل رسميا، أن أنقرة قررت الاحتفاظ بمعدات طبية كانت في طريقها إلى مدريد، رغم الفترة الحرجة التي يمر بها البلد الأوروبي.
وقالت الخارجية الاسبانية مارغريتا روبليس، إنها تحدثت مع نظيرها التركي، مولود جاويش أوغلو، ثلاث مرات، لكن الاتصالات لم تؤد إلى أي نتيجة، لأن تركيا ظلت متشبثة بالاستحواذ على الشحنة الطبية.
وتضم الشحنة التي استولت عليها تركيا مئات من أجهزة التنفس الاصطناعي التي صنعتها شركة شركة إسبانية في تركيا بمواد صينية، واحتجزتها أنقرة من دون إنذار مسبق.
وفي ظل تأثر إسبانيا بشكل كبير من فيروس كورونا، حرصت مدريد على بذل جهود دبلوماسية حثيثة لأجل الإفراج عن الشحنة.
وأوردت تقارير صحفية أن إسبانيا بصدد التقدم بشكوى دبلوماسية حول عملية الإحتجاز غير المبررة من قبل تركيا، التي ترقى لمرتبة جريمة.
ويرى متابعون أن عملية الاستيلاء التركية، تكشف "زيف" الدعاية التركية التي حاولت الاستفادة من إرسال مساعدات إلى إسبانيا وإيطاليا، إذ لم تمض سوى أيام قليلة حتى استحوذت أنقرة على شحنة الدولة الإسبانية التي تواجه أزمة صحية غير مسبوقة.
والأدهى في الأمر، بحسب كثيرين، هو أن تركيا قامت بعملية الاستيلاء ضد دولة يفترضُ أنها حليفة في حلف شمالي الأطلسي (الناتو)، فيما لا يتوانى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن انتقاد العواصم الغربية، بسبب ما يقول إنها مواقف متخاذلة إزاء بعض القضايا الإنسانية، لكن "محنة كوورنا" كانت كفيلة بكشف المواقف والحقائق