قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن تبني سياسات غير واقعية لتخفيض الانبعاثات من خلال إقصاء مصادر رئيسية للطاقة، سيؤدي في السنوات المقبلة إلى تضخم غير معهود وارتفاع في أسعار الطاقة وزيادة البطالة وتفاقم مشكلات اجتماعية وأمنية خطيرة.
وأكد ولي العهد السعودي خلال كلمته في قمة جدة للأمن والتنمية، أن نمو الاقتصاد العالمي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستفادة من جميع مصادر الطاقة المتوفرة في العالم بما فيها الهيدروكربونية مع التحكم في انبعاثاتها من خلال التقنيات النظيفة.
وأشار إلى أن ذلك يعزز إمكانية وصول العالم إلى الحياد الصفري في عام 2050 أو ما قبله، مع المحافظة على إمدادات الطاقة، ولذلك تبنت السعودية نهجا متوازنا للحياد الصفري لانبعاثات الكربون باتباع نهج الاقتصاد الدائري للكربون بما يتوافق مع خططها التنموية، وتمكين تنوعها الاقتصادي دون التأثير في النمو وسلاسل الإمداد، مع تطور التقنيات بمشاركة عالمية لمعالجة الانبعاثات من خلال مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر”.
وأكد على أهمية مواصلة ضخ الاستثمارات في الطاقة الأحفورية والتقنيات النظيفة، وتشجيع ذلك على مدى العقدين القادمين لتلبية الطلب المتنامي عالميا، مع أهمية طمأنة المستثمرين بأن السياسات التي يتم تبنيها لا تشكل تهديدا لاستثماراتهم لتلافي امتناعهم عن الاستثمار وضمان عدم حدوث نقص في إمدادات الطاقة من شأنه أن يؤثر على الاقتصاد العالمي”.
وأوضح بن سلمان أن “السعودية ستقوم بدورها في هذا المجال، حيث أعلنت زيادة طاقتها الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يوميا، وبعد ذلك لن يكون لدى السعودية أي قدرة إضافية لزيادة الإنتاج”.
وكانت قمة جدة للأمن والتنمية قد انطلقت اليوم بحضور الرئيس الأميركي إلى جانب قادة مجلس التعاون الخليجي وكل من مصر والعراق والأردن.
وتبحث القمة، المستجدات الإقليمية والدولية، وسبل توسيع التعاون بين الدول المشاركة، لا سيما في المجالات الاقتصادية والأمن الغذائي والطاقة والمياه.
وأفادت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية نقلا عن مصادر مطلعة بأن بايدن، الذي عقد أمس الجمعة محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وسيشارك في اجتماع مع قادة خليجيين وعرب اليوم السبت، سيغادر الشرق الأوسط من دون إعلان فوري عن زيادة في إمدادات النفط.
وقبيل زيارته إلى المنطقة، ذكر بايدن أن السلطات السعودية تعمل مع الإدارة الأمريكية لزيادة إمدادات النفط إلى السوق العالمية وخفض أسعار النفط.