عادت صحيفة “العرب” الممولة إماراتياً والصادرة من لندن -والتي يرى مراقبون أنّ ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ينشر عبرها ما يريد-، للهجوم على سلطنة عمان والإساءة لسياسة الحياد التي تنتهجها في التعامل مع مختلف الملفات.
ووصفت صحيفة “بن زايد” المنطق الدبلوماسي للسلطنة بأنه “ساذج”، وأنه من الصعب أن تستمر عُمان في لعب دور “الوسطية”، وهي السياسة التي تُغضب ولي عهد أبوظبي ولا يردها أن تستمر، مضيفةً أنّ السلطنة ستتنازل عن سياستها الخارجية المعهودة التي “لا تتوافق عادة مع دول الخليج العربي، خصوصا ما يتعلق منها بالموقف من إيران”.وفق الصحيفة
وزعمت الصحيفة أن السلطان هيثم بن طارقمنذ تسلمه المنصب بداية شهر يناير الماضي خلفا للسلطان قابوس بن سعيد، يواجه تحديات اقتصادية كبيرة
وادّعت أن السلطنة من “أكثر الاقتصاديات هشاشةً” في دول مجلس التعاون الخليجي، قبل أزمة كورونا وانهيار أسعار النفط.
وأضافت موجهة سمومها نحو السلطان هيثم بن طارق، قائلة إنه يستقرّ في منصبه، ويجد بلاده “غارقة” في الخسائر والأضرار الجانبية، و”متورطة” في خلاف بين دول أعضاء منظمة أوبك، مع أن السلطنة ليست عضوا في هذه المنظمة، ثم الانهيار الاقتصادي العالمي الناجم عن أزمة انتشار فايروس كورونا.
واعتبرت “العرب” أنّ سلطنة عمان لا يمكن لها أن تعتمد على دول خليجية أخرى، كالبحرين التي تعتمد على السعودية والإمارات للحفاظ على مواردها المالية المتعثرة.
وادّعت ان السبب في ذلك هو “المسار السياسي المستقل” الذي وضعه السلطان قابوس وقاد بلاده طوال أربعة عقود وأعلن خليفته السلطان هيثم المضي بنفس المسار.
وأشارت الصحيفة إلى ما أسمته “الموقف المزعج بشدة” للرياض وأبوظبي من السلطنة، بعد رفضها الانضمام إلى التحالف العربي، وكذلك رفض الإنضمام الى دول الحصار على قطر .
وكان السلطان هيثم بن طارق بدّد تلك الآمال عن تغيير السلطنة لسياستها التي تنتهج الحياد، حينما أكّد في خطابه الأول الذي ألقاه بعد تنصيبه سلطاناً خلفاً للسلطان الراحل قابوس بن سعيد، على أنّ بلاده ستسير على خطى السلطان الراحل بالثوابت التي اختطها لسياسة السلطنة الخارجية القائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام سيادة الدول وعلى التعاون الدولي في مختلف المجالات.
وشدد السلطان هيثم على بقاء السلطنة كما عهدها العالم في عهد الراحل قابوس بن سعيد، مضيفاً أن السلطنة تدعم وتساهم في حل الخلافات بالطرق السلمية وتبذل الجهد لإيجاد حلول مرضية لها بروح من الوفاق والتفاهم.