اعتاد سكّان المناطق الواقعة خارج سيطرة المتمرّدين الحوثيين على غياب الحكومة الشرعية عن مناطقهم، لكنّهم بدأوا يشعرون بالفراغ الذي يخلّفه غياب العمل الحكومي المنظّم، في ظل التهديدات والأخطار التي فرضها وباء كورونا على أغلب بلدان العالم ومن ضمنها اليمن، المفتقر لمختلف وسائل مواجهة الفايروس في حال انتقلت عدواه إلى سكّانه.
ولا يكاد يُلمس أي جهد حقيقي لحكومة الرئيس عبدربّه منصور هادي التي يوجد أغلب أعضائها خارج البلاد في مواجهة خطر كورونا، عدا عن إصدارها المواقف عن بعد وخوض السجالات وملاحقة ما تسميه “أخبارا زائفة”.
ويأتي ذلك بينما تنشغل القوات العسكرية والأمنية التابعة للشرعية بمقارعة المجلس الانتقالي الجنوبي ومحاولة تحيّن الفرص للانقضاض على المناطق الواقعة تحت سيطرته وعلى رأسها عدن، ذلك أن تلك القوات الرافعة للواء الشرعية تتبع في الحقيقة حزب الإصلاح وتعمل على تطبيق أجندة جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها الحزب. وتحذّر مصادر يمنية من أنّ جائحة كورونا ستكون بمثابة آخر اختبار للشرعية ، وربما آخر مسمار في نعشها.
ودعا الدبلوماسي اليمني مصطفى النعمان إلى صرف الجهود نحو مواجهة خطر الوباء الداهم بإيقاف الحرب وإعلان حالة الطوارئ في البلاد ومنع التجمعات.
وقال في تغريدة على تويتر إنّ “العلاج في اليمن لكورونا أصبح الإنكار والتوجيهات والأنفوغرافيك والتغريدات”، مضيفا “الخطر لن يرحم أحدا”.