مع كل ما يدور حول تفشي فيروس كورونا الجديد من حيث سبل العلاج، يتم تداول مجموعة من النظريات التي تحاول تفسير كيف وصلنا إلى ما نحن عليه اليوم، في مرحلة الوباء العالمي، فقال البعض إن المصدر جاء من رجل تناول حيوان خفاش مصاب في الصين، اشتراه من سوق في مدينة ووهان، ويعتقد البعض الآخر أن فيروس كورونا تم تصنيعه في مختبر، وتصميمه للاستخدام في حرب بيولوجية من قبل الصين أو كوريا الشمالية، والمجموعة الأخيرة الرائجة تعتقد جازمة بأن سرعة انتشار الفيروس تعود لموجات الإشعاع التي تبثها أبراج الاتصالات الجديدة المزودة بتقنية 5G، تفاصيل الخبر نقلاً بتصرف عن موقع phonearena.
تزعم الفئة الأخيرة أن الجيل القادم من الاتصالات اللاسلكية هو المسؤول عن الأزمة الحالية التي تواجه الناس حول العالم، ونقلت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية أن بعض المشاهير من أمثال وودي هاريلسون Woody Harrelson يحاولون الترويج لنظرية شبكات 5G وأبراج البث ومسؤوليتها عن انتشار الوباء، حتى أن هاريلسون نشر في صفحته على إنستغرام، تقريرًا للبروفيسور مارتين بول من جامعة واشنطن ستيت حول هذا الموضوع.
وردًا على ذلك، نشرت شركات الاتصالات في المملكة المتحدة بيانًا مشتركًا واصفة فيه نظريات التآمر بأنها خزعبلات لا أساس لها من الصحة.
وكتب البروفيسور مارتين بأن مدينة ووهان كان أول مدينة صينية تحصل على خدمة شبكات 5G، ولا يزعم أن تقنية 5G هي المسؤولة عن فيروس كورونا، ولكن الإشعاع المرتبط بها زاد "قدرة الفيروس على التكاثر أو الانتشار أو جعل الفيروس فتاكًا، كما واصل بول حديثه عن محطات 5G في ووهان، والتي كان من المقدر أن يرتفع عددها من 31 مع نهاية عام 2018 إلى 10,000 برج اتصال مع نهاية العام الماضي، ويتم وضع الأبراج داخل المصابيح الموجودة في الشوارع من بداية تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إذ تم تثبيت عدد كبير من هذه الهوائيات في فترة الشهرين ونصف الماضية من العام الحالي، ويشير البروفيسور إلى أن حدة الوباء زادت مع هذه القفزة في أعداد الأبراج في ووهان.
بينما نشرت إحدى المشاهير تغريدة على موقع تويتر كتبت فيها "لا أعتقد بأن تقنية 5G تصيبك بمرض كوفيد-19. أعتقد أنها تربك الجسم أو تبطئ عملية تعافي الجسم بينما يحاول التأقلم مع ترددات الإشارة الجديدة."
ووصف مسؤولون هذه الشائعات بالكلام الفارغ والخطير، وقال مدير الصحة الوطنية في بريطانيا البروفيسور ستيفن بويس هذه النظرية بأنها كلام فارغ لا أساس له من الصحة، وحذر بعض الأساتذة الجامعيين من أن داعمي نظريات المؤامرة هم خطر على الصحة العامة، وأن عملهم قائم على قراءة صفحة ما على فيسبوك، وأقرَّ هاريلسون بدوره أنه لم يتحقق من صحة المعلومات المتعلقة بالمؤامرات.
وقالت شركات الاتصالات في بيان مشترك لها إن "هذه المزاعم لا أساس لها وأنها تضر بالأشخاص والأعمال التي تعتمد على استمرار خدماتنا"، كما أدّت هذه النظريات "إلى الإساءة للمهندسين العاملين في القطاع وإيقاف أعمال الصيانة في بعض الأحيان".
وأعلنت يوتيوب وغيرها من المنصات الاجتماعية بأنها ستحظر المحتويات التي تنشر النظريات التي تروج لمؤامرات تقنية 5G، ونتج عن هذه النظريات قيام المخربين بإشعال الحرائق بأبراج الاتصالات في مختلف المناطق، وقد حصل فيديو في إنستغرام لأناس في الصين وهم يدمرون برج اتصال على أكثر من 300 ألف مشاهدة، وحسب موقع CNN، قالت يوتيوب إن هذه الفيديوهات التي تتناول هذه النظريات تعد "محتويات على الحافة"، وهو ما يعني أنها لا تنتهك أي قوانين بشكل واضح، ولكن متحدثًا باسم المنصة قال إنهم سيمنعون هذه الفيديوهات من الظهور في نتائج البحث.
وقالت فيسبوك أنها ستتبع النهج بأخذ تدابير صارمة لإزالة المزاعم الباطلة التي تربط كوفيد-19 بتقنية 5G، وصرح متحدث باسم منصة تويتر "سنستمر باتخاذ الإجراءات بحق الحسابات التي تنتهك قوانيننا، بما في ذلك المحتويات الموصولة بالمزاعم التي لا يمكن التحقق منها، والتي تثير وتنشر الجزع والهلع بين الناس وتؤدي إلى وقوع الفوضى على نطاق واسع."
الخبر التالي ؛