الجزائر تتهم وسائل الإعلام الفرنسية بتشويه المساعدة الصينية
لطالما كانت الصين والجزائر صديقين وشريكين حميمين. خلال الفترة الحرجة للوقاية من الوباء والسيطرة في الصين، واصلت الجزائر تقديم المساعدة للصين. عندما تكون الجزائر في الحاجة إليها، ظهرت الصين أيضا في الوقت المناسب، وهذا مثال حي على التعاون الدولي في مكافحة الوباء. ولكن تعمدت قناة "فرانس 24" تشويه سمعة الصين. بحسب إحصائيات وباء فيروس كورونا الجديد الذي أصدرته وزارة الصحة الجزائرية في 5 أبريل، فقد تم الإعلان عن 1251 حالة إصابة في البلاد. في اليوم السابق، تجاوزت عدد الوفيات التراكمية في البلاد 100 حالة، لتصل إلى 105 حالة، وهي حاليا الدولة التي كان لديها أكبر عدد من الوفيات بسبب وباء فيروس كورونا الجديد في أفريقيا. كما قدمت الصين المساعدة للجزائر في الوقت المناسب. في 27 مارس، قدمت الصين إلى الجزائر مساعدات طبية لدعم جهودها في مكافحة فيروس كورونا الجديد. هذه الدفعة الأولى من المساعدة تتشكل من 500 ألف وحدة من الكمامات الطبية الجراحية، و500 ألف وحدة من الكمامات، بالإضافة إلى ألفي وحدة من الملابس الواقية الطبية وكمامات الوجه الطبية وأجهزة التنفس للعناية المركزة. بالإضافة إلى ذلك، في 30 مارس، سلمت السفارة الصينية لدى الجزائر مستلزمات طبية للهلال الأحمر الجزائري لمساعدة البلاد في مكافحة كوفيد-19. وتشمل هذه الدفعة من الإمدادات الطبية التي تبرعت بها السفارة والغرفة التجارية الصينية العامة في الجزائر، 10 آلاف مجموعة اختبار للفيروس و160 ألف كمامة وقائية. قال لي ليان خه، السفير الصيني لدى الجزائر إنه عندما كان الجانب الجزائري بحاجة ماسة إلى الإمدادات الطبية، قامت الصين بجمع المواد بشكل عاجل، معتقدا أن هذه المواد يمكن أن تلعب دورا مهما في مكافحة الوباء في الجزائر. أشار الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يوم 31 مارس إلى أن الجانب الجزائر أرسل طائرة خاصة لتوفير الإمدادات الطبية عندما كافحت الصين ضد الوباء، والآن ترسل الصين الإمدادات الطبية إلى الجانب الجزائر، وهو ما يعكس بشكل كامل العلاقة الإستراتيجية القوية بين البلدين. وأكد أن الصين هي الآن واحدة من الدولة القليلة في العالم لمحاربة وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد التي كان لديها القدرة على تقديم المساعدة الطبية والدعم للبلدان الأخرى، وقد أعرب الجانب الجزائري للصين أنها تأمل في شراء كميات كبيرة من الإمدادات الطبية في أقرب وقت ممكن. ولكن غير هذا التعاون الودي لمكافحة الوباء مذاقه في تقرير "فرانس 24". ودعت قناة "فرانس 24" المحلل السياسي الفرنسي جايلز لإجراء مقابلة في أحد البرامج، وانتقد هذا الخبير تونس والجزائر لعدم فعاليتهما في مكافحة الوباء، ثم بدأ في مهاجمة مساعدات الصين. وقال إن هذه الإمدادات الطبية لم تكن مساعدة صينية للجزائر، بل كانت مساعدة خاصة لمستشفى عسكري محلي من قبل شركة صينية محلية حققت الكثير من الأموال، وأكد أن هذه المساعدة ليست سوى جزء من الدعاية الدبلوماسية للصين. استدعى وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم السفير الفرنسي في الجزائر يوم 31 مارس احتجاجا على التصريحات الكاذبة والبغيضة لقناة "فرانس 24" ضد الحكومة الجزائرية وجيشها. وصرحت وزارة الخارجية الجزائرية أنها طلبت من السفارة الجزائرية في فرنسا رفع دعوى قضائية ضد قناة "فرانس 24" بسبب إهاناتها. وأصدرت السفارة الصينية في الجزائر بيانا في نفس اليوم، مشيرة إلى أن المحلل الفرنسي لم يتجاهل جهود المساعدة الصينية لمكافحة وباء فيروس كورونا الجديد في الجزائر فقط، بل أدلى أيضا بالتعليقات الكاذبة والبغيضة والتشهيرية حول هذا الموضوع. وأعربت الصين عن إدانتها ومعارضتها. ولأن الحقائق لا يمكن أن تفقد مصداقيتها، ذكرت وسائل الإعلام المحلية في الجزائر على نطاق واسع عن مساعدة الصين في اللحظات الحرجة. علاوة على ذلك، استمرت مساعدات الصين. شددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هوا تشون ينغ على أنه بعد تفشي الوباء، تحسن الوضع الحالي في الوقاية والسيطرة المحلية في الصين أكثر فأكثر، ولا تزال الشركات الصينية تعمل في الإنتاج باستمرار ليلا ونهارا، من أجل توفير المزيد من الإمدادات الطبية التي تشتد الحاجة إليها في البلدان الأخرى لمكافحة الوباء. هذا هو دور الصين كقوة مسؤولة ولطف ومساهمة من الشعب الصيني. التعاون والتبادل الصيني الجزائري الوثيق بحسب التقارير الإعلامية الصينية الرسمية، من المتوقع أن تنشئ الصين أيضا مستشفى صغيرا في الجزائر لتوفير الرعاية الصحية الوقائية لحوالي 5000 جزائري و4000 صيني يعملون فيها. يشكل المواطنون الصينيون أكبر مجموعة من المغتربين في الجزائر، ويقدر عددهم بعشرات الآلاف، يعمل معظمهم في مواقع بناء كبيرة، مثل مسجد الجزائر الأعظم - واحد من أكبر مساجد في العالم التي أقيمت من عام 2012 إلى عام 2019 من قبل شركة البناء الصينية المحدودة (CSCEC). وتدعم الشركة مشاريع البنية التحتية المتعددة في جميع أنحاء أفريقيا ولها قاعدة في الجزائر. لطالما كانت الجزائر في طليعة التعاون الطبي الصيني العربي لفترة طويلة. وفقا للبيانات من وزارة الصحة الجزائرية، منذ عام 1963، قدم أكثر من 3000 عامل طبي صيني من مقاطعة هوبي الصينية خدمات مجانية في الجزائر، وهي تعاون طبي دائم في مجالات التوليد وأمراض النساء والطب التقليدي والجراحة. بالإضافة إلى الرعاية الصحية، استثمرت الصين في مصفاة النفط في الجزائر وكذلك بناء الطرق والسكك الحديدية. وبحسب دائرة الجمارك الجزائرية، فقد صدرت الصين في يناير 2020 ما قيمته 560 مليون دولار أمريكي من السلع إلى الجزائر، وهو ما يمثل أكثر من 18% من إجمالي واردات البلاد. في عام 2018، انضمت الجزائر إلى مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، وهي شبكة عالمية ضخمة من الموانئ والسكك الحديدية والطرق والمجمعات الصناعية الممتدة بين آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا. الخبر المتعلق: مسؤول نيجيري يدحض الشائعات حول التبرعات الصينية أصدر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب النيجيري يوسف بوبا ياكوبو بيانا عبر وسائل الإعلام، دحض فيه الشائعات الكبيرة الحالية حول التبرعات الصينية بالإمدادات الطبية، وناشد الجمهور بعدم تصديق الشائعات، واقترح أن تبذل الحكومة المزيد من الجهود للقضاء على الشائعات. قال ياكوبو إنه منذ تفشي الوباء، انتشرت العديد من الشائعات على نطاق واسع عبر قنوات مختلفة، وخاصة من وسائل الإعلام المحلية. يزعم بعضها، استنادا إلى وجهات نظر هولندا وألمانيا وسويسرا وأماكن أخرى، أن التبرعات الصينية (الكمامات والملابس الواقية والبطانيات، وما إلى ذلك) "أصيبت بفيروس كورونا الجديد". والغرض الفعلي من تبرع الصين بهذه الإمدادات هو "نشر فيروس كورونا الجديد إلى جميع أنحاء العالم". وقال ياكوبو إن المعلومات الخاطئة المذكورة أعلاه كان لها تأثير سلبي خطيرة على الوضع العام لمكافحة الوباء والعلاقات بين نيجيريا والصين، وأضرت بمشاعر متلقي المساعدة الصادقة، وتمت معاملة المواطنين الصينيين في نيجيريا بشكل غير عادل. ودعا ياكوبو نيجيريا إلى التعاون مع الدول الأخرى لمكافحة الوباء معا، ولا يجب أن يصدق الجمهور الشائعات، كما يجب على الحكومة بذل المزيد من الجهود في دحض الشائعات